بشامون، لبنان - قالت سلوى* لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية، مع تصاعد الأعمال العدائية في جميع أنحاء لبنان: "غادرنا منازلنا على عجل دون التمكن من أخذ شيء من متعلقاتنا، لا شيء سوى الملابس التي نرتديها. في اليوم الذي غادرنا فيه، ضربت غارة جوية قريتنا، وقتلت جيراننا ودمرت منزلنا".
لجأت سلوى وزوجها وابنها وزوجة ابنها الحامل الآن إلى مدرسة حسين مسعود الحكومية في جبل لبنان. استغرقت الأسرة يومين بالسيارة للوصول إلى الملجأ؛ على الرغم من أن المسافة من منزلهم في النبطية تقل عن 100 كيلومتر، إلا أن الطرق متكدسة بسبب النزوح الجماعي للمدنيين.
نزح أكثر من 200 ألف شخص في لبنان منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر/تشرين الأول 2023. نصفهم - 90,530 شخصًا - منذ 23 سبتمبر/أيلول، عندما اشتد القصف. وقُتل نحو 600 شخص.
معاناة النساء والفتيات بسبب النزوح مضاعفة
اقتًلع النساء والرجال والفتيان والفتيات من ديارهم، ولكن آثار النزوح على الأفراد تكون أكثر حدة على النساء والفتيات اللاتي يهربن من العنف أو يأتوين في ملاجئ مكدسة أثناء الحيض أو الحمل ويواجهن تحديات كبيرة من أجل الحفاظ على الصحة اللائقة. قد يؤدي سوء الصرف الصحي ونظافة الدورة الشهرية في حالات الطوارئ إلى المرض والحد من الحركة.
قالت ألما* لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "لدي ابنتان مراهقتان تتشاركان الحمام الآن مع مئات الأشخاص الآخرين. مخاطر العدوى عالية جدًا".
بإمكان الخوف من العنف القائم على النوع الاجتماعي - وهو خطر يزداد في حالات الطوارئ - أن يؤثر أيضًا على صحة النساء والفتيات.
قالت فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "المكان مزدحم للغاية وأشعر بالخجل طوال الوقت. أعيش مع أشخاص لا أعرفهم، وأتردد في كل مرة أحتاج فيها للذهاب إلى الحمام، لذلك لم أذهب إلى الحمام منذ أربعة أيام الآن. أشعر ببعض الألم بسبب ذلك".
لقد نزحت حوالي 56 ألف امرأة وفتاة لبنانية في سن الإنجاب - 25 ألفًا منهن منذ 23 سبتمبر/أيلول.
ويُقدر وجود نحو 2,300 امرأة حامل بين النازحين، ومن المتوقع أن تلد 260 منهن أطفالهن في الشهر المقبل. كما أن الحمل في حالات الأزمات يشكل مخاطر جسيمة، وخاصةً بالنسبة للنساء اللاتي حرمن من خدمات ما قبل الولادة ورعاية الولادة الآمنة.
توزيع اللوازم الأساسية
استجابة لهذه التحديات، يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه بتسليم 8,000 حقيبة كرامة - تحتوي على لوازم الحيض والملابس الداخلية والصابون. كما يوجد بها مصابيح يدوية لمساعدة المستفيدين على الوصول بأمان إلى المراحيض ليلاً، ومعلومات حول الدعم المقدم للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي. يتم توفير كل هذا مع خدمات الإسعافات الأولية النفسية الضرورية للأشخاص الذين يعانون من صدمة النزوح والعنف.
كما وزع صندوق الأمم المتحدة للسكان حقائب الصحة الإنجابية الطارئة المشتركة بين الوكالات على مستشفيات متعددة. تحتوي هذه الحقائب على ما يكفي من الأدوية المنقذة للحياة والإمدادات والمعدات لدعم الولادة وإدارة المضاعفات التوليدية لمئات النساء. يمكن لحقائب إضافية، تم تخزينها مسبقًا داخل لبنان، أن تدعم 1,260 ولادة آمنة إضافية للنساء اللاتي يعانين من مضاعفات.
قالت ألما: "أي منتج للنظافة النسائية ضروري في هذه المرحلة".
لقد حصلت هي وزوجة ابنها الحامل على حقائب الكرامة. "لقد هربنا ولم يكن معنا أي شيء حرفيًا".
*تم تغيير الاسم لدواعي الخصوصية والحماية