أنت هنا

خطى السودان خطوات مهمة وواسعة للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وعلى الرغم من وجود علامات تشير إلى انخفاض هذه الممارسة بين الفتيات الصغيرات، إلا أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية لا يزال مرتفعاً، حيث أن 88 في المائة من النساء والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 – 49 عاماً خضعن لشكل من أشكال هذه الممارسة الضارة.

وتجدر الإشارة إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يسعى سعيًا حثيثًا في المجتمعات المحلية في شتى أرجاء السودان لمعالجة هذه الممارسة الضارة، بما في ذلك في ولاية النيل الأزرق، وهي من المناطق التي تتعرض فيها المجتمعات لخطر هذه الممارسة بشكل خاص، مثل المدينة الثالثة في محلية ود الماحي، وهي موطن للقرويين الذين نزحوا منذ عقود عقب أعمال بناء سد الروصيرص في النيل الأزرق.


عرض مسرحي للتوعية ضد ختان الإناث وزواج الأطفال. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان

من ناحية أخرى، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان "مبادرة سليمة" التي أطلقها المجلس القومي لرعاية الطفولة ومنظمة اليونيسف في السودان عام 2009، و"سليمة" هي كلمة عربية تعني "الكمال" و"صحة الجسد والعقل"، وتهدف هذه المبادرة إلى إلغاء ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية من خلال حملات التوعية العامة القائمة على القيم في جميع المؤسسات في السودان.


​​​​​تعمل مبادرة  على تمكين الفتيات الصغيرات من تصميم تطبيقات الهاتف المحمول للدعوة ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي.© صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان

 

وجدير بالذكر أن تلك المبادرة قد أثبتت أنها حل قوي وفعال للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وفي إطار تلك المبادرة، أنشأ صندوق الأمم المتحدة للسكان وشبكة "الشباب من الأقران" 20 ناديًا للفتيات من الطالبات في المدارس المحلية اللاتي يشاركن في المناقشات والمناظرات التي تنعقد بشأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، ويشاركن في الألعاب والأنشطة الرياضية والدرامية، وتحفز الفتيات العمل من أجل القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بغية التأثير على نحو جيد وفعال على أقرانهن وأسرهن بمساعدة ودعوة من المعلمين والزعماء الدينيين. من ناحية أخرى، يشارك الآباء والأطفال على حد سواء في أنواع متباينة من جلسات التوعية والتجمعات الودية (في المقاهي) والمسرح المجتمعي التفاعلي لإلغاء المحظورات وإنهاء التقاليد الضارة.

ومما لا شك فيه أن الأثر واضح وجلي في المجتمع، فالفتيات يرفعن أصواتهن: إنهن لا يرغبن في ختان بناتهن ويسعين جاهدين لكسر حلقة التقليد الضار المتمثل في تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية:

تقول زهراء - البالغة من العمر 12 سنة: "سأواصل تعليمي، ولن أتزوج حتى أنهي دراستي، لن أسمح بختان بناتي".

ونتيجة لمبادرة "سليمة"، أعلنت المدينة 3 بمحلية "ود الماحي" علناً التخلي عن ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. وطالب قادة المجتمع في جميع أنحاء ولاية النيل الأزرق صندوق الأمم المتحدة للسكان بتكرار أندية الفتيات الناجحة داخل مجتمعاتهم.

لقد عدل عدد كبير من النساء في المنطقة عن رأيهن، وتخلين عن تلك الممارسة الضارة، وأصبحن مناصرات يحتشدن ضد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية:

تقول آمنة - البالغة من العمر 63 سنة: "أنا فخورة برؤية نساء أخريات يدركن الآن الضرر البالغ الذي تخلفه هذه الممارسة لبناتهن، ويسعدني أن أراهن يتحدثن ضد هذه الممارسة".