اسمي غادة وأود أن أشارككم قصتي ومعاناتي مع ناسور الولادة.
أبلغ من العمر 18 عاماً فيما تزوجت في عمر الـ15 من قريب لي. بعد الزواج بفترة بسيطة بدأت أعراض الحمل بالظهور.
نحن نسكن في منطقة ريفية قريبة جدا من الاشتباكات حيث لا توجد مستشفيات أو مراكز صحية، ورغم المعاناة الشديدة أثناء الحمل، لم استطع متابعة حملي مع مقدم خدمات صحية مؤهل ولا تمكنت من الحصول على خدمات الصحة الإنجابية.
جاءني المخاض وأنا في حالة يرثى لها، وحاولت امرأة من القرية مساعدتي، لكن دون جدوى فقد استمر المخاض ثلاثة أيام وكنت أشعر بأن جسدي يتمزق.
قرر زوجي نقلي إلى مستشفى المدينة في رحلة استغرقت نحو ثماني ساعات متواصلة، وفي الطريق ولدت بعد معاناة شديدة لا تحتمل.
وصلنا إلى المستشفى -أنا مولودتي- في حالة مزرية. أخذوني إلى غرفة العناية المكثفة وطفلتي إلى الحضانة حيث كانت على وشك الموت.
بعد أيام غادرت المستشفى لتبدأ أعراض غريبة بالظهور منها عدم القدرة على التحكم بالبول فأخبرتني أمي أن هذا ناسور الولادة.
أخفيت ذلك عن زوجي وقررت العيش في بيت أهلي حتى أجد حلاً واتعافى من هذا المرض. بعد شهرين عدت إلى نفس المستشفى " مستشفى الثورة بصنعاء" فأخبروني أن أعود بعد شهر بسبب عدم إجراء عمليات ناسور الولادة في ذلك الوقت.
عندما آن أوان العودة، حلت مصيبة لم تكن متوقعة، فقد قتل زوجي في القصف الذي استهدف قريتنا. عشت أيام حزينة على فراق زوجي والخوف على مصير طفلتنا وحالتي المرضية المزرية.
بعد مرور عدة أشهر اصطحبني أحد الأقرباء الى المستشفى وهناك استقبلني المختص وبدأت تحضيرات العملية التي تمت بنجاح والحمد لله.
صحيح أنني أعاني قهراً ووجعاً على زوجي وأقربائي الذين قتلهم القصف يومها، ولكن شفائي من ناسور الولادة أعاد إلي كثيراً من الأمل وعادت إلي عافيتي مما يمكنني من رعاية طفلتي.
الآن أنا أعيش حياة طبيعية مع طفلتي الوحيدة واعتني بها بشكل جيد.
في اليمن، منذ عام 2018، دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان إنشاء ثلاث وحدات لمعالجة ناسور الولادة في جميع أنحاء اليمن. تم بنجاح إجراء ما يقرب من 200 عملية جراحية لمعالجة ناسور الولادة بالمجان. كما يساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان في بناء مهارات العاملين الصحيين في علاج قبضة الولادة باستخدام تدريب متقدم. بالإضافة إلى ذلك، أنشأ صندوق الأمم المتحدة للسكان شبكة بين المتطوعين المجتمعيين والقابلات وخبراء الصحة الإنجابية و ناسور الولادة من جميع المحافظات تقريبًا لمساعدة النساء المصابات في الحصول على الخدمات التي يحتجن إليها بما في ذلك توفير النقل المجاني من المناطق الريفية.