أنت هنا

دمشق، سوريا – تمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات من إرسال مساعدات إلى مدينة دير الزور، حيث يحتاج عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مساعدات عاجلة.  تم تقديم الإغاثة بواسطة قافلة إنسانية من تنظيم الهلال الأحمر العربي السوري.

دير الزور هي أكبر مدينة شرقيّ سوريا، ويحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (يُعرف أيضا بداعش) منذ 2014. انكسر الحصار الأسبوع الماضي فقط، وعادت المساعدات الإنسانية للتدفق.

في 12 سبتمبر/أيلول خرجت القافلة في طريقها للوفاء بالاحتياجات الإنسانية المُلحة والعاجلة لسكان المدينة، محملة بمساعدات من صندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأغذية العالمي ووكالة الأمم المتحدة للاجئين. مرت الشاحنات بظروف قاسية لتصل إلى دير الزور في 14 سبتمبر/أيلول.

قال ماسيمو ديانا ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا: "قطعت القافلة المسافة القصيرة نسبيا من حمص في 22 ساعة، عابرة طرقا غير ممهدة على مقربة من العمليات العسكرية الدائرة. إننا نحيي شجاعة وتفاني متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري."

تضم الإمدادات التي قدمها صندوق السكان 20,000 فوطة صحية و4,000 حقيبة من حقائب الكرامة للنساء التىتحتوى على صابون ومعجون أسنان وملابس داخلية وفوط صحية وأغراض أخرى لازمة للنظافة الشخصية.

في ظل سيطرة تنظيم داعش، افتقر سكان المدينة – النساء والفتيات على وجه الخصوص – القدرة على الحصول على الخدمات والإمدادات الأساسية الخاصة بالصحة الإنجابية.

قال ماسيمو ديانا: "يؤثر توزيع مستلزمات النظافة الشخصية والفوط الصحية تأثيرا مباشرا على كرامة النساء والفتيات وقدرتهن على التنقل بشكل صحي وعلى أمنهن."

كما تم تقديم ألف عبوة من عبوات مستلزمات الكرامة للرجال، وتضم أغراضاً عديدة للنظافة الشخصية.

 

93,500 شخص في حاجة للمساعدات

هناك ما يُقدر بـ 93,500 شخص في المدينة بحاجة للمساعدات العاجلة، بحسب بيان صدر اليوم عن علي الزعتري، منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية في سوريا. قال الزعتري: "بعد الحصار على يد داعش لمدة ثلاث سنوات، يواجه السكان المدنيون أوضاعاً متدهورة مع حرمانهم من حقوقهم في المساعدات الإنسانية وحرية التنقل."

وأضاف البيان: "فيما سبق كان لا يمكن لمساعدات الأمم المتحدة أن تصل المناطق المُحاصرة في مدينة دير الزور إلا عن طريق إسقاط شحنات المساعدات جواً."

يعكف الهلال الأحمر العربي السوري حالياً على توزيع الإمدادات القادمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه وكذلك إمدادات وردت من عمليات الإنزال الجوي السابقة.

جاري تحضير المزيد من المساعدات، بما يشمل قوافل لتقديم الإمدادات الطبية والصحية. كما يتعاون صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الشركاء لإعادة تنشيط دعمه للعيادات والمنشآت الصحية.

قال ديانا: "توصل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالفعل إلى شركاء في دير الزور ونتعاون معهم للتعرف على الاحتياجات ذات الأولوية عند السكان، بالتركيز على النساء والفتيات، لضمان قدرتنا على تقديم المساعدات الضرورية خلال الأيام القليلة القادمة."

 

أوضاع متقلبة

لا تزال الأوضاع غير مستقرة للغاية.

فقد أدت جولات القتال والعمليات العسكرية الأخيرة بمحافظة دير الزور إلى وضع السكان على خط النار، مما أسفر حسب التقارير عن وفيات في صفوف المدنيين وأضرار لحقت بالبنية التحتية المدنية.

قال ديانا: "ما زال العنف في دير الزور والرقة مستعراً، وقد أدى إلى فرار العديد من السكان، مع بقاء الكثيرين عالقين هناك." وتابع قائلا: "وقد أوضحت هذه القافلة – عندما يتم توفير إمكانية الوصول – يمكن للأمم المتحدة تقديم المساعدات وتخفيف معاناة جميع المحتاجين في شتى أنحاء سوريا. فعلى امتداد سوريا، هناك أكثر من 13.5 مليون نسمة في حاجة إلى للمساعدات، بينهم ما يُقدر بنصف مليون امرأة حامل."

و في خارج المدينة، يستمر صندوق الأمم المتحدة للسكان في تقديم خدمات الصحة الإنجابية المتنقلة ومستلزمات النظافة الشخصية للنازحين من دير الزور والرقة ومناطق أخرى في سوريا. يدعم عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا كل من كندا والمفوضية الأوروبية و جهات مانحة أخرى.

- كندة قطرنجي