أثناء الجائحة، يُعتبر الحجر وحظر التجوال والقيود الأخرى على التنقلات من التدابير الصحية الوقائية الضرورية القادرة على إنقاذ ملايين الأرواح. لكن بالنسبة للنساء والفتيات، فهذه التدابير مبعث خطر للعنف والموت. لقد أصدرت المنظمات المعنية بمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي في شتى أنحاء العالم كميات مقلقة من التقارير التي تُظهر حدوث حالات عنف قائم على النوع الاجتماعي أثر على خلفية انتشار جائحة الكورونا. لقد سلطت هذه التقارير الضوء على أن الكثير من التدابير التي تعتبر ضرورية للسيطرة على الانتشار الوبائي للمرض لا يقتصر أثرها على زيادة مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي فقط، إنما هي أيضاً تحد من قدرة الناجيات على حماية أنفسهن من الجناة، وفي الوقت نفسه فهي تحد من قدرتهن على الحصول على الدعم والمساعدة الكفيلين بإنقاذ الحياة. تم توثيق هذا مراراً أثناء انتشار أوبئة أخرى سابقاً في مختلف أنحاء العالم، وخلال تلك الفترات رُصد أيضاً تحمل النساء أ لعباء بدنية ونفسية إضافية، فضلا عن تحملهن ساعات أطول كمقدمات للرعاية.
في الوقت نفسه، فإن التغطية ا إ لعلامية الخاصة بالعلاقات الأساسية بين أزمات الصحة العامة والمساواة بين الجنسين والعنف ضد النساء والفتيات، لا تزال قليلة في جميع أنحاء العالم، بما يشمل في منطقة الدول العربية. مع تركز الرأي العام وأغلب التقارير الإعلامية على الأزمة الصحية نفسها، ونظراً للقيود المضافة على الحركة التي تصعب عمل الصحفيين واضطلاعهم بواجبهم، فقد أصبح من المرجح أكثر أن تتراجع هذه القضايا إلى خارج دائرة الضوء. إلا أن الصحفيين الذين يغطون قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، ويسعون لتوعية الرأي العام بالتحديات المتزايدة التي تواجه النساء والفتيات أثناء هذه الجائحة، قد أصبحت أصواتهم أكثر ضرورة وأهمية، لا سيما في أزمة بهذا الحجم، قادرة على أن تكشف سبل انعدام المساواة المختلفة الكامنة في المجتمع. الأهم أن الصحفيين بحاجة إلى ممارسة رعاية إضافية أثناء محاولة تغطية هذه القضايا، لتجنب التسبب في ضرر لا رجوع عنه قد يلحق بالناجيات، وأغلبهن لا يمكنهن التماس المساعدة من أحد أثناء الجائحة أو التماس الحماية.