يُحذّر التقرير الجديد لصندوق الأمم المتحدة للسكان بأنَّ من شأن حالة عدم المساواة الجامحة والإخفاق في حماية حقوق النساء الأشدّ فقرا التهديدُ بعدم الاستقرار وتقويض السلام والأهداف الإنمائية للعالم.
يحظى نحو نصف نساء العالم فقط بوظائف مأجورة.
وعلى الصعيد العالمي، يبلغ ما تكسبه النساء 77 بالمائة ممّا يكسبه الرجال.
تفتقرُ واحدةٌ من بين كل ثلاث نساء على مستوى العالم إلى إجازة الأمومة، وتدفع كثيرات منهنّ “ضريبة الأمومة”.
الأمم المتحدة، نيويورك، 17 تشرين الأول/أكتوبر 2017--ما لَم تُعالج حالة عدم المساواة على وجه السرعة وتُمكَّن النساء الأشد فقراً لاتّخاذ القرارات المتعلّقة بحيواتهنّ، فإنَّ البلدان قد تواجه اضطراباً وتهديدات للسلام ولأهدافها الإنمائية، وذلك طبقاً لتقرير حالة سكّان العالم 2017، الذي نشره اليوم صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA).
ويضيف التقرير الجديد لصندوق الأمم المتحدة الذي جاء بعنوان ”عالَم مُنقسِم: الصحّة الإنجابية والحقوق الإنجابية في زمن عدم المساواة“ أنَّ التكلفة المترتّبة على أوجه عدم المساواة، بما في ذلك الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية قد تتّسع لتطالَ أهداف المجتمع الدولي برمَّتها.
يمكن للإخفاق في تأمين خدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك التخطيط الأسريّ، للنساء الأشدّ فقراً، أن يُضعِفَ الاقتصادات وأن يهدِم التقدّم المحرز نحو تحقيق الهدف رقم واحد من أهداف التنمية المستدامة المتمثِّل في القضاء على الفقر.
تُعزِّزُ حالة عدم المساواة الاقتصادية أوجُهَ عدم المساواة الأخرى كما تتعزَّزُ بها أيضاً، بما في ذلك أوجُه عدم المساواة المتعلّقة بصحة النساء، حيث تستطيع قِلّةٌ محظيّة فقط التحكّم بخصوبتها، وبالتالي يتسنّى لها تنميةُ المهارات ودخول قوى العمل المأجور والحصول على القوة الاقتصادية.
” لا تقتصر حالة عدم المساواة في البلدان اليوم على ما تملِكه وما لا تملِكه، “ حسب ما تقول الدكتورة ناتاليا كانيم، المدير التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، التي تضيف: ”تتعلّق حالة عدم المساواة بصورةٍ متزايدة بمسـألة من يستطيع ومن لا يستطيع. فالنساء الفقيرات اللواتي يفتقِرن الوسيلة لاتّخاذ قراراتهن الشخصية حول حجم العائلة أو اللائي في وضعٍ صحيّ سيء نتيجة نقصِ الرعاية الصحية الإنجابية، هنّ الغالبية في صفوف من لا يستطيع. “
في مُعظمِ البلدان النامية، لدى النساء الأشدّ فقراً الخيارات الأقل للتخطيط الأُسريّ، والإتاحة الأدنى للرعاية السابقة للولادة وهُنّ أكثر عُرضةً للولادة دون مساعدةِ طبيب أو قابلة.
وينجُم عن الإتاحة المحدودة للتخطيط الأسريّ 89 مليون حالة حمل غير مقصودة و48 مليون حالة إجهاض سنوياً في البلدان النامية. ولا يقتصر ذلك على إلحاق الضرر بصحة النساء، بل يحدُّ من قدرتهنّ على الالتحاق بقوى العمل المأجور أو البقاء فيها والمضيّ نحوَ تحقيق الاستقلال المادي.
كذلك فإنّ عدم إتاحة الخدمات ذات الصلة، مثل رعاية الأطفال الميسورة التكلفة، يوقف سعي النساء للحصول على عمل خارج المنزل. وبالنسبة إلى النساء اللواتي في سوق العمل، فإنّ غياب إجازة الأمومة المدفوعة والتمييز الذي يمارسه أرباب الأعمال ضدّ النساء اللاتي يُصبِحن حوامل يصل حدَّ عقوبة الأمومة، مما يُجبِر كثيراً من النساء على الاختيار ما بين الحياة المهنية والأمومة.
”يمكن للبلدان الراغبة بمعالجة عدم المساواة الاقتصادية البدءُ بمعالجة الأوجه الأخرى لعدم المساواة، كتلك التي في الصحة والحقوق الإنجابية، وفي تذليل العقبات الاجتماعية والمؤسّسية وغيرها من المعوّقات التي تحول دون تحقيق النساء لكامل إمكانيّاتهنّ،“ وفقاً لما تقوله الدكتورة كانيم.
يوصي تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتركيز على من هُم أكثر تخلُّفاً عن الرّكب أولاً، بما يتّفق مع مخطط الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة والمجتمعات الشاملة بحلول عام 2030. ويفيدُ التقرير بأّنّ خطة عام 2030 للتنمية المستدامة ”تضع نُصبَ أعيُنِها مستقبلاً أفضل. مستقبلٌ نعمل فيه معاً لتذليل المعوقات وتصحيح أوجه التفاوت“. ”يجب أن يكون هدفنا هو خفضُ أوجه عدم المساواة كافّةً. ويمكن أن تأتي معظم المساهمات القوية من بلوغ...الحقوق الإنجابية للنساء. “
لمحة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان
صندوق الأمم المتحدة للسكان هو منظمة الأمم المتحدة الرائدة التي تعمل من أجل عالم يكون فيه كل حمل مرغوبا فيه، وكل ولادة آمنة، ويحقق فيه كل شاب وشابة ما لديهم من إمكانات.
يغطّي صندوق الأمم المتحدة للسكان ملايين النساء والشباب في 155 بلدا وإقليما.
للمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـــ :
عمر غرز الدين: هاتف +1 212 297 5028; gharzeddine@unfpa.org؛
رتيشارد كولّودج: هاتف +1 212 297 4992; kollodge@unfpa.org