Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back

مصر: معركة شابة ضد ختان الإناث - قصة شيماء

مصر: معركة شابة ضد ختان الإناث - قصة شيماء

مصر: معركة شابة ضد ختان الإناث - قصة شيماء

calendar_today 11 يوليو 2016

شيماء علي ، خضعت للختان وهى تقريباً فى العاشرة من عمرها. الان هى تدعو إلى القضاء على الختان في مجتمعها وترفض تشويه طفلتها.
شيماء علي ، خضعت للختان وهى تقريباً فى العاشرة من عمرها. الان هى تدعو إلى القضاء على الختان في مجتمعها وترفض تشويه طفلتها. © UNFPA Egypt / سيما دياب

تبدو شيماء علي كأي شابة مصرية موفورة الصحة. تزوجت وهي في الـ27 من عمرها، حيث مر عام على زواجها وهي الآن حامل في طفلة. تُعد شيماء صورة من صور قوى الطبيعة، فقد واصلت العمل لدعم أسرتها منذ كانت في سن أصغر بكثير رافضةً أي مساعدة أو إحسان من أصدقاءها وأقاربها لتقوم على إعالة أسرتها منذ وفاة والدها.  

تعرضت شيماء، شأنها شأن الكثير من السيدات المصريات، إلى تشويه الأعضاء الأنثوية التناسلية المعروف  "بالختان" عندما كانت في نحو العاشرة من عمرها، وهي تجربة صادمة من المُقدر أن تتعرض  لها 61 في المائة من الفتيات في الفئة العمرية ما بين 15-17 سنة في مصر وفقاً لأحدث أرقام المسح السكاني الصحي على المستوى الوطني في مصر. تنتشر ممارسة الختان في مصر، على رغم من تجريمها منذ يونيو/حزيران 2008، حيث  تعرضت ما يقرب  من 92 في المائة من السيدات المصريات المتزوجات، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15-49 سنة إلى الختان. ورغم أن الأرقام الأخيرة في مصر تُبينُ أن الختان تقلص بشكلٍ واضحٍ على مستوى الشرائح العمرية الأصغر (15-17)، من 74 في المائة في 2008 إلى 61 في المائة في 2014، فإن هذه الممارسة لا تزال منتشرة على نحو يبعث على القلق. 

الختان هو ممارسة تتضمن تغيير شكل أو إصابة الأعضاء التناسلية الأنثوية  دون وجود أي مبررات طبية، وهي معترف بها دولياً كانتهاكٍ لحقوق الإنسان. فعلى المستوى العالمي، يقدر عدد  الفتيات والسيدات اللاتى على قيد الحياة اليوم وقد خضعن لشكل من أشكال تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أو الختان حوالى 200 مليون فتاة وسيدة. وفي الدول التى لا تزال تُجري فيها ممارسة عادة الختان، تحتفل بعض العائلات بتشويه أطفالهم ويعتبرونها مناسبة إحتفالية. إلا أن فى واقع الأمر، أثبت الباحثون  أن تأثيرات الختان على جسد  المرأة وصحتها النفسية مدمرة وطويلة الأمد.

صارت شيماء من الأصوات المناصرة للقضاء على الختان في مجتمعها بعد حضور تدريب يتعلق بالنتائج المترتبة على الختان، نظمه صندوق الأمم المتحدة للسكان وشبكة تثقيف الأقران الشبابية المعروفة بأسم Y-PEER في قريتها بمحافظة أسيوط. حيث واصلت جهودها دون كلل عن طريق العمل الوثيق مع الأمهات والآباء وقادة المجتمع من أجل مكافحة عادة الختان التى لا هى ضرورة صحية ولا هى من التعاليم الدينية. ومنذ مايو/أيار 2015، قدمت شيماء 11 دورة تدريبية في 7 قرى، تستهدف من خلالها الرجال والسيدات من الشباب الذى يتراوح أعمارهم بين 18-25 سنة. تقول شيماء بينما تستعد لتقديم دورة تدريبية مع مجموعة من الشباب: "هدفي هو تثقيف كل فتى وفتاة حول آثار الختان الضارة والتي لا داعي لها...سيصبح هؤلاء في يوم من الأيام آباء وأمهات، وأريد أن تكون لديهم المعلومات التي ستجعلهم يتخذون القرارات السليمة من أجل أطفالهم: لا ينبغي للفتيات أن يتعرضن للتشويه."

 

التقت شيماء زوجها، علاء، في العمل. فهما زوجين سعيدين حيث يشاركها زوجها بشدة قناعاتها ودعواتها للقضاء على الختان. وقد أكدت  شيماء على أنها لن تسمح بتشويه ابنتها، وهو الأمر الذى اتفقت عليه مع زوجها: "سأكون قريباً أماً سعيدة لطفلتى . وقطعاً لن أختنها. فقد اتفقت مع زوجي على ذلك . فهى ستكبر لتكون فتاة قوية تتمتع بصحة جيدة."

تقدم شيماء مع صديقتها المقربة، صابرين، العديد من الدورات التدريب التى تتحدث فيها إلى الأولاد والفتيات حول الحاجة إلى التخلي عن ممارسة عادة الختان . تلمع عينها وهي تقول: "صابرين هي أقرب صديقة إلي، التقينا في إحدى الدورات التدريبية التى نظمها صندوق الأمم المتحدة للسكان والمجموعة الفعالة من الشباب المتطوعين المعروفة بـ Y-PEERحول الختان. سأطلق على ابنتي اسم صابرين على اسمها. فأنا أريدها أن تكون شجاعة مثل صابرين الكبيرة." وتضيف قائلة: "نريد أن نغير المفاهيم لدى الفتيات والأولاد حول هذه الممارسة المقبولة اجتماعياً."

أظهر المسح السكاني والصحي لعام 2014 أن ما يقرب من 60 في المائة من السيدات، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15-49، يعتقدن أن هذه الممارسة يجب أن تستمر، نظراً لتأصل الختان الشديد في التقاليد المصرية، وأيضاً لكونه، في كثير من الأحيان، يُعتقد انه من الواجبات الدينية. 

ومن الأرقام الأخرى المقلقة في بيانات المسح السكاني الصحي لعام 2014، أن نسبة الأطباء اللذين يجرون عملية الختان يشكلون 74 في المائة ، في حين أن ما يقرب من 8 في المائة من حالات الختان قد تمت على أيدي ممرضين وعاملين صحيين في أنحاء البلاد.

أطلق كل من  صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونسيف" مشروعاً مشتركاً منذ عام 2008 يعمل على مستوى المجتمعات والمراكز  وعلى المستوى الوطني للمساعدة في القضاء على الختان. كما يركز البرنامج المشترك على السياسات  وتطبيق القوانين المتعلقة بذلك وعلى دور مقدمي الخدمات حيث يعمل من داخل المجتمعات على تغيير مفاهيمهم  تجاه الختان. وقد نظم صندوق الأمم المتحدة للسكان حملة تليفزيونية واسعة النطاق للقضاء على الختان من خلال العمل الوثيق مع قادة الدين المسلمين والمسيحيين والتعاون مع وزارة الصحة لمكافحة الصفة الطبية التى تٌعطى للختان ومن خلال التواصل مع المجتمعات عن طريق إشراكهم في عروض مسرحية تدور حول الختان هذا بالإضافة إلى عدد من المشروعات الأخرى.

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع مجموعة من الشركاء الحكوميين والدينيين ومن المجتمع المدني، كما يدعُم المجلس القومي للسكان في تنفيذ الخطة القومية الخاصة بمناهضة ختان الإناث 2016-2020.