أنت هنا

الأمم المتحدة، نيويورك – أصدر صندوق الأمم المتحدة للسكان تقريره السنوي بعنوان "نظرة عامة على العمل الإنساني" حيث ذكر أن اليمن يشهد أكبر قدر من احتياجات النساء والفتيات أثناء حالات الطوارئ الإنسانية. ومنذ تصاعد وتيرة النزاع عام 2015، تدهورت على نحو مضطرد الأحوال في البلاد، مما أدى إلى نزوح السكان داخلياً وانعدام الأمن الغذائي وتفشي وباء الكوليرا – والتي تفاقمت جميعها بظهور فيروس كورونا (كوفيد-19).

يفصل تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان الأزمات الأكثر حدة في العالم ويقدم النداء الإنساني الأكبر من نوعه على المستوى العالمي الذي يتطلب  توفير 818 مليون دولار لتقديم المساعدة المنقذة للأرواح لـ 54 مليون امرأة وفتاة وشاب في 68 بلداً خلال عام 2021.

ويتضمن التقرير طلب  حوالي 100 مليون دولار لليمن خلال عام 2021، حيث يحتاج أكثر من 80% من السكان إلى شكل ما من أشكال المساعدة، أكثر من 1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانين من سوء التغذية الحاد، علماً بأن نصف مرافق الرعاية الصحية فقط مازات تعمل باليمن مع استمرار تزايد حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وعلى الرغم من استمرار الأزمة المتأججة لسنوات، إلا أن اليمن لا ينجح دائماً في تصدر عناوين الأخبار الرئيسية، إذ بلغ عجز التمويل ضمن الاستجابة الإنسانية التي طرحها صندوق الأمم المتحدة للسكان لعام 2020 عشرة ملايين دولار.

ولا يوجد علاج سهل من شأنه عكس مسار الآثار المدمرة للصراع الطاحن، ولكن يوجد عمل يجب إنجازه على أرض الواقع.

ونجح صندوق الأمم المتحدة للسكان في الوصول إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص في البلاد، ومن المقرر أن يواصل حماية حياة النساء والفتيات والشباب على النحو التالي.

الواقع الراهن: 50% من مرافق الرعاية الصحية في اليمن تم غلقها وأدى الصراع إلى تشريد أكثر من 3.6 ملايين شخص

الحل: تقديم الرعاية الصحية.

مثال لما نقوم به:  مسعدة صالح ناصر، تبلغ من العمر 37 عاماً أم لثمانية أطفال وكانت حاملاً في طفلها التاسع عندما اضطرت أسرتها إلى الفرار من المنزل والاستقرار في مخيم للنازحين في محافظة مأرب. ونجح فريق متنقل متخصص في الصحة الإنجابية تابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان في تقديم الرعاية الحرجة السابقة للولادة وولادة الطفل بأمان وتقديم الرعاية التالية للولادة وخدمات تنظيم الأسرة. وصرحت مسعدة قائلة "سأتأكد من تعريف [بناتي] بالمخاطر الناتجة عن تجاهل تنظيم الأسرة."


قابلات ضمن أحد الفرق المتنقلة التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان أثناء زيارتهن لملجأ مؤقت في أحد المخيمات المخصصة للأشخاص النازحين داخلياً في محافظة مأرب، اليمن. © صندوق الأمم المتحدة للسكان اليمن

الواقع الراهن : 20% فقط من مرافق الرعاية الصحية تقدم خدمات الرعاية الصحية للأمهات والأطفال. تموت امرأة واحدة وستة مواليد أثناء الولادة كل ساعتين.

الحل: إحلال وتجديد مرافق الرعاية الصحية لتقديم خدمات صحة الأم.

مثال لما نقوم: عندما حان موعد ولادة خولة مزجاجي البالغة من العمر 23 عاماً، استغرق زوجها أربع ساعات لنقلها إلى مستشفى التحيتا الريفي. وأصيبت خولة بتسمم الحمل الذي عرض حياتها وحياة توأميها للخطر. ونجح الفريق الطبي في ولادة الطفلين بشكل آمن والوصول بالأم إلى حالة مستقرة. وقبل مساهمة صندوق الأمم المتحدة للسكان في تطوير عنبر الولادة بالمستشفى، كانت المستشفى الأقرب لعائلة مزجاجي تبعد ثلاث ساعات أخرى. وصرح زوج خولة قائلاً "كنا نذهب إلى منطقة المخا للعلاج، ولكن بوجود هذه المستشفى بالقرب منا فإنها توفر علينا الكثير من المشقة والسفر".

 


ولادة ناجحة تمت في مستشفى المخا على الساحل الغربي، اليمن، بعد أن قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بإحلال وتجديد عنبر الولادة بها. © صندوق الأمم المتحدة للسكان اليمن

الواقع الراهن: تُجرى ست من كل عشر ولادات بدون وجود قابلات ماهرات

الحل: التدريب، التدريب، التدريب.

ما نقوم به: قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان هذا العام التدريب لأكثر من 300 قابلة. وفي محاضرة أقيمت مؤخراً في جزيرة سقطرى، كانت منى زكريا واحدة من بين 24 متدربة تعرفن على كيفية تحديد علامات الإصابة بمضاعفات قبل الولادة وفي المواليد المعرضين للخطر. وتمكنت منى من إحالة نورة عيسى، التي كانت تعاني من علامات الإصابة بمضاعفات الحمل، إلى مستشفى حيث وضعت طفلها. وعلقت منى قائلة "يُحسِّن التدريب صحة المرأة، فضلاً عن مساهمته في إنقاذ الأرواح. "


مجموعة من القابلات أثناء التدريب على الوقاية من العدوى ومكافحتها لضمان مواصلة تقديم خدمات الصحة الإنجابية في ظل وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) في محافظة لحج، اليمن. © صندوق الأمم المتحدة للسكان اليمن

الواقع الراهن: تقدر نسبة النساء والأطفال بـ 83% من بين 3.6 ملايين شخص مشرد.

يقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن حوالي 20% من الأشخاص المشردين أسر تعولها النساء.

الحل: التمكين الاقتصادي للنساء والفتيات.

ما نقوم به:  أنشأ صندوق الأمم المتحدة للسكان 55 مكاناً آمناً للنساء والفتيات يقدم برامج تدريبية لتوفير سبل العيش. توفي زوج رُبا* إثر تصاعد حدة العنف في المنطقة، وفرت هي وأبناؤها الثلاثة إلى معسكر للنازحين داخلياً، حيث استقرت في مكان آمن واشتركت في برنامج لتفصيل الملابس. وعلقت رُبا قائلة "أقوم بخياطة الأقنعة للأسر المقيمة بمخيمات النازحين التي لا تملك ثمن شراءها من الأسواق. وأقوم بعملي بعناية ورضا كبيرين لأنني من خلاله أساعد شخص نازح مثلي".


إحدى الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي في مكان آمن يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان أثناء قيامها بخياطة أقنعة الوجه ضمن برنامج لتوفير سبل العيش في مدينة إب، اليمن. تم إنتاج أكثر من 80,000 قناع في الأماكن الآمنة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد. © صندوق الأمم المتحدة للسكان اليمن

الواقع الراهن: هناك شخص واحد في كل خمسة أشخاص في اليمن يعاني من اضطرابات الصحة النفسية، وذلك وفقاً لدراسة أجريت عام 2017، وعلى الأرجح أن الحرب التي استمرت لسنوات والوباء العالمي أدى إلى ازدياد هذا العدد.

الحل: سد الفجوات في خدمات الصحة النفسية.

ما نقوم به:  يدير صندوق الأمم المتحدة 18 خطاً ساخناً مجانياً لتقديم المشورة عن بعد وستة مراكز متخصصة في الرعاية النفسية. أُجبرت سعاد على الزواج منذ عقدين وتعرضت على يد زوجها للإيذاء البدني والعاطفي. وعانت سعاد من اكتئاب شديد بعد أن طردها زوجها، ولكنها حصلت على المساعدة من خلال الخط الساخن لتقديم المساعدة عن بعد، ثم من خلال جلسات العلاج النفسي. وبعد ستة أشهر من العلاج تسير سعاد الآن في طريقها إلى التعافي.


في أوقات فيروس كورونا (كوفيد-19)، يقدَّم دعم الصحة النفسية عن طريق المشورة عبر الهاتف في مراكز الرعاية النفسية المدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنها المركز الموجود في صنعاء، باليمن. © صندوق الأمم المتحدة للسكان اليمن

* تم تغيير أسماء السيدات لأغراض الحفاظ على الخصوصية والحماية