الشيخ مقصود، سوريا – أُرسل اثنان من الفرق الطبية المتنقلة المعنية بتقديم خدمات الصحة الإنجابية إلى حي الشيخ مقصود في حلب، في أعقاب وصول بعثة من صندوق الأمم المتحدة للسكان والهلال الأحمر العربي السوري في 28 ديسمبر/كانون الأول، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها وكالة تابعة للأمم المتحدة الحي لتقديم المساعدات.
يبلغ عدد السكان المحتاجين للمساعدات في حي الشيخ مقصود ما يقدر بـ 65,000 شخص ، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن. ومن المتوقع أن يتغير هذا العدد مع عودة المزيد من الأسرة النازحة إلى المنطقة.
وقد توصل تقييم إلى وجود احتياجات كبيرة للرعاية الصحية، بما في ذلك خدمات الصحة الإنجابية المحدودة للغاية .
لا يوجد في حي الشيخ مقصود سوى مرفق صحي واحد يعمل ليخدم ما يقدر بـ50 مريضا يوميا – وهو معدل غير كاف لتلبية احتياجات سكان المنطقة، حيث يقدر عدد النساء الحوامل بحوالي 3,000 امرأة.
وقال السيد ماسيمو ديانا، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا: "عادة ما يُعرِّض النزاع أولئك النساء وأطفالهن للخطر. وفي كثير من الأحيان تؤدي المشاق الجسدية والصدمات النفسية إلى المضاعفات أثناء الولادة. وقد تدهورت الخدمات الصحية بعد سبع سنوات من الأزمة في سوريا، فضلا عن محدودية الإمدادات والضغط الشديد للمرضى."
يعاني المرفق الصحي الموجود فقرا في التجهيزات، حيث لا تتوفر إمكانية إجراء عمليات الولادة القيصرية أو غيرها من العمليات الجراحية الكبرى. كما لا توجد سيارة إسعاف لنقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات خارج حي الشيخ مقصود.
وقد أشار العاملون في المجال الإنساني إلى أن معظم الطرق في حالة متردية وتغص بالوحل، مما يحد من إمكانية الوصول إليها . كما تفتقر المنطقة لنظام لتشغيل الكهرباء، ما يضطر السكان للاعتماد على المولدات والوقود عالي التكلفة، عندما يتوفر.
الفريقان الطبيان يصلان إلى النساء
قال السيد ديانا: "نحن نعمل في صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا من أجل نشر الإمدادات والمعدات الطارئة لجعل حالات الولادة أكثر أمانا ودعم التدخلات الطبية."
في 30 ديسمبر/كانون الثاني، قدم فريق الصحة الإنجابية المتنقل التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان خدماته لأكثر من 80 امرأة، حيث وصل إلى أولئك اللاتي بحاجة لرعاية ما قبل الولادة وخدمات تنظيم الأسرة ورعاية ما بعد الولادة وغير ذلك من أوجه المساعدات الصحية الأساسية.
فققد ظل كثير من أولئك النساء محرومات من الرعاية الصحية لسنوات.
قالت الدكتورة جود، رئيسة إحدى الفرق المتنقلة: "كان يوما طويلا. يا لهؤلاء السيدات المسكينات، ويا لحجم المساعدة التي يحتجنها!"
وبالإضافة إلى الافتقار لرعاية الصحة الإنجابية عالية الجودة، لاحظ عمال الإغاثة الإنسانية عددا كبيرا من السكان ذوي الإعاقة، بما في ذلك مستخدمي الكراسي المتحركة، فضلا عن الأسر التي في أمس الحاجة إلى الملابس الثقيلة للإحتماء من الشتاء.
كما تحدث العاملون بصندوق الأمم المتحدة للسكان مع الأسر بشأن التحديات التي تواجههم في مواصلة تعليم أطفالهم. فعلى الرغم من نقص المستلزمات الدراسية، يصممم الآباء على استمرار أطفالهم في المدرسة. قال أحد الرجال لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "سأعمل على ضمان إتمام ابنتي لتعليمها."
توزيع حقائب الكرامة
قام صندوق الأمم المتحدة للسكان وشريكه، الهلال الأحمر العربي السوري، بتوزيع 1,200 حقيبة من حقائب الكرامة، التي تحتوي على مستلزمات النظافة الشخصية كالصابون والفوط الصحية والملابس الداخلية.
وهما يعتزمان افتتاح ثلاثة مراكز للصحة الإنجابية في المنطقة في أسرع وقت ممكن، ومن شأن تلك المراكز ألا تقتصر على توفير الرعاية الخاصة بالصحة الإنجابية فحسب، وإنما ستقدم أيضا خدمات للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
تدعم جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان في الشيخ مقصود دائرة المفوضية الأوروبية للحماية المدنية والمساعدة الإنسانية (إيكو)، وكذلك حكومات كندا والنرويج والسويد.