مارودي جيكس – كان الوقت مبكرا جدا في الصباح عندما انضم عبدي ليدان، الشيخ الشاب، وزوجته إلى الطابور الطويل المؤدي إلى إحدى الخيام في منطقة مارودي جيكس، شمال غربي الصومال. وقف السيد ليدان بارزا من وسط الحشد في الطابور الذي هيمنت عليه النساء.
كانا يسعيان للحصول على خدمات الصحة الإنجابية، التي توفرها حملة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان والتى تستهدف الفئات المهمشة من السكان. كانت الخيمة الصحية في مارودي جيكس تقع قريبا من إحدى المستوطنات المخصصة للنازحين.
وقد حضر السيد ليدان لمؤازرة زوجته في قرارها باستخدام وسائل تنظيم الأسرة قائلا: "لقد رافقتها لضمان حصولنا على خدمات المباعدة بين الولادات. فأنا أريد أن نحصل على فسحة من الوقت قبل إنجاب طفل آخر."
وأوضح أنه يكون من الصعب الحصول على الخدمات الصحية قائلا: "مرت زوجتي بفترة عصيبة بعد الولادة مؤخرا، وكان لزاما تحويلها إلى مستشفى يقع على مسافة بعيدة من هنا لتجرى لها عملية ولادة قيصرية."
وتعد الحاجة للسفر مسافات طويلة من أجل الحصول على الرعاية الطبية الأساسية أو المنقذة للحياة أمرا شائعا إلى حد بعيد جدا في الصومال، التي لا تزال تواجه واحدة من أكبر وأعقد الأزمات الإنسانية الطارئة في العالم.
ضوء أخضر
وفر صندوق الأمم المتحدة للسكان المساعدة الفنية والمالية لحملة التوعية التي أدارتها وزارة الصحة. وكان الهدف من المبادرة هو استكمال الرعاية المتوفرة في 11 مرفق صحي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان في الصومال، بحسب ليلى محمد حاشي.
وأوضحت السيدة حاشي، مُحللة في صندوق الأمم المتحدة للسكان: "نقوم بتوعية الناس بشأن الحملات"، بحيث يعرف الناس إلى أين يذهبون وما الذي يتوقعون الحصول عليه.
فمن الممكن أن تكون أنواع الرعاية المقدمة – بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية وتقديم مشورة تنظيم الأسرة ووسائل منع الحمل – ذات حساسية خاصة. لكن السيد عيدان قال إنه استشار عالما إسلاميا بشأن استخدام السبل الحديثة لتنظيم الأسرة، وحصل وهو وزوجته على ضوء أخضر.
إلا أن السيد ليدان أوضح إنه استشار أحد رجال الدين الإسلامى حول استخدام وسائل تنظيم الأسرة الحديثة والذى شجعه هو وزوجته على استخدامها.
قال السيد ليدان: "ذهبت طلبا للنصيحة من عالم ملم بالكثير عن الإسلام قد درست شخصيا على يديه. يسمح الإسلام بالمباعدة بين الولادات طالما لم تُقترف أية أعمال محظورة لتحقيق ذلك وطالما كان الإجراء لا يضر بالأعضاء التناسلية أو يؤدى إلى العقم."
وصول الحملة إلى الآلاف
كما وفرت الحملة التي استمرت لمدة خمسة أيام رعاية ما قبل وما بعد الولادة، والفحوصات والعلاج للأمراض المنقولة جنسيا بما في ذلك نقص المناعة البشرية، والإحالات إلى الرعاية المتخصصة لعلاج حالات ناسور الولادة وغير ذلك من المضاعفات.
كما تصدت الحملة لقضايا كتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (الختان) والعنف القائم على النوع.
قالت أوغاسو جاما غوليد، خبيرة فى صحة المرأة: "لقد وضعنا الخيمة قرب المراكز التجارية والأسواق لجذب المزيد من الناس. وأحلنا الحالات الخطيرة إلى المستشفيات الرئيسية لمزيد من العلاج."
وأضافت قائلة إن الحملة وصلت لأكثر من 8,700 شخص.