Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back

بعد الفرار، تحديات جديدة تواجهها النساء المتحررات من رق داعش

بعد الفرار، تحديات جديدة تواجهها النساء المتحررات من رق داعش

أخبار

بعد الفرار، تحديات جديدة تواجهها النساء المتحررات من رق داعش

calendar_today 05 ديسمبر 2016

After escape, former ISIL slaves face new challenges

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

دهوك، العراق – "تعرضت إلى الاغتصاب. كرهت الحياة، وحاولت الانتحار"، قالت مها*، سيدة إيزيدية تبلغ من العمر 19 عاماً، التي تعرضت إلى الاختطاف على يد تنظيم الدولة الإسلامية (المعروف بداعش).

تعرضت مها إلى الاستعباد وتم نقلها بين العراق وسوريا ثم بيعها كما لو كانت مجرد سلعة تُباع وتشترى. وأخيراً بعد أن تم إنقاذها ، لا تزال الأهوال التى مرت بها باقية معها .

لكنها، بمساعدة المستشارين في مركز دهوك لرعاية المراة، بدأت تتعافى رويدا رويدا.

تقول بصوت خافت وهي تتحدث إلى عامل اجتماعي في المركز: "لقد تغيرت الأمور الآن."

 

 

 

الشعور بالقوة

وقعت مها في الأسر عندما غزا داعش مدينة سنجار، شمالي العراق، في أغسطس/آب، 2014.

وتقول: "شأنى شأن النساء والفتيات الإيزيديات الأخريات اللاتي كن يعشن بسنجار، تم فصلي عن أسرتي وتقديمي كهدية لأحد أمراء داعش، وجرى اغتصابي بوحشية. لقد كانت تجربة مروعة."

وعلى رغم الانتهاك الذي لا يتوقف، فقد قاومت محتجزيها، وأدانت انتهاكاتهم. قالت: "ما فعلوه لا يقره أو يقبله أي دين."

وأضافت: "لمعاقبتي، باعوني لرجل آخر في سوريا." وهناك، تحملت المزيد من المعاناة والألم قبل أن يتم تحريرها أخيرا عن طريق عملية عسكرية.

كانت مها* صامدة بعد اختطافها من قبل داعش. وهي تعمل اليوم من أجل التعافي. صندوق الأمم المتحدة للسكان/ختام مالكاوي

 

وبعد إنقاذها، انتقلت مها إلى دهوك حيث تواصل معها مركز رعاية المرأة وأوضح لها العاملون الاجتماعيون الخدمات المتاحة بما في ذلك المشورة وجلسات العلاج والتأهيل الجماعية مع الناجيات الأخريات والمساعدة القانونية وطيف كامل من الخدمات الصحية.

" في البداية، كنت أخشى المجيء إلى هنا." تقول مها التى كانت تجربتها تشعرها بالعاروكانت خائفة أيضاً من العودة ولم شملها مع أسرتها.

وفي النهاية، قررت زيارة المركز حيث خضعت لفحص طبي وبدأت بصورة مؤقتة في حضور جلسات التأهيل النفسي الاجتماعي. ثم ساعدتها الخدمات في حسم قرارها بالعودة إلى شقيقتها.

قالت مها: "في البداية كنت أرفض رؤية شقيقتي مخافة الانهيار، لأنها تذكرني بأمي وليس لدي أدنى فكرة عن مكانها. لكن بعد بضع جلسات، تمكنت من تجاوز هذا الخوف وقابلت شقيقتي."

وتؤكد: "أشعر بأنني أفضل كثيرا الآن."

بعد الكابوس، المساعدة

منذ هاجمت قوات داعش سنجار والقرى المحيطة، قُتل ما يصل إلى 5,000 رجل إيزيدي، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة. وجرى إرغام آلاف النساء والفتيات الإيزيديات على العبودية الجنسية. وقد أعلنت لجنة لحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة أن حملة العنف المستمرة ضد الإيزيديين ترقى لمصاف الإبادة الجماعية.

تأسس مركز دهوك لرعاية المرأة في 2014 لمساعدة النساء والفتيات الإيزيديات الناجيات من تلك الأعمال الوحشية. يوفر المركز خدمات متكاملة للدعم الطبي والنفسي والقانوني وفقاً للنموذج "المتكامل" لتقديم الدعم الشامل كما يقدم خدمة الإحالة للحصول على الخدمات الأخرى المطلوبة.

مع بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول، ساعد المركز الذى يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان 842 من النساء والفتيات الناجيات، بما في ذلك من هنَ دون الـ15 .

تعلُم العيش من جديد

كانت ليما* 22 عاما، في آخر أيام حملها عندما اجتاح داعش قريتها حيث تم فصلها عن زوجها ونقلها من مكان لآخر مع حماتها وشقيقتها.

وضعت طفلها في تلعفر وبعد 28 يوما أُخذت إلى سوريا حيث بيعت عدة مرات كعبدة. تعرضت ليما للعنف الجنسي والبدني وأُرغمت على تغيير دينها.

وبعد فرارها في يونيو/حزيران من العام الماضي، التمست ليما العلاج في مركز دهوك لرعاية المرأة. وقد نالت هذه المحنة كثيرا من صحتها البدنية والنفسية: فقد عانت من ضيق التنفس وفقدان الشهية والأرق والقلق الشديد.

وقد ساعدت الخدمات الشاملة التي يقدمها المركز ليما على الوقوف على قدميها من جديد. يقول الدكتور نزار عصمت، مدير دائرة الصحة بدهوك: "بدأت (ليما) تكوين صداقات والتواصل مع الآخرين، خاصة مع أسرة زوجها."

 

تمكينها لتساعد الآخرين

قال الدكتور عصمت إن ليما "صارت أكثر قوة وهي تحاول مساعدة الآخرين."

كذلك، استمدت مها ما يلهمها لمساعدة الناجيات الآخريات.

"أنا عازمة على الإندماج من جديد في مجتمعي، وأن أكون سيدة عاملة ناجحة ونموذجا للنساء الأخريات ممن تعرضن لتجربة مماثلة." قالت مها لـ صندوق الأمم المتحدة للسكان.  

وأضافت: "رغم أنني لن أنسى العذاب الرهيب الذى مررت به على أيدي داعش، إلا أنى عازمة على البدء من جديد."

* جرى تغيير الأسماء من أجل توفير الخصوصية والحماية