أنت هنا

 

"عانيت من الآلام 4 أيام في محاولة الولادة من دون جدوى، حتى صار جسدي منهكا، وكنت منهارة جسديا ومعنويا،" تقول نجاة. © صندوق الأمم المتحدة للسكان اليمن

 

ذمار، اليمن - عندما تزوجت نجاة، القابلة من محافظة ذمار، اليمن، وانتقلت إلى قرية زوجها، تكونت لديها العديد من الصداقات، مع تقديمها لخدمات القبالة للنساء في القرية.

 

وبعد ذلك، وخلال شهور حملها، كانت تتابع حالتها بانتظام، حتى اكتشفت أن الجنين لم يكن في وضع مناسب يسمح بالولادة الطبيعية، وسيتعين عليها التوجه للمستشفى لإجراء عملية ولادة قيصرية.

لكن حماتها، صاحبة الكلمة العليا في الأسرة، رفضت، معتبرة طلب نجاة الذهاب للمستشفى ضربا من الترف، وزعمت أنها تستطيع توليدها بنفسها، كما فعلت ذلك في عديد المرات السابقة.

وتقول نجاة: "بكيت كثيرا وشعرت بالأسف على نفسي وعلى طفلي. عانيت من الآلام 4 أيام في محاولة الولادة من دون جدوى، حتى صار جسدي منهكا، وكنت منهارة جسديا ومعنويا."

وعندما أدرك زوجها وأسرته بأنها توشك أن تموت، قرروا على مضض الذهاب إلى المستشفى الذي كان بعيدا عن القرية. ولدى وصولها، تم نقلها فورا لقسم الولادة القيصرية الطارئة، ولحسن حظها فقد رُزقت بمولودة.

لكنها فوجئت عندما أُزيلت منها قسطرة البول، برؤية بلل بين وسائدها. وتتذكر قائلة، "ظننت أنه لربما سقطت زجاجة مياه بدون غطاء ورائي من دون أن أنتبه لذلك. لكن في النهاية أدركت أن البلل كان مني." بدأت نجاة تشك بأنها تعاني من الناسور الولادي بسبب الولادة المتعسرة، وهو ما أكده الأطباء في المستشفى.

سألت نجاة الطبيب الذي أجرى لها عملية الولادة القيصرية، والذي أكد شكوكها بأنها أصيبت بالناسور.

بعد الولادة، كانت نجاة في حالة من الضعف وكان عليها أن تبقى في المستشفى لفترة، فيما كان زوجها ووالدته يصران على إعادتها للقرية.

كانت نجاة تشعر بالحرج لوضعها الجديد، كما كانت بحاجة لعناية خاصة.

"كان التفكير بالتسرب المستمر للبول والمشي بالقسطرة محرجا ومخزيا في وجود الكثير من الأخوات غير الشقيقات في المنزل. من سينظف ورائي باستمرار؟ كما كانت لدي واجباتي المنزلية اليومية. كان من الصعوبة بمكان التعامل مع هذا السيناريو. لذا قررت ألا أعود للقرية."

قررت نجاة أن تعود لبيت والديها، لكن زوجها أخذ المولودة وعاد لقريته، تاركا إياها عندما كانت في أشد الاحتياج إليه.

عاشت نجاة بمخاوفها وحزنها على مدار 7 أشهر في بيت أسرتها وحاولت الأسرة أن تحضر الطفلة للتخفيف عنها لكن كل المحاولات باءت بالفشل.

وفي هذه الأثناء علمت نجاة بتوفر علاج مجاني للناسور الولادري في مستشفى الثورة في صنعاء، الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان.

قالت: "لا أستطيع أن أصف شعوري باستعادة سلامتي الجسدية وكرامتي. لكني لا أستطيع أيضا أن أصف الألم الذي أحس به بعد فصلي عن طفلي، وخيبة أملي تجاه زوجي."