قالت حليمة*، و هي مهاجرة في المغرب: "في بداية الجائحة، كنا قلقات للغاية بشأن صحتنا و بفضل عملية "سلامة"، استطعنا حماية أنفسنا ضد فيروس كورونا بشكل أفضل". على غرار حليمة، تغلبت فاطمة والعديد من النساء الأخريات على خوفهن على صحتهن وأحبائهن، بسبب تفشي وباء فيروس كوفيد-19.
من خلال تنسيق جهود الشركاء، ساهمت عملية "سلامة"، التي أطلقها صندوق الأمم المتحدة للسكان في نهاية شهر آذار/مارس 2020، في مساعدة السكان، ولا سيما الأكثر هشاشة عبر تمكينهم من الوصول إلى المعلومات ووسائل الحماية اللازمة في مواجهة الجائحة.
يقول لنا أسامة، الصحفي الشاب الذي تابع تدخلات العملية في طنجة: "بفضل مواكبتي الإعلامية لكافة التدخلات التي تضمنها برنامج "سلامة" استطعت الاقتراب أكثر من بعض الفئات المجتمعية الهشة و التي عمقت هذه الأزمة جراحها الاجتماعية. إن التجربة الميدانية التي خضتها تدفعني للتفكير في وضع أسس جديدة للمقاربة الصحفية تعتمد على المجال السكاني ولا سيما المجموعات التي تعيش في وضعية هشة".
وصلنا إلى أكثر من 16 مليون شخص عبر العديد من الحملات الافتراضية في وسائل الإعلام المختلفة مع جميع الشركاء. وتمكنت الوصلات التلفزيونية والكبسولات الإذاعية و الرسوم البيانية والفيديوهات التوعوية عبر الشبكات الاجتماعية والإذاعات التي تبث عبر شبكة الإنترنت والمسابقات الفنية من تلبية الاحتياجات الخاصة للسكان المعنيين.
في هذه الأزمة، أعطيت الأولوية لاستمرارية الخدمات والرعاية الصحية للأمهات، بالإضافة إلى تكييف رعاية النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة. وفي السياق، تم كذلك تنظيم دورات تدريبية عن بعد لدعم أكثر من 700 من المهنيين الصحيين، بما في ذلك القابلات على الخط الأمامي في مواجهة الفيروس.
عبر مراحلها الستة، أعطت عملية "سلامة" الأولوية لحماية السكان الأكثر عرضة للخطر من بين النساء الحوامل والمهنيين الصحيين، خاصة القابلات، والنساء ضحايا العنف والناجيات منه والمهاجرين ونزلاء السجون والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن والمراهقين والشباب.
"تغمرني السعادة. شكرا لعملية "سلامة". لقد مكنتني هذه المبادرة من حماية نفسي وعائلتي." تقول نادية التي تعيش في وضعية إعاقة و بدون عمل ولا تتمكن من الحصول على وسائل الحماية.
قدمنا التدخلات الميدانية في 275 من المراكز الصحية ومستشفيات الولادة ومراكز الحماية الاجتماعية والسجون ومراكز حماية الطفولة و النوادي النسوية والجمعيات الخدماتية في أكثر من 90 منطقة حضرية وقروية في المملكة.
يقول إدريس، وهو من كبار السن الذين يعيشون في مركز للحماية الاجتماعية : "ساعدتنا مبادرة "سلامة" والمساعدات التي قدمتها في الحصول على المزيد من المعلومات حول فيروس كورونا وطرق حماية أنفسنا بشكل أفضل".
و أخبرتنا كوثر، وهي إحدى الناجيات من العنف، “إن حقيبة “سلامة” لم تكن لتأتي في وقت أفضل." و شاركتنا إكرام ونعيمة وسلوى ونساء أخريات ارتياحهن بعد أن مررن بمدة عصيبة من الريبة ونقص المعلومات
تم توفير عدة "سلامة" لحماية حوالي 8000 شخص يعيشون في أوضاع هشة و احتوت هذه الحقائب على وسائل الحماية وكذا معلومات حول تدابير الوقاية من المرض.
تخبرنا السيدة الشعيبية بالبزيوي علوي، الرئيسة المديرة العامة لشركة بي سي اس اس الصناعية (BCSS INDUSTRIE)
"لقد مكنتنا هذه المبادرة المحمودة من مساعدة النساء الأكثر هشاشة في في أزمة كوفيد-19. ويندرج تدخلنا في إطار المسؤولية الاجتماعية لشركتنا ويشرفني أنني شاركت في هذه المبادرة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان."
نفذ صندوق الأمم المتحدة للسكان عملية "سلامة" بشراكة مع العديد من الشركاء المؤسساتيين ومنظمات المجتمع المدني. كما انضمت منظمات القطاع الخاص لتعزيز العمل الميداني.
تقول السيدة مريم لاريني ، الرئيسة المديرة العامة لشركة Larimode : "في الزخم التضامني مع المواطن في مواجهة أزمة كوفيد-19، قدمت Larimode دعمها للنساء في وضعية هشاشة. ولقد نقلت الشركة جزءا من إنتاجها لإدماج الأمهات العازبات وضمان حصولهن على دخل قار وكاف".
وقد حصلت ثلاثون امرأة على عمل في سياق هذه المبادرة . وفي الوقت نفسه، دعمنا 106 من النساء والفتيات ضحايا العنف من خلال إنشاء خطوط هاتفية للطوارئ ومجموعات للدعم عن بعد طوال فترة الحجر الصحي.
تم اختتام عملية سلامة التي تلقت دعما من سفارتي كندا وبلجيكا في المغرب في شهر حزيران/يونيه. وبهدف الاستجابة إلى فترة ما بعد رفع الحجر في مكان العمل، أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان "سلامة في العمل"، من خلال التأكيد على مشاركة المرأة، كفاعل محوري في تحقيق التنمية.
* تم تغيير الاسم من أجل السرية.