بمناسبة اليوم الدولي للفتاة والذي يصادف يوم الجمعة الموافق 11 تشرين الأول من كل عام، أصدر صندوق الأمم المتحدة للسكان، المنظمة الأممية التي تُعنى بالصحة الجنسية والإنجابية، نشرة تحت عنوان " لا تُقهر" Unbroken، تم تسليط الضوء من خلالها على الإمكانات المميزة التي تتمتع بها الفتيات اليافعات السوريات في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في عصرنا الحالي.
أظهرت تقارير ميدانية لصندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه خلال عامي 2018- 2019 أن وضع النساء والفتيات السوريات في جميع أنحاء المنطقة لم يتغير إلى حد كبير، رغم دخول الأزمة السورية الآن عامها التاسع، إذ ما زال العنف القائم على نوع الجنس مستمراً في حياة هؤلاء النساء، وخصوصاً اليافعات منهن.
كما أظهرت المعلومات التي تم جمعها من خلال المجموعات البؤرية والمقابلات المباشرة مع الفتيات السوريات أنهن يواجهن سلسلة متشابكة من العنف والإيذاء طوال حياتهن، بدءا من القيود المفروضة على حركتهن، مروراً بالعنف العائلي والزواج المبكر والزواج القسري ولا تنتهي عند العنف الجنسي.
ومع ذلك، تواصل اليافعات السوريات في جميع أنحاء المنطقة محاولاتهن للخروج من هذه الأزمة والمثابرة في تطوير الذات والمجتمع، في الوقت الذي يتعثر فيه البالغون.
وفقا لتقييم حديث لخدمات الصندوق التي تقدم على نطاق المنطقة، فإن تنفيذ برامج مصممة خصيصاً للفتيات اليافعات ما زال يحقق نتائج إيجابية، ويوفر شريان الحياة الذي تشتد الحاجة إليه عند انعدام البدائل، خاصةً فيما يتعلق بالخدمات الموجهة لمكافحة والتعامل مع العنف القائم على نوع الجنس، والذي تزداد مخاطره بشكل كبير خلال الأزمات الإنسانية.
في هذا السياق، تقول فريدريكا ماير، نائب المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية: "يجب أن تكون الفتيات اليافعات أولوية أساسية للمجتمع الدولي الذي يصب جهوده لمساعدة الشعب السوري على إعادة بناء مجتمعه وفق أسس أقوى وأكثر متانة. يحتاج العاملون في المجال الإنساني إلى بلورة رؤية مشتركة وطويلة الأمد لإنشاء نظام إنساني أكثر فاعلية في الاستجابة للفتيات، بحيث يأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهن وطموحاتهن وإمكاناتهن الكبيرة، إلى جانب توفيره برامج تساعدهن على التطور النفسي والاجتماعي وتحقيق الاستقلالية والقوة وإبداء الرأي، ولا تقتصر على تلبية الاحتياجات الأساسية فقط".
يعرض صندوق الأمم المتحدة للسكان من خلال نشرته "لا تُقهر" Unbroken، أمثلة حيّة تعكس قوة فتيات سوريات تغيرت حياتهن إلى الأبد بسبب الأزمة المستمرة، لكنهن كن قادرات على المثابرة لملاحقة أحلامهن والعيش في عالم أفضل.
لا تبرز القصص الواردة في النشرة القوة الملحوظة للفتيات اليافعات في مواجهة الصعاب الهائلة فحسب، بل تؤكد على أهمية العمل لمراعاة رؤية هؤلاء الفتيات واحتياجاتهن ورغباتهن وإدماجهن باستمرار في التنمية والاستجابة الإنسانية.