Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back

جسر الفجوة الرقمية: ابتكارات يقودها الشباب بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان

جسر الفجوة الرقمية: ابتكارات يقودها الشباب بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان

قصة

جسر الفجوة الرقمية: ابتكارات يقودها الشباب بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان

calendar_today 06 أغسطس 2024

شباب يلعبون لعبة نيتوبولي. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان تونس
شباب يلعبون لعبة نيتوبولي. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان تونس

لقد تطور المشهد العالمي بشكل كبير منذ برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994، حيث التزمت 179 حكومة بإعطاء الأولوية لحقوق الإنسان في سياق التنمية المستدامة. في البداية، كان 0.4% فقط من سكان العالم لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت. واليوم، أصبح ما يقرب من 70% متصلين رقميًا، مما أحدث ثورة في الوصول إلى المعلومات. لقد غير التقدم التكنولوجي حياة الناس، وحسن من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، وساعد في الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وضمان حصول الفئات المهمشة على معلومات حيوية.

العصر الرقمي هو سلاح ذو حدين. فهو يوفر فرصًا غير مسبوقة، ولكنه في الوقت نفسه يخلق فجوة رقمية، مما يجعل الملايين غير قادرين على الوصول إلى التقنيات الجديدة أو التنقل فيها بأمان. إن انتشار المعلومات المضللة، والتضليل، والجرائم الإلكترونية، والعنف الرقمي يقوض الثقة ويزيد من تفاقم التفاوتات القائمة، مما يؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات المهمشة.

الشباب هم القوة الدافعة وراء التقدم الرقمي. مع استخدام 75% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا للإنترنت،إن قوتهم وإمكاناتهم وتأثيرهم على التكنولوجيا تجعلهم شخصيات محورية في التقدم الرقمي. يقود صندوق الأمم المتحدة للسكان الجهود الرامية إلى إعادة تشكيل المشهد الرقمي في المنطقة العربية من خلال تمكين الشباب وتنمية بيئات آمنة وشاملة على الإنترنت. 

ومن خلال المشاركة النشطة مع الأفراد الشباب، يغرس صندوق الأمم المتحدة للسكان الثقافة الرقمية ويشجع السلوك المسؤول على الإنترنت، ويرعى مجموعة من القادة المتمرسين في مجال التكنولوجيا والواعين اجتماعيًا.

ونحن نحتفل باليوم العالمي للشباب، يسعدنا أن نقدم مبتكرين شباب من جميع أنحاء المنطقة العربية ونسلط الضوء على مساعيهم الرائعة في خلق مساحة رقمية أكثر أمانًا وشمولاً للجميع. هؤلاء الأفراد الملهمون يقودون المبادرات التي تعزز السلامة على الإنترنت، وتعزز قدرة الجميع للوصول إلى الإنترنت ، وتدافع عن التمكين الرقمي. إن تفانيهم وإبداعهم لا يثريان المشهد الرقمي فحسب، بل يمهد الطريق أيضًا لبيئة أكثر أمانًا وترحيبًا على الإنترنت تعود بالنفع على الجميع.

نور تتخطى الحواجز الاجتماعية والثقافية التي تحول دون حصول المرأة على صحة جيدة في لبنان من خلال تطبيق NAWAT

نور البالغة من العمر 33 عامًا، والتي تنشط في مجال ضمان  صحة النساء والفتيات، أسست منصة رقمية وتطبيقاً على  الهواتف الذكية هو NAWAT Health، وذلك لمعالجة الحواجز الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية والحقوق في لبنان. "عندما واجهت تحديات شخصية في الوصول إلى معلومات كافية عن الصحة الجنسية والإنجابية ومساحة آمنة لمناقشة هذه المواضيع، عرفت أنني يجب أن أفعل شيئًا"، هكذا قالت نور.

 

نور مؤسسة منصة ناوات الصحية خلال جلسة تعريفية.

توفر منصة NAWAT Health مساحة رقمية آمنة حيث يمكن للنساء الوصول إلى قاعدة معرفية شاملة باللغة العربية، بما في ذلك الدورات التدريبية عبر الإنترنت والمدونات التفاعلية ومحتوى الفيديو. كما أنها توفر الوصول المباشر عبر الإنترنت إلى متخصصين معتمدين، وتقدم المشورة والتوجيه الذي يحافظ على الخصوصية حول مواضيع مختلفة في مجال الصحة الإنجابية والحقوق الجنسية  وخدمات التطبيب عن بعد.

سلمى تعزز سلامة المرأة المصرية بتطبيق Hiryo

بدافع من رؤية قائمة على ضرورة ضمان صحة للنساء والفتيات ، شاركت سلمى مدحت البالغة من العمر 26 عامًا في تأسيس تطبيق Hiryo على الهواتف الذكية، وهو عبارة عن منصة تعمل بالذكاء الاصطناعي وتوفر الدعم في الوقت المناسب أثناء حالات الطوارئ. وأوضحت سلمى: "عندما كنت أكبر، شهدت التحديات التي واجهتها العديد من النساء فيما يتعلق بالسلامة الشخصية والعنف القائم على النوع الاجتماعي في مجتمعنا. كنت أعلم أن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة قوية لتمكين وحماية الفئات الأكثر استضعافاً".

سلمى مدحت مؤسسة تطبيق Hiryo

تتيح Hiryo للنساء تحويل أحبائهن إلى فريق أمني خاص، حيث تقدم ميزات الكشف عن المخاطر التي قد يسببها الذكاء الاصطناعي بما يوفر دعمًا قويًا أثناء الأزمات. تم الاعتراف بإنجازات سلمى الرائعة عندما حصلت على جائزة أفضل شركة أفريقية  ناشئة لهذا العام في حفل توزيع جوائز الشركات الناشئة العالمية.

ماريا تعمل على تمكين الفتيات المحرومات في الأردن من خلال الشمول الرقمي

في سن 22 عامًا فقط، كانت ماريا متحمسة لسد الفجوة الرقمية للفتيات مثلها اللاتي نشأن في مجتمعات محرومة في الأردن. وحرصًا منها على تمكين أقرانها، شاركت ماريا في دورة محو الأمية الرقمية "أنا وهاتفي المحمول" في مركز زين للإبداع 

نشأت ماريا في صويلح، عمان، وواجهت صعوبة في الوصول إلى الأدوات الرقمية في المدرسة. تتذكر قائلة: "كانت دروس الكمبيوتر نظرية للغاية، وكثيراً ما اضطررت إلى استعارة الأجهزة لإكمال واجباتي". عازمة على تغيير هذا، التحقت ببرنامج "أنا وهاتفي المحمول" التحويلي. وعلى مدى 8 أسابيع، تعلمت ماريا و18 فتاة أخرى مهارات رقمية حاسمة، من إنشاء حسابات بريد إلكتروني آمنة إلى الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف المحمول لتوليد الدخل عبر الإنترنت والإبلاغ عن العنف القائم على النوع الاجتماعي. "لقد ساعدت والدتي في الترويج لأعمالها التجارية عبر الإنترنت باستخدام ما تعلمته".

ماريا، خلال دورة "أنا وهاتفي المحمول" لمحو الأمية الرقمية في مركز زين للإبداع (ZINC). ©صندوق الأمم المتحدة للسكان الأردن

غالبًا ما يلعب الشباب دورًا حاسمًا في أوقات الأزمات والكوارث. فبفضل طاقتهم وإبداعهم ومعرفتهم بالأدوات الرقمية، لا تقدر مساهماتهم في جهود الاستجابة والتعافي بثمن. ومن خلال الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة وغيرها من المنصات عبر الإنترنت، يمكن للشباب إبراز احتياجات مجتمعاتهم بسرعة، وتنسيق جهود الإغاثة وربط المحتاجين بالموارد والدعم. وعلاوة على ذلك، يمكن للمبادرات الرقمية التي يقودها الشباب أن تساعد في توثيق تجارب السكان المتضررين، ومنحهم صوتًا وزيادة الوعي بالتحديات التي يواجهونها. وفي أوقات الاضطرابات، يمكن أن تكون الطبيعة الذكية والقابلة للتكيف للجيل الأصغر سنًا قوة قوية للتغيير الإيجابي ومرونة المجتمع.

 

في عزة: شباب فلسطينيون يعملون على إعلاء أصوات نظرائهم الشباب  ويقدمون المساعدات من خلال المنصات الرقمية 

في مواجهة الأزمات الإنسانية المتصاعدة في غزة، يستفيد الشباب الفلسطينيون، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، من المنصات الرقمية لإعلاء  أصواتهم وتقديم المساعدات الحاسمة لمجتمعاتهم.

يقول عطا، أحد أعضاء اللجنة الاستشارية للشباب: "بصفتنا اللجنة الاستشارية للشباب، تتمثل مهمتنا في ضمان إسماع أصوات الشباب الفلسطيني وأخذها بعين الاعتبار في جميع الأمور التي تؤثر عليهم". وعندما اشتدت الحرب، استخدم أعضاء اللجنة الاستشارية للشباب مهاراتهم الرقمية للتخطيط وتنفيذ مبادرات الدعم الإنساني الحيوية، وتوزيع المواد الغذائية وغير الغذائية على أكثر من 5000 أسرة نازحة.

عطا يشارك في احتجاج في الخارج، يطالب بوقف إطلاق النار في حرب إسرائيل على غزة. © Youth Advisory Panel (YAP)

كما استثمر عطا وزملاؤه في جهود الدعوة والتوعية الرقمية، باستخدام منصات الإنترنت لتضخيم قصص واحتياجات مجتمعاتهم. يتذكر عطا: "كان من الصعب التحرك وتقديم مساعدات الإغاثة تحت النيران، دون ضمان لسلامتنا. لكننا كنا مصممين على إحداث فرق".

 

المبتكرون الشباب في المغرب يكسرون الحواجز بتطبيق SHAGA الشامل

يتولى الشباب في المغرب زمام المبادرة في تعزيز المساحات الرقمية الأكثر شمولاً. تم تصميم تطبيق SHAGA المدعوم من صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع Collectif Autisme Maroc (CAM)وبدعم من Capgemini، الشريك الاستراتيجي العالمي للتحول والرقمنة، ويعمل التطبيق على كسر الحواجز وتوفير معلومات الصحة الجنسية الضرورية للشباب المصابين بالتوحد. وتأكيدًا على التزام صندوق الأمم المتحدة للسكان بإمكانية الوصول والتنوع، شارك في قيادة تطبيق SHAGA شباب مصابون بالتوحد. تقدم هذه المنصة المبتكرة معلومات صحية أساسية، بما في ذلك الوقاية من العنف والإساءة، وتدعم بشكل خاص الشابات والفتيات المصابات بالتوحد، وتقدم تنبؤات لأيام الحيض و الإباضة والخصوبة، إلى جانب التذكيرات وتتبع الأعراض. ​​من خلال تمكين الشباب من تشكيل هذه الأداة الرقمية الرائدة، يضمن صندوق الأمم المتحدة للسكان عدم تخلف أي شخص عن الركب في التحول الرقمي.

 

الشباب التونسي يقودون الحملة ضد التنمر الإلكتروني من خلال لعبة نيتوبولي التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان

يتولى الشباب في تونس زمام المبادرة في معالجة التحرش عبر الإنترنت وتعزيز بيئة رقمية أكثر أمانًا. تعمل لعبة نيتوبولي التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان على إثارة المحادثات وزيادة الوعي حول التنمر الإلكتروني، وخاصة استهداف الفئات الضعيفة مثل الفتيات. تم إنشاء نيتوبولي بالاشتراك مع فتية وشباب تتراوح أعمارهم بين 14 و22 عامًا، وعبر دمج رؤاهم حول العنف القائم على النوع الاجتماعي والتحرش عبر الإنترنت. تعمل هذه اللعبة التفاعلية والتعليمية بشكل فعال على زيادة الوعي بمخاطر التنمر الإلكتروني وأشكال أخرى من التحرش عبر الإنترنت، وتعزيز السلوك المسؤول عبر الإنترنت وتعزيز ثقافة الاحترام. يتوفر موقع Netopoly باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، ويضمن إمكانية الوصول على نطاق واسع ويمكّن الشباب من قيادة الجهود الرامية إلى مكافحة العنف الرقمي.

شباب يلعبون لعبة نيتوبولي. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان تونس

تقود رائدات الأعمال الشابات التغيير الاجتماعي في الصومال

في الصومال، تقود رائدات الأعمال الشابات التغيير الاجتماعي بمبادرات مؤثرة من خلال تحدي الابتكار EmpowerHer التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان. وبتزويد صناع التغيير الطموحين بالأدوات اللازمة لمعالجة القضايا الملحة مثل ختان الإناث وزواج الأطفال، لا يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على تعزيز ريادة الأعمال فحسب، بل يحفز أيضًا الحركات الاجتماعية التحويلية.

 ركزت مبادرة الابتكار، التي شهدت مشاركة 13 فتاة مبتكرة، على معالجة القضايا الاجتماعية و المرتبطة بالنوع الاجتماعي  الحرجة، بما في ذلك ختان الإناث وزواج الأطفال في الصومال في إطار البرنامج المشترك لصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسيف للقضاء على ختان الإناث.

المشاركات في تحدي EmpowerHer. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان الصومال

لقد وفر تحدي الابتكار EmpowerHer المهارات والمعرفة لرائدات الأعمال الصوماليات الشابات لدفع التغيير الاجتماعي وخلق مساحة آمنة للتواصل والدعم المتبادل. حصلت  ثلاث فائزات على منح تمويل أولية و عرضن أعمالهن المبتكرة خلال قمة مقديشو للتكنولوجيا في 30 يونيو 2024، مما يدل على قوة الحلول الرقمية التي يقودها الشباب في معالجة التحديات المجتمعية الملحة.

بينما يتصارع العالم مع تعقيدات العصر الرقمي، فإن التزام صندوق الأمم المتحدة للسكان الثابت بتمكين الشباب وتعزيز المساحات الرقمية الآمنة والشاملة يمثل منارة للأمل والتقدم. من خلال الجهود التعاونية والمبادرات المبتكرة، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان والقادة الشباب في جميع أنحاء العالم بشكل جماعي على تشكيل مشهد رقمي ليس متقدمًا من الناحية التكنولوجية فحسب، وإنما أيضاً يكون آمناً وشاملاً ويتمتع بالمسؤولية الاجتماعية.