صندوق الأمم المتحدة للسكان، المكتب الإقليمي للدول العربية، القاهرة – عندما أنجبت آمنة- والتي تبلغ من العمر 30 عاما و تعيش في العاصمة صنعاء في اليمن- مولودها الثاني، جاء الطفل إلى الدنيا مصابا بإعاقات خطيرة ولفظ أنفاسه على الفور.
قالت آمنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "على مدار فترة حملي كنت أعيش على الخبز والماء. لقد فقد زوجي وظيفته ولم يكن بمقدوره إلا أن يجلب لنا أقل القليل ليسد رمق الأسرة. كنت أعاني من سوء التغذية ونقص الفيتامينات وحمض الفوليك اللازمين لسلامة الحمل."
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان والشركاء في المجال الإنساني لضمان حصول النساء في سن الإنجاب على خدمات الصحة الإنجابية عن طريق العيادات الطبية المتنقلة في أنحاء البلاد والتي أضيفت فيها ايضا خدمات التغذية
تحديات مع تصاعد حدة التوتر
ومع هذا، فهناك عدد من التحديات التي تجعل الوصول إلى أولئك المحتاجين للمساعدة أمرا صعبا، خاصة مع تصاعد حدة التوتر بشكل كبير بين جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام في مطلع ديسمبر/كانون الثاني 2017، والذي أدى إلى اندلاع قتال عنيف في صنعاء وغيرها من المناطق في اليمن مما أدى إلى اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وقد خفضت منظمات الأمم المتحدة تواجد موظفيها الدوليين في صنعاء وغيرها من المحافظات المستهدفة نتيجة للاشتباكات الأخيرة. حيث مازال الوضع في مدينة صنعاء وميناء الحديدة وكثير من مناطق البلاد متوترا، ومتقلبا ولا يمكن التنبؤ به.
وفضلا عن هذا، فإن عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من النزاع والصعوبات في الحصول على المستلزمات الطبية المنقذة للحياة نتيجة للحصار البري والبحري كلها عوامل تزيد الوضع سوءا بالنسبة لكثير من النساء والفتيات، ولا سيما ما يقدر بنحو 1.1 مليون من الحوامل والأمهات المرضعات اللواتي يعانين من سوء التغذية. وكما هو الحال بالنسبة إلى آمنة، فإن الوضع أسوأ بالنسبة للنساء والفتيات اللاتي يواجهن خطر المجاعة مع ارتفاع أسعار الغذاء بالإضافة الى الحصار المفروض على واردات السلع الغذائية الأساسية.
قالت آمنة: "ظروفنا المعيشية بالغة الصعوبة وتزداد سوءا."
22.2 مليون شخص بحاجة للمساعدة، رقم غير مسبوق
ويستمر تدهور الوضع الإنساني بوجه عام على مدار الشهور القليلة الماضية بسبب استمرار النزاع، وانهيار الخدمات الأساسية والتدهور الاقتصادي.
وكان نائب الأمين العام للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، قد أعرب يوم الثلاثاء عن "قلقه العميق" حيال الوضع في اليمن.
وقال لوكوك في بيان: "يحتاج عدد غير مسبوق يقدر بـ 22.2 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية الآن في اليمن – بزيادة 3.4 مليون شخص عن العام الماضي."
واستجابة للكارثة الإنسانية الهائلة في البلاد، أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2018 في 21 كانون الثاني / يناير. تدعو الخطة إلى توفير أكثر من 2.96 مليار دولار لتوفير المساعدات المنقذة للحياة والحماية لأكثر من 13 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد هذا العام.
كما أكد السيد لوكوك على أهمية مواصلة فتح جميع الموانئ في اليمن، بما فيها الحديدة والصليف، أمام المساعدات الإنسانية والواردات التجارية من الغذاء والدواء والوقود. حيث يعيش أكثر من 70% من المحتاجين للمساعدات في اليمن على مقربة من هذين المينائين المطلين على البحر الأحمر.
وأشار إلى أنه منذ قرار إعادة فتح مينائي الحديدة والصليف، نجحت الأمم المتحدة وشركاؤها في توصيل كميات كبيرة من الغذاء والأدوية والوقود للسكان المحتاجين.