فلقد تسببت الحرب بواحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم، حيث تواجه أكثر من 1.2 مليون امرأة حامل ومرضع سوء تغذية يهدد صحتهن وحياتهن وحياة أطفالهن.
ففي إقليم دارفور والخرطوم وكردفان، وهي أكثر المناطق تأثراً من النزاع، يتهدد الموت بسبب المجاعة أكثر من 7000 أم حديثة الولادة في الأسابيع القادمة إذا لم يتمكن من الوصول للمساعدات الطارئة.
ولم يعر المسلحون أي احترام للنفس البشرية ويشنون حرباً ضد أجساد النساء والفتيات ويرتكبون بحقهن فظائع العنف الجنسي. وحين تكون النساء بأمس الحاجة لخدمات الصحة والحماية، تكون هذه الخدمات غير موجودة في المناطق المتأثرة من الصراع.
وتعاني النساء والفتيات في السودان نقصاً حاداً في الغذاء بسبب الحرب الدائرة ، ويعشن الرعب من التعرض للعنف الجنسي ناهيك عن الخوف وعدم اليقين. لقد ولد هذا الخوف أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، إذ أن أكثر من 6.6 مليون شخص نزحوا داخل السودان فيما لجأ أكثر من مليوني شخص إلى دول مجاورة.
ومع استمرار المعاناة الناجمة عن هذه الحرب، يستجيب صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الشركاء لإيصال خدمات الصحة الإنجابية للنساء والفتيات وخدمات الحماية والاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي. وتشغل فرق صندوق الأمم المتحدة للسكان 33 عيادة صحية متنقلة و 64 مساحةً آمنة للنساء والفتيات حول السودان. ولن ندخر أي جهد أو فرصة سانحة لزيادة الخدمات المقدمة، ولكننا بحاجة لضمان وصول آمن وغير مقيد ومستدام للمساعدات والعاملين في المجال الإنساني كي نتمكن من الاستجابة المطلوبة.
يجب أن تنتهي معاناة الشعب السوداني وخاصة النساء الحوامل والأمهات اللاتي هن بحاجة للمساعدة الطارئة الآن.
يدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى وقف التدمير ونهب البنية التحتية المدنية بما في ذلك المنشآت والمعدات الصحية.
ويجب محاسبة المسؤولين عن الاعتداءات الجنسية على جرائمهم ضد النساء والفتيات وأن تأخذ العدالة مجراها.
ويدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان الشركاء لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في السودان بشكل كامل حتى نتمكن من توفير بريق أمل للنساء والفتيات وأسرهن.
لقد عانت نساء وفتيات السودان الكثير. ولوضع حد لهذه المأساة، فإن السلام هو أكثر ما تحتاج إليه النساء والفتيات.