دمشق، سوريا – كانت رقية حامل عندما فرت من مدينة دير الزور المحاصرة، في شمال شرقي سوريا، مع زوجها وطفليها الصغيرين. التجأت الأسرة إلى مخيم العريشة في محافظة الحسكة – لكن محنة رقية لم تكن قد انتهت بعد. لقد كان واضحا عندما جاءها ألم المخاض قبل أسبوعين، أن ثمة خطب جسيم. قالت رقية لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "ظننت أنني قد أموت قبل أن يرى طفلي النور. فقد أفلت من الموت في بلدتي ولكن هاهو الموت لحق بي أثناء المخاض."
قال معن الحسين، المنسق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان: "كانت تمر بألم المخاض وبحاجة لعملية قيصرية عاجلة."
إلا إنه لم يكن هناك أي مرافق طبية تقليدية في مخيم العريشة حديث النشأة الذي يستوعب نحو 3,500 إلى 4,000 من النازحين.
هذا ولا تحصل الكثير من النساء الحوامل والمرضعات على التغذية المناسبة، بحسب الخبراء. بل هن في كثير من الأحيان لا يجدن أبسط مستلزمات النظافة الشخصية.
ووفقا لتقييم أجراه صندوق الأمم المتحدة وعدد من وكالات الأمم المتحدة الشريكة، فهناك تدهور في الأوضاع الإنسانية في المخيم مع وجود مخاطر بيئية من بينها تردي حالة البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
تكثيف الجهود من أجل الإغاثة
لقد استجاب صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه من خلال تكثيف الخدمات المقدمة في المخيم.
وقال الحسين: "إن صندوق الأمم المتحدة للسكان هو المنظمة الوحيدة التي تعمل مع منظمة الصحة العالمية لتوفير الخدمات الصحية."
يدعم كل من صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية فريقين متنقلين يقدمان مجموعة متنوعة من الخدمات الصحية في المخيم، من بينها خدمات الرعاية الخاصة بالصحة الإنجابية كالولادات الآمنة.
كما يقدم الفريقان الطبيان خدمات الدعم النفسي – الضرورية لتلبية الاحتياجات المتعلقة بالصحة النفسية والعقلية لسكان المخيم الذين عانوا من مشاق وخسائر هائلة.
كما قال ماسيمو ديانا، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا: "إن الطريقة الوحيدة لفهم مشاعر الصدمة واحتياجات الناس هى التحدث إليهم."
وحتى 18 يونيو/حزيران، وصلت الفرق الطبية بخدماتها إلى نحو 1,700 من سكان المخيم. وفي الشهر الماضي، قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان ما يقرب من 500 من حقائب الكرامة – التي تحتوي على المسلتزمات الأساسية كالصابون والملابس الداخلية والفوط الصحية – وأكثر من 700 من الخدمات الصحية.
وتشكل هذه الجهود جزءا من الاستجابة الأوسع لصندوق الأمم المتحدة للسكان للاحتياجات الإنسانية في سوريا. ففي محافظة الحسكة على سبيل المثال، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع تسع منظمات سورية لتقديم خدمات الإغاثة، بما ذلك إجمالي سبع فرق طبية، وسبع عيادات صحية وثلاث مساحات آمنة للنساء والفتيات.
االهروب من الموت – مرة أخرى
أما بالنسبة إلى رقية، فقد نجحت في الهروب من الموت مرة أخرى.
ففي 12 يوليو/تموز نٌقِلَت إلى أقرب عيادة طبية، وهي مرفق طبي تديره جمعية عموم الأرمن الخيرية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان.
هناك وضعت مولودتها بأمان.
بعد ذلك، زارها عدد من موظفي صندوق الأمم المتحدة للسكان في العيادة، وكانت تتعافى ومولودتها بشكل جيد.
شأنها شأن كل الأمهات، لديها آمال ومخاوف بشأن مستقبل طفلتها. ولكى تضع طفلتها على الطريق السليم، فقد اختارت لها اسما ذا معنى خاص بالنسبة لها.
"اسمها هالة"، قالت رقية وهي تفسر اختيارها لهذا الاسم بينما تتناقل الصغيرة بلطف بين يديها، "سميتها باسم الطبيبة النفسية التي ساعدتني عندما ظننت أنني وحيدة."