السودان: الاشتباكات المسلحة تعرض النساء والفتيات للخطر
يتسبب الصراع الدائر في السودان في إلحاق أضرار فادحة بالنساء والفتيات، حيث يتكبدن من جرائه ثمنًا باهظًا ويعانين من تبعاته أشد المعاناة.
وقد أضحى الوضع في الخرطوم وفي جميع أنحاء البلاد مروعًا. وتعرض ما لا يقل عن 28 مستشفى، بما في ذلك مستشفيات الولادة في الخرطوم، وجميع المستشفيات في الجنينة ونيالا في دارفور، للهجوم منذ بدء القتال في 15 نيسان/أبريل. وفي العاصمة الخرطوم، اضطرت أكثر من نصف المرافق الصحية إلى الإغلاق، وتُركت آلاف النساء والفتيات - منهن ما يقدر بنحو 219,000 امرأة حامل في الخرطوم وحدها - يكافحن من أجل الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة، التي تشمل خدمات رعاية الأمهات وحديثي الولادة وخدمات الحماية.
لقد انخفض مخزون الأدوية الأساسية بصورة متدنية تنذر بالخطر، بما في ذلك الأدوية اللازمة لإدارة حالات الولادة الطارئة. وأصبحت ولايات شمال وشرق وغرب ووسط دارفور لا تمتلك من المستلزمات سوى ما يكفي لمعالجة المسببات الرئيسية لوفاة الأمهات حتى نهاية مايو. ولا يستطيع الأطباء والممرضات والقابلات التنقل لأداء عملهم بسبب الحواجز على الطرق والقتال المستمر.
ومع استمرار القتال، فر الآلاف من ديارهم داخل السودان وإلى البلدان المجاورة - تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، وتتفاقم المخاطر المتعلقة بالحماية التي تعاني منها النساء والفتيات النازحات أو في أماكن النزوح المؤقتة، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال والانتهاك الجنسيين، في وقت تتعرض فيه سبل الوصول إلى خدمات الحماية والدعم للخطر الشديد.
ويلتزم صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتواجد على الأرض ودعم النساء والفتيات في السودان. ومن أجل تحقيق ذلك يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتنسيق الوثيق مع الشركاء لحشد وتقديم خدمات وإمدادات الصحة الإنجابية الأساسية، بما في ذلك مايلزم لحالات الولادة الطارئة، والعناية السريرية لضحايا الاغتصاب، والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له. وفي البلدان المجاورة، سيركز صندوق الأمم المتحدة للسكان على توسيع نطاق توفير خدمات صحة الأمومة والخدمات المتعلقة بالحماية وتعزيزها لتلبية احتياجات النساء والفتيات النازحات.
تصوير أمانويل سيليشي/ وكالة فرانس برس عبر Getty Images