أنت هنا

 

تستمر معاناة ضحايا تشويه الأعضاء التناسلية للإناث العلنية والصامتة. والأدلة الطبية التي تثبت حجم الضرر الذي تخلفه هذه الممارسة على الفتيات لا جدال فيها، ويرفض جمع هائل من الزعماء الدينيين الربط الخاطئ بين تشويه الأعضاء التناسلية للإناث بالدين. في هذه المقالة دعونا نبحث بعمق واستنادا على الحقائق في هذه الممارسة بكافة أبعادها.

ما هو تشويه الأعضاء التناسلية للإناث؟

يشمل تشويه الأعضاء التناسلية للإناث أو ما يلق عليه ختان الإناث جميع الإجراءات التي تنطوي على الإزالة الجزئية أو الكلية للأعضاء التناسلية الخارجية أو غيرها من الإصابات بالأعضاء التناسلية للإناث (مثل خياطة الشفرين الكبيرين أو وخز البظر) لدواعي غير طبية وقد حددت منظمة الصحة العالمية أنواعها بالإزالة الجزئية أو الكلية للبظر (استئصال البظر) و/ أو القلفة ومنه إزالة غطاء القلفة / البظر (الختان) وإزالة البظر مع القلفة (استئصال البظر)

ويتعلق النوع الثاني من تشويه الأعضاء التناسلية بالإزالة الجزئية أو الكلية للبظر والشفرين الصغيرين ، مع أو بدون استئصال الشفرين الكبيرين (الختان) ومن انواعه إزالة الشفرين الصغيرين فقط والإزالة الجزئية أو الكلية لحشفة البظر والشفرين الصغيرين والإزالة الجزئية أو الكلية لعيون البظر، الشفرين الصغيرين والشفرين الكبيرين.

ويتعلق النوع الثالث من تشويه الأعضاء التناسلية بتضييق فتحة المهبل بعمل سداد غطائي عن طريق قطع وتحديد الشفرين الصغيرين أو الشفرين الكبيرين مع أو بدون استئصال القلفة والبظر ومنه تحديد موضع الشفرين الصغيرين وتحديد موضع الشفرين الكبيرين

أما النوع الرابع فيتضمن جميع الإجراءات الضارة الأخرى للأعضاء التناسلية الأنثوية لأغراض غير طبية ، على سبيل المثال ، مثل وخز تلك الأعضاء وثقبها وشقّها وحكّها وكيّها.

وهناك مبررات تروج لها المجتمعات لتبرير عادة تشويه الاعضاء التناسلية للإناث "ختان الإناث" فمثلا يجادل ممارس تقليدي لهذه الممارسة الضارة بالقول إن فتاة أو امرأة لا يتم تشويه أعضاءها التناسلية ستبدأ في مطاردة الرجال بسبب رغبتها الجنسية التي لا يمكن السيطرة عليها ، ورغبتها الجنسية المفرطة ، وستكون عرضة للخطر الكبير ، ولن تكون في مأمن.

ويسوق آخرون أسبابا أخرى منها احترام التقاليد والطقوس دينية والمجتمعية والعادات وتعزبز الخصوبة وضمان فرص الفتيات في الزواج والتأكد من العذرية والعفة والإخلاص والنظافة والجمال والأنوثة والالتزام بالدين.

تشير الدراسات إلى أن هذه الممارسة بدأت بجميع أشكالها بحجة السيطرة على الرغبات الجنسية للإناث في العديد من الثقافات، ويعتقد أنصار تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بأن المرأة غير المختونة لن تكون قادرة على كبح رغباتها وبالتالي تعتبر إهانة للأسرة. وتعتبر ثقافات أخرى المرأة لن تكون مؤهلة للزواج إن لم تخضع لتشويه أعضائها التناسلية. ويرى آخرون انهم يحمون بناتهم من خلال هذه الممارسة ويحافظون على عفتهن وعذريتهن.

وللاسف لا يدرك أنصار هذه الممارسة تأثيراتها الخطيرة على الإناث.

ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على إنهاء هذه الممارسة وجميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال توفير ورش عمل تثقيفية للناجيات وأسرهن. كما يعمل مع مقدمي الخدمات الصحية ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب المصلحة الآخرين لمكافحة هذه الممارسة على جميع المستويات.

في عام 2020 ، تركز الأمم المتحدة ووكالاتها على حشد الشباب للقضاء على الممارسات الضارة، بما في ذلك تشويه الأعضاء التناسلية للإناث تحت شعار: "إطلاق العنان لقوة الشباب: عقد من الإجراءات المتسارعة من أجل منع تشويه الأعضاء التناسلية للإناث". ويعد الوصول إلى صفر من ممارسات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية هو أحد الأصفار الثلاثة التي يهدف صندوق الأمم المتحدة للسكان للوصول إليها بحلول عام 2030.