أنت هنا

نظم صندوق الأمم المتحدة للسكان مؤخرًا – وهو هيئة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية – منتدى الشباب في منطقة الدول العربية. وجمع المنتدى أكثر من 200 مشاركة ومشاركًا من شباب المنطقة، لتبادل الخبرات وللتعلم من الحلول المبتكرة التي تبادلوا تعريف بعضهم بها، والخاصة بأكثر المشكلات إلحاحًا في مجتمعاتهم.


كريم حسن، مؤسس "بناء" أثناء عرضه التقديمي بمنتدى الشباب العربي 
الذي نظمه صندوق الأمم المتحدة للسكان ©UNFPA ASRO

في مصر، أنشأ كريم حسن البالغ من العمر 30 عامًا مؤسسة "بناء" قبل 3 سنوات  لإحداث التغيير عن طريق تقديم المعرفة والتدريب على مسار تصميم برامج إنمائية بقيادة الشباب، بالإضافة إلى مسؤولية المؤسسة عن تنفيذ مشروعات إنمائية في الريف المصري.

وقال كريم حسن في مقابلة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان: " اليوم، تدير "بناء" مشروعات في 10 قرى مصرية تخدم أكثر من مئة ألف من السكان. وتركز المشروعات على مجالات المياه والصرف الصحي، تطوير المدارس، التنمية الريفية، المعمار الأخضر والمستدام، الزراعة العضوية، تهيئة أماكن عامة مخصصة للمجتمعات المحلية والأطفال."

حتى الآن وصلت "بناء" إلى أكثر من خمسمئة ألف مستخدم إنترنت عربي، حيث قدمت لهم منتجات معرفية مفتوحة المصدر منها كتب مُترجمة. ودربت "بناء" أيضاً أكثر من ثلاثة آلاف شابة وشاب في مصر، على تصميم وتنفيذ برامجهم الإنمائية.

وأضاف كريم: "هذا هو أكثر ما نفخر به؛ فكل شابة وشاب نعمل معهم، وكل شخص يحضر تدريباتنا، يصبح له تأثيره الخاص بشكل أو بآخر. إننا نؤمن بأن أكبر تأثير إيجابي لنا هو تحويل هذه الطاقة الشابة إلى الابداع والتأثير الإيجابي."

وأضاف حسن أن الشباب الذين حصلوا على تدريب من مؤسسة "بناء" طوروا 4 منظمات إنمائية متصلة ببناء، فضلاً عن تطوير عشرات المبادرات المجتمعية الجديدة.

وأثناء انعقاد مؤتمر الشباب في المنطقة العربية، عرض حسن على المشاركين الشباب بالمنتدى فكرة "بناء" والنتائج التي حققتها المؤسسة، وقد رأى المشاركون أن نهج المؤسسة الخاص بالعمل الميداني مُلهم. وحضرت الجلسة نفسها فيرا المولى، وهي من المشاركات في تأسيس "بيس أوف آرت"، وهي أكاديمية لبنانية لتعليم الفنون يديرها الشباب وتستخدم الفن كآلية لبناء السلام بمنطقة شمال البقاع.

تقع شمال البقاع على الحدود مع سوريا، وقداستقبلت عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين نزحوا هروبًا من النزاع الدائر بسوريا. وطبقًا لفيرا، فهناك أيضاً مشكلة المشاعر الطائفية، التي تجعل التواصل بين الشباب من قاطني المقاطعات المختلفة بالمنطقة صعبًا.

وأضافت فيرا: "أردنا تهيئة مساحة يلتقي فيها الجميع. وفكرنا في أن أفضل السبل لإنجاز هذا الهدف هو الاستعانة بالفن. من ثم بدأنا في تقديم فصول دراسية عن الموسيقى والرسم والتصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام، وها نحن الآن ندخل مجالات جديدة مثل صناعة الروبوتات."

وتقدم "بيس أوف آرت" حاليًا 20 دورة دراسية يستفيد منها 300طالبة وطالب، وتخطط للتوسع أكثر. تقول فيرا إن دروس الفن لها أهمية خاصة لدى الفتيات الأصغر المتوقع منهنّ البقاء داخل البيوت في شمال البقاع. وتقدم الأكاديمية لهن فرصة الخروج من البيت والانضمام إلى الأنشطة الجماعية والعثور على منابر للتعبيرعن أنفسهن.

وفي تعليقها على فعالية استخدام الفنون في بناء السلام، روت فيرا المولى أن أحد الأنشطة الجماعية التي نظمتها الأكاديمية أدى إلى التقريب بين الشباب من منطقتين مختلفتين بينهما تاريخ طويل من التوترات الطائفية والخصومة.

قالت: "كان الوضع غريبًا في البداية لكن سرعان ما بدأوا في التعاون معًا، فأنتجوا سلسلة أفلام قصيرة ومجموعة من الصور الفوتوغرافية. إننا كثيرًا ما نستغل هذه الفرص ونعقد ورش عمل حول الحوار السلمي وتسوية النزاعات."

وأكدت فيرا أن الشباب هم نقطة البدء المناسبة لأي تغيير حقيقي، ولهذا السبب فالاستمرار في تهميش أصواتهم مسألة خطرة.

وتساءلت فيرا: "عندما يكون الشباب هم المستقبل لكنهم ليسوا جزءاً من عملية صناعة القرار، فبم ينبئنا هذا عن المسار الذي تمضي فيه المنطقة؟" وأضافت: "لهذا رأينا أهمية المشاركة في منتدى الشباب العربي. لقد أردنا الإسهام في مستقبل مختلف عما يبدو عليه الحاضر الآن."