أنت هنا

أحدث الصراع المستمر في سوريا نقصًا في الموارد وفرص العمل للشباب. ورغم أن الاستثمار في التعليم والصحة وسبل العيش للشباب هو استثمار في المستقبل، فإن الكثير والكثير من الشباب لا يجدون الفرص المناسبة التي تجعل منهم قوى فعالة محركة للتغيير، كما أنهم لا يجدون سبيلاً للمشاركة الكاملة في المجتمع.

وفي محاولة للتصدي للنقص في فرص التدريب والوظائف لحديثي التخرج من طلبة الهندسة الذين درسوا في فترة الحرب ولايجدون سوى فرص محدودة عقب التخرج، عقد صندوق الأمم المتحدة للسكان شراكة مع الجمعية السورية للمعلوماتية (إس سي إس) و"ويكيولوجيا" – وهي مجتمع تعاوني للطلاب المتخصصين في مجال الهندسة التقنية في دمشق، سوريا – لتصميم مشروعي هاكاثون تجريبيين في دمشق وحلب في شهر أغسطس/آب.

وتقول نادية صغير، مهندسة وواحدة من مشرفات الهاكاثون: "يمنحني حماس الشباب والشابات لتعلم الأشياء الجديدة وتطبيقها حافزًا كبيرًا لمتابعتهم وتطوير مشاريعهم للأفضل."


واحد من المشروعات الفائزة: ماكينة لصنع القاهرة متصلة بتطبيق للهاتف تستطيع إيقاظ صاحبها وصنع القهوة وتذكيرة بجدوله اليومي. الصورة لمكتب @UNFPA Syria

في كل هاكاثون، عمل أكثر من 100 من طلاب الهندسة على بناء نماذج تجريبية قابلة للاستخدام، تقدم حلولاً لمشكلة من اختيارهم. وبناءً على الاتجاهات السائدة إقليميًا وعالميًا في أسواق العمل المعنية بالتكنولوجيا، عمل الطلاب على واحد من أربع مسارات: تطبيقات الويب والموبايل، والأجهزة والتطبيقات الإلكترونية، والألعاب، والواقع الافتراضي وتطبيقات التعلم الآلي. تجاوزت هذه المبادرة تجربة الهاكاثون التقليدي عن طريق توفير التدريب والإشراف المكثفين على أيدي خبراء خلال فترة تزيد على ثلاثة أشهر، مع تقديم حلول لمشكلات حقيقية في مجتمعاتهم.

تميزت ثمانية مشاريع في كلا التجربتين ومُنحت جائزة مالية. وكان على رأس هذه المشاريع تطبيق للتعليم التفاعلي للطلاب المحليين، باستخدام تقنية الواقع المعزز، وصممته شابتان كانت لديهما خبرة محدودة في مجال البرمجة قبل الهاكاثون.

وقالت يزن، واحدة من الشابات المشاركات في الهاكاثون: "الميزة هي أننا تعلمنا أشياء جديدة أثناء العمل على المشروع لم يتسن لنا تعلمها في الجامعة."

ومتابعةً للبرامج في دمشق وحلب، حصل عدد من المشاركين على وظائف في الهندسة عن بعد فيما استعد آخرون للتقديم في برامج ريادة أعمال محلية وإقليمية، بعد اكتسابهم معارف ومهارات إضافية. أظهرت البرامج أهمية وجود نموذج بإمكانه التأثير بشكل فارق على مستوى التمكين الاقتصادي للطلاب في سوريا باستخدام التكنولوجيا الرقمية والموارد المحلية.