أنت هنا

حجة ، اليمن - في منتصف شهر أيار/مايو، وصلت جائحة كوفيد-19 إلى اليمن، وتزامن ذلك مع تراجع كبير في الموارد المتاحة لصندوق الأمم المتحدة للسكان الخاصة بخدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة. واضطر صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى تعليق خدمات توفير رعاية الصحة الإنجابية في 140 من أصل 180 مرفقا صحيا. الآن، يتم تقديم هذه الخدمات من خلال 40 مرفقا صحيا في جميع أنحاء البلاد.

عواقب مأساوية

مريم، أرملة حرب وأم لأربع فتيات، كانت تتلقى رعاية ما قبل الولادة في مركز بني الشماخ الصحي الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان-وهو المركز الصحي الوحيد في المنطقة. أُصيبت مريم بحالة نزيف حاد الأسبوع الماضي، وعندما وصلت إلى المرفق الصحي وجدت أنه توقف عن تقديم خدمات الأمومة وعلمت بمغادرة الطبيبة المختصة. توفيت مريم بعد ذلك بسبب النزيف.


النساء يصطفن للحصول على الخدمات في مستشفى الساحل الريفي ، حيث تم قطع خدمات الصحة الإنجابية بسبب عدم كفاية التمويل. © صندوق الأمم المتحدة للسكان - اليمن

وفي حادثة أخرى ، توفيت امرأة تدعى زينب من نزيف بعد ولادة ابنتها، صفية. خططت زينب للولادة في مستشفى بعينها، لكن لم يعد هناك طبيبة نساء في المستشفى بسبب نقص التمويل. فاضطرت زينب أن تلد في المنزل لكنها لم تتلق المساعدة عندما تعرضت لمضاعفات أثناء الولادة.

ويعبر العاملون في المرافق الصحية المتضررة بفعل انقطاع التمويل اللازم عن الحزن والأسى لما آلت إليه الأمور، ويقول عادل شجاع ، ممرض في مركز بني الشماخ: "الأكثر إيلاما هو عجزنا وعدم قدرتنا على عمل شيء حيال هذا الواقع، إن كل ما يتعلق برعاية الأمهات - من مكملات الحديد وحمض الفوليك إلى إدارة حالات الولادة الطارئة - قد توقف. نحن في مجتمع فقير منهك من الحرب والتي زادت من معاناة العائلات الفقيرة. هذا يعني فقدان الكثير من الأمهات والأطفال."

قالت ممرضة من الحُديدة عن تجربة إخبارها العديد من النساء الحوامل عدم وجود قابلات. "أكثر ما علق في ذهني هو رجل امتلأت عينيه بالدموع عندما علم أن الخدمات المجانية لم تعد متاحة". "عاد إلى منزله مع زوجته الحامل ... شعرت بالعجز في ذلك اليوم."

الملايين في خطر

يشكل صندوق الأمم المتحدة للسكان المصدر الوحيد لأدوية ومستلزمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة في اليمن، والتي شهدت انهيارا في نظامها الصحي جراء خمس سنوات من الصراع.

 


تتعرض ملايين النساء والفتيات للمخاطر مع توقف خدمات الصحة الإنجابية. © صندوق الأمم المتحدة للسكان - اليمن

وفي العام الماضي، وفر صندوق الأمم المتحدة للسكان خدمات الصحة الإنجابية والحماية لأكثر من 3.5 مليون امرأة وفتاة من ضمنها الدعم لـ 260 من المرافق الصحية و 3,800 من العاملين في مجال الصحة الإنجابية. ولكن مع نفاد التمويل، تم تقليص هذه البرامج أو إيقافها.

في بداية عام 2020، ناشد صندوق الأمم المتحدة للسكان المجتمع الدولي لجمع  100.5 مليون دولار للاستجابه الإنسانية في اليمن. وحتى الآن، تم تلبية 41 في المائة فقط من المبلغ المنشود، ويضاف إلى المبلغ المنشود 24 مليون دولار للاستجابة لجائحة كوفيد-19.

إن عدم الحصول على التمويل المطلوب بحلول تموز/ يوليو من هذا العام ، يعني توقف صندوق الأمم المتحدة للسكان عن تقديم نحو 90 في المائة من خدماته الإنجابية المنقذة للحياة في جميع أنحاء البلاد.

قالت قابلة من مستشفى الشاهل الريفي" التمويل غير الوضع تماما. فقد تمكنا من الحصول على أدوية للصحة الإنجابية وقابلة وطبيبة وهو ما لم يكن ممكنا من قبل. لقد كانت نقطة تحول كبيرة لقريتنا، كنا نوفر الخدمات المنقذة للحياة لنحو 23 ألفا، لكن  للأسف، توقف الدعم الآن."

وقالت إن المستشفى كان يستقبل نحو 120 حالة في اليوم وتضيف "ولكن الآن وبعد تعليق الخدمات، لا يمكننا تقديم العلاج الأساسي."

أن التداعيات لعدم توفر التمويل اللازم على المدى الطويل ستكون مخيفة حيث تواجه مليونا امرأة وفتاة في سن الإنجاب الخطر بسبب فقدان خدمات الصحة الإنجابية. كما انه يمكن أن تموت حوالي 48 ألف امرأة بسبب مضاعفات الحمل والولادة.


يقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الإمدادات الطبية لمستشفى في حجة. © صندوق الأمم المتحدة للسكان - اليمن

الرعاية الصحية تتلاشى مع تفشي الجائحة

ويتزامن تراجع خدمات الصحة الإنجابية بسبب نقص التمويل في الوقت الذي بدأ فيه اليمن في التصدي لوباء كوفيد-19. وقد سجلت البلاد حتى الآن 282 حالة إصابة بالفيروس.

تقول الدكتورة إشراق العمراني، طبيبة عامة  في مستشفى الشاهل الريفي "ما زلنا نواصل تقديم الخدمات، حتى مع عدم توفر أقنعة وقفازات للحماية. أصدقك القول أنا قلقة للغاية".

ويقول الممرض عادل شجاع "ليس لدينا الحد الأدنى من وسائل الحماية الشخصية."

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على توفير معدات الحماية الشخصية والإمدادات الطبية الأساسية للنظام الصحي في اليمن، والتي وصلت حتى الآن إلى 114 مرفقاً صحياً. وتم توفير حوالي 40 جهاز تنفس، ولكن هناك حاجة إلى المزيد من التمويل.

وقال نيستور أوموهانغي ، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان باليمن، "هذه  مسألة حياة أو موت. ستموت النساء والفتيات إذا لم نقدم خدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة. وعدم توفر التمويل يعني عجزنا عن توفير هذه الخدمات المنقذة للحياة."

في 2 حزيران/يونيو، سيُعقد مؤتمر للمانحين حول اليمن تشارك في استضافته المملكة العربية السعودية والأمم المتحدة. يعقد الاجتماع باستخدام تقنية الاتصال عن بعد على الانترنت.