Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back

تبديد الخرافات المتعلقة بوسائل منع الحمل بين اللاجئات السوريات

تبديد الخرافات المتعلقة بوسائل منع الحمل بين اللاجئات السوريات

News

تبديد الخرافات المتعلقة بوسائل منع الحمل بين اللاجئات السوريات

calendar_today 17 يناير 2018

Among Syrian refugees, dispelling myths about contraceptives

الدكتورة هبة الملاح تقدم المشورة حول تنظيم الأسرة للاجئات السوريات. وتقول إن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول وسائل منع الحمل. © صندوق الأمم المتحدة للسكان الأردن/ إلثبث  دينرت

عمان، الأردن – "لا أريد أن أنجب المزيد من الأطفال وأخشى أن أحمل." قالت فاطمة*، 37 عاما، وهي لاجئة سورية وأم لستة أطفال، داخل عيادة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان في العاصمة الأردنية عمان.

لكنها ظلت لسنوات غير قادرة على استخدام وسائل منع الحمل. فقد كان زوجها يخشى وفق تصور غير سليم من أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى العقم.

وأوضحت: "كنت أحمل المرة تلو الأخرى مباشرة لأنني لم أكن أستخدم وسائل منع الحمل في الماضي. وقد سبب لي ذلك قصورا في مستويات الحديد والكالسيوم وجعل جسدي ضعيفا جدا."

 

ولم تتمكن فاطمة من إقناع زوجها بالسماح لها بتناول أقراص منع الحمل إلا بعد أن تعرفت على فوائد وسائل منع الحمل خلال جلسات التوعية حول تنظيم الأسرة التي تُعقد في العيادة.

فاطمة أثناء حديثها إلى الدكتورة هبة. فقد امتنعت سابقا عن استخدام وسائل منع الحمل بسبب مخاوف زوجها. © صندوق الأمم المتحدة للسكان/إلثبث دينرت

تزور فاطمة العيادة التي يديرها معهد صحة الأسرة بانتظام منذ فرارها برفقة عائلتها من الأزمة في سوريا في 2011 حيث تتلقى المعلومات والخدمات المتعلقة بتنظيم الأسرة مجانا.

قالت فاطمة: "هناك الكثير من الأشياء التي لم أسمع بها من قبل أبدا. فقد عرفت أن وسائل منع الحمل لا تؤدي إلى العقم وأنها مفيدة للجسم."

 

الخرافات المتعلقة بوسائل منع الحمل

تقول الدكتورة هبة الملاح، الممارس العام في معهد صحة الأسرة إن المفاهيم المغلوطة حول وسائل منع الحمل شائعة في أوساط اللاجئين السوريين الذين يشكلون غالبية المرضى لديها.

وأوضحت: "إضافة للمخاوف بشأن العقم، يخشى الكثير منهم من أن تؤدي وسائل منع الحمل للكثير من الآثار الجانبية الضارة."

 

وواقع الأمر أنه، وفقا لدراسة صدرت في 2016، قالت 42 في المائة من النساء السوريات اللاجئات المتزوجات، واللاتي شملهن الاستطلاع في المجتمعات المضيفة في الأردن إنهن لم يسبق لهن استخدام وسائل منع الحمل الحديثة مطلقا أو كن يفكرن في وقفها بسبب المخاوف من الآثار الجانبية.

 

كما وأن هناك مفاهيم خاطئة حول كيفية إدارة وسائل منع الحمل وكيف تعمل داخل الجسم وحتى حجمها.

قالت الدكتورة هبة: "تتصور بعض المريضات أن الجهاز المثبت داخل الرحم كبير فعلا وأنه سيضر ويخدش الرحم."

تحرص الدكتورة هبة عندما تتحدث إلى المريضات على أن تعرض وتوضح جميع خيارات منع الحمل. © صندوق الأمم المتحدة للسكان/إلثبث دينرت

تحرص الدكتورة هبة عندما تتحدث إلى المريضات على أن تشرح، بل وتعرض كل خيار من خيارات منع الحمل – واق غير مغلف وجهاز يُثبت داخل الرحم (لولب) في راحة يدها وحبوب منع الحمل التي تؤخذ بالفم بين أصابعها وجهاز تنظيم النسل من النوعية التي يتم غرسها تحت الجلد تضعه على ذراعها، وهكذا.

قالت الدكتورة الملاح: "يتفاجئن عندما يرون الجهاز الذي يثبت داخل الرحم ومدى صغر حجمه ويقلن، ’هل هذا كل شيء؟‘ فهذا يخفف من مخاوفهن."

تغيير دائم

إن الحصول على تنظيم الأسرة الآمن والطوعي هو من حقوق الإنسان. تقي وسائل منع الحمل من حالات الحمل غير المقصود وتقلل من عدد حالات الإجهاض كما تخفض وفيات ما بعد الولادة، وتمكن النساء من الالتحاق بالمدارس والانضمام للقوى العاملة.

ولتحسين حصول النساء على هذه الوسائل، تعقد المراكز الصحية الذي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان جلسات لزيادة الوعي توضح فوائد وسائل منع الحمل وتعمل على تبديد الخرافات.

قالت فايزة أبو جالو، مستشارة الصحة الإنجابية في صندوق الأمم المتحدة للسكان: "لقد رفعت بالتأكيد جلسات التوعية حول تنظيم الأسرة نسبة انتشار وسائل منع الحمل بين اللاجئين السوريين."

كذلك يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع وزارة الصحة وغيرها من الشركاء لتلبية احتياجات تنظيم الأسرة لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين في الأردن.

 

توفر العيادة، شأنها شأن العيادات الأخرىالتي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان، جلسات رفع الوعي التي تبدد الخرافات حول وسائل منع الحمل. © صندوق الأمم المتحدة للسكان/إلثبث دينرت

لا توفر العيادات التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان الحصول على وسائل منع الحمل فحسب، بل توفر أيضا طيفا واسعا من الخيارات – من بينها الأقراص والواقيات والوسائل التي يتم استخدامها بالحقن أو بالغرس – فضلا عن تقديم المشورة للنساء لمساعدتهن على اختيار الوسيلة المناسبة لهن.

قالت الدكتورة أبو جالو: "هدفنا هو زيادة الفترات بين الولادات من أجل الحد من أمراض ووفيات الأمهات، ولتفادي حالات الحمل غير المرغوب فيه."

اتخاذ خيار مستنير

الآن، وبعد سنوات من التبديل بين أقراص منع الحمل والواقيات والحقن، فإن فاطمة مستعدة لاستخدام وسيلة لمنع الحمل طويلة المدى.

فقالت: "إن اللولب يبدو حلا جيدا."

وأضافت أنها تشعر بالارتياح لمعرفتها بأنه يمكنها الذهاب للعيادة في أي وقت لتسأل أو لتخفف مخاوفها.

قالت: "لو كان بيدي لذهبت للعيادة كل يوم لأتعلم."

-         إلثبث دينرت

*تم تغيير الأسماء لحماية الخصوصية.