21 كانون أول/ديسمبر 2021 - غات، ليبيا - تعرضت رحمة، أثناء ولادتها في النزل، إلى مجموعة من المضاعفات التي تمثلت في المخاض المعوق والنزيف الداخلي وانخفاض مستوى الهيموغلوبين.
تم نقل الفتاة البالغة من العمر 18 عامًا والتي هي مهاجرة من النيجر إلى وحدة صحية متنقلة في غات، حيث أنجبت طفلاً سليمًا أسمته أحمد بعد خضوعها لعملية قيصرية ونقل دم.
قالت رحمة: «كنت أخشى على حياة طفلي أكثر من حياتي ولكن لحسن الحظ تم إنقاذ كلانا. ولقد كان الطاقم الطبي والمرافق الطبية حبل نجاة للعديد من الأرواح، خاصة من مجتمعات المهاجرين واللاجئين».
تعزيز النظام الصحي في ظل التحديات التي يواجهها
لقد أدت النزاعات المسلحة وعدم الاستقرار الذي طال أمده وجائحة كوفيد-19 إلى زيادة الضغط على خدمات صحة الأم والصحة الإنجابية - التي تعاني بالفعل من نقص الإمدادات - مما أثّر بشكل غير متناسب على حياة النساء والفتيات. كما أنه يصعب الوصول إلى الخدمات في المناطق النائية مثل غات التي تقع في الجزء الغربي من البلاد وبالقرب من الحدود الجزائرية.
نشر صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه منذ عام 2018 وحدات صحية متنقلة في جميع أنحاء البلاد تتألف من قائد فريق طبي وطبيبين متخصصين في التوليد وأمراض النساء وطبيبي أطفال وأخصائي تخدير وطبيب عام وقابلتين يعملون جميعهم على أساس التناوب لمدة شهرين في مختلف المرافق الصحية على مستوى البلاد.
تقدم هذه الفرق الطبية الخدمات الصحية الأساسية للأمهات والمواليد والتي تشمل الرعاية الأساسية والشاملة في مجال التوليد وحديثي الولادةالمواليد وتنظيم الأسرة وإدارة الحالات الطبية للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، فضلاً عن الاستشارة العامة والإسعافات الأولية.
قال السيد فتحي أبو راس، نائب رئيس القوافل الطبية المتنقلة في وزارة الصحة: «لقد كان نظامنا الصحي في الماضي يعتمد إلى حد كبير على العاملين الصحيين الأجانب لضمان الوصول إلى الخدمات الصحية، بما فيها الصحة الجنسية والإنجابية». وأضاف «غير أن عدم الاستقرار السياسي والوضع الأمني الهش قد تسببا في ندرة كبيرة في القوى العاملة. ولقد قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان دعمًا هائلاً لتوسيع نطاق التغطية الصحية».
الوصول إلى المزيد من الأشخاص بالمزيد من الخدمات
ساعدت المساعدة الطبية التي تقدمها الوحدات الصحية المتنقلة والزيادة في فرص الوصول إلى القابلات ذوات المهارات في التقليص من معدلات وفيات حديثي الولادة في ليبيا خلال السنوات الأخيرة.
لقد استفادت، خلال السنوات الثلاث الماضية، أكثر من 000 25 امرأة وفتاة من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وتم الوصول إلى أكثر من 000 100 أسرة بالأنشطة الهادفة إلى تعزيز الصحة الجنسية والإنجابية وزيادة الوعي حولها. ويمول الصندوق الاستئماني لأفريقيا، التابع للاتحاد الأوروبي، الوحدات الصحية المتنقلة في طرابلس وسبها وبنغازي بينما تدعم حكومة اليابان الوحدات الأخرى في مدينتي غات وأم الأرانب.
لقد اضطلعت المرافق الصحية التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان في خضم جائحة كوفيد-19 بدور حاسم في الحفاظ على الخدمات الأساسية للصحة الجنسية و الإنجابية وصحة الأم والصحة العقلية التي لا تتوفر في نحو 90 في المائة من مرافق الرعاية الصحية الأولية في البلاد. كما قامت الوحدات الصحية المتنقلة بالتوعية بشأن فيروس كوفيد-19 وخدمات تنظيم الأسرة غير المتوفرة في المرافق الأخرى.
«تم الوصول في عام 2021 إلى أكثر من 10000 شخص من خلال خدماتنا الصحية. ورغم ذلك، يفتقر أكثر من 1.3 مليون شخص من مجموع السكان البالغ عددهم 6.9 مليون نسمة إلى الرعاية الصحية الأساسية. كما أن هناك نسبة كبيرة من المرافق الصحية التي لا تعمل أو تفتقر إلى الإمدادات أو الموارد البشرية. وقال السيد آسر توسون، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في ليبيا، «علينا أن نعزز جهودنا قبل أن يزداد الوضع تدهورًا». «وسنطلب من شركائنا ومن المؤسسات المانحة أن تتعاون معنا في سعينا لتحقيق مستقبل أكثر أمانًا لليبيا وشعبها.»