أنت هنا

الصحة الجنسية والإنجابية

الصحة الجنسية والإنجابية الجيدة هي حالة من السلامة الجسدية والنفسية والاجتماعية الكاملة في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي. يعني هذا قدرة الإنسان على التمتع بحياة إنجابية مُرضية وآمنة، والقدرة على إنجاب الأطفال، وحرية القرار فيما يتعلق بإنجاب  الأطفال وموعده وعدد مراته.

وللحفاظ على الصحة الجنسية والإنجابية، يحتاج الإنسان إلى الوصول إلى معلومات دقيقة ووسائل  آمنة وفعالة لتنظيم الأسرة بسعر معقول وتكون من اختيارهم. فيجب إعطائهم الحق في الوصول إلى تلك المعلومات الصحيحة والمناسبة من الناحية الثقافية ولابد من تمكينهم لحماية أنفسهم من الأمراض المنقولة جنسياً. فعندما يقررن إنجاب أطفال، يجب أن تتاح للنساء إمكانية الوصول إلى المعلومات والحصول على الخدمات التي يمكن أن تساعدهن على تحقيق الحمل الآمن والولادة الآمنة والطفل السليم.

لكل شخص الحق في اتخاذ قراراته الخاصة بشأن صحته الجنسية والإنجابية. يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية، بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الشركاء على المستويين الوطني والإقليمي، إزاء هدف تعميم الانتفاع بالصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، بما في ذلك تنظيم الأسرة كعنصر رئيسي لتحقيق هدفي التنمية المستدامة الثالث والخامس بشأن الحياة الصحية والرفاهية والمساواة بين الجنسين.

الصحة الإنجابية والتنمية

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على ضمان بقاء الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في قلب عملية التنمية. إن المؤتمر الدولي للسكان والتنمية يقيم الحجة على الصلة الواضحة بين الصحة الإنجابية وحقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة. فعندما لا تتم تلبية احتياجات الصحة الجنسية والإنجابية، يُحرم الأفراد من الحق في اتخاذ قرارات دقيقة بشأن أجسادهم ومستقبلهم، وتتأثر رفاهة كل من أسرهم والأجيال القادمة. ولأن النساء هن اللاتي يحملن الأطفال، ويتحملن غالباً مسؤولية إطعامهم، فلا يمكن أن تكون قضايا الصحة الجنسية والإنجابية والحقوق الإنجابية محصنة ضد عدم المساواة بين الجنسين. يفاقم إنكار هذه الحقوق من الفقر المتراكم وعدم المساواة.

ما يفعله صندوق الأمم المتحدة للسكان في المنطقة العربية

تعتبر المنطقة العربية موطناً لحوالي  400 مليون شخص، منهم 28 بالمائة شاب وشابة تحت سن الثلاثين. ويتألف حوالي نصف مجموع سكان المنطقة من النساء والفتيات، منهن ما يقرب من 107 مليون في سن الإنجاب، مما يعني أنه يمكنهن أن يُصبحن حوامل ويسهمن بحوالي 3.5 طفل في المتوسط لكل امرأة في المنطقة العربية. معدل الخصوبة بالمنطقة العربية أعلى من معدل الخصوبة العالمي والذي يبلغ حوالي 2.5 طفل لكل امرأة. لا يزال معدل وفيات الأمهات مرتفعًا في المنطقة العربية، حيث بلغ 162 حالة وفاة لكل 100000 ولادة حية، وفقًا لأحدث تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان عن حالة سكان العالم لعام 2019.

بصفته وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن تعزيز الصحة والحقوق الإنجابية، يعمل المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان مع 20 دولة عربية من خلال 15 مكتبً قطريً ومكتبً إقليميً واحد للاستجابة لاحتياجات الصحة الإنجابية للسكان، بما في ذلك في السياقات الإنسانية. ويدعم مكتب الدول العربية التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان نظرائه على المستوى الوطني للاستعداد والاستجابة للأزمات الطبيعية والأزمات المرتبطة بالنزاعات لتقليل تأثيرها على النساء والفتيات.

بصفته منظمة قائمة على حقوق الإنسان، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الحكومات والمجتمع المدني والجهات المانحة وشركاء التنمية ووكالات الأمم المتحدة المعنية على ضمان حصول الجميع بما فيهم المراهقين وكبار السن، على الصحة الجنسية والإنجابية والتمتع بحقوقهم الإنجابية. كما يجري صندوق الأمم المتحدة للسكان أبحاثاً ميدانية تمكنه من تقديم توصيات موثوقة وإعلام صناع السياسات ومتخذي القرارات بكيفية تعزيز المساواة بين الجنسين وتغيير التقاليد الضارة السائدة. تشمل أولويات البحث الحالية لصندوق الأمم المتحدة للسكان تحليل عدم المساواة في الصحة الجنسية والإنجابية، وبحث خاص بالنظم الصحية بشأن دمج الصحة الجنسية والإنجابية بالرعاية الصحية الأولية، وأنظمة تقصي وفيات الأمهات والاستجابة لها، واحتياجات الصحة الجنسية والإنجابية للأشخاص ذوي الإعاقة. كما يدافع عن حقوق الشابات والشباب في الحصول على المعلومات والمهارات والفرص التي تمكنهم من تحقيق إمكاناتهم.