صنعاء، اليمن – تصاعد النزاع في اليمن بشكل كبير. وبعد مرور عامين، صار واحدا من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
يحتاج ما يقدر بـ 18.8 مليون شخص – ثلثا السكان – لنوع من أنواع المساعدة أو الحماية، وفقا للنظرة العامة على الاحتياجات الإنسانية الصادرة عن الأمم المتحدة. فقد قُتل نحو 7,600 يمني، وأصيب أكثر من 42,000، فيما نزح أكثر من 2 مليون شخص.
لقد كان اليمن يواجه مستويات هائلة من الاحتياجات الإنسانية، حتى قبل عام 2015. لكن اليوم يقف البلد على حافة المجاعة، حيث يعانى 60 في المائة من السكان من انعدام الأمن الغذائي.
قالت أمل*، 25 عاما، والتي نزحت من محافظة تعز: "كنا فقراء بالفعل قبل الحرب. لكننا الآن بلا منزل. ونحن جوعى، وعلينا أن نجد ما يسد رمق أطفالنا. أذهب للنوم وأنا أفكر كيف أدبر الأموال لأتمكن من إطعام أطفالي وأن أشتري لهم أحذية."
النساء تدفعن الثمن الأكبر
لدى اليمن بالفعل واحد من أعلى معدلات وفيات ما بعد الولادة في المنطقة العربية. إلا أن ندرة الغذاء تعرض حياة 352,000 امرأة حامل للخطر، ومن الممكن أن تضر بصحة 2.2 مليون من النساء في سن الإنجاب ممن هن في أمس الحاجة إلى المساعدة والحماية العاجلين، بحسب تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان من يناير/كانون الثاني 2017.
تواجه نحو 52,800 امرأة حامل خطر المضاعفات المهددة للحياة أثناء الولادة. وفي نفس الوقت، فقد أدى النزاع إلى انهيار كبير في الخدمات الصحية. وهناك ما يقدر بـ14.8 مليون شخص يفتقرون الحصول على الرعاية والخدمات الصحية الأساسية، بما في ذلك خدمات الصحة الإنجابية. كما أن هناك نقص مزمن في المستلزمات الطبية. ولا تعمل سوى 45 في المائة من المرافق الصحية، فيما توفر 35 في المائة منها فقط خدمات صحة الأم وحديثي الولادة.
قالت صفية*، وهي قابلة تعمل في محافظة لحج بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان: "في إحدى الليالي تم استدعائي لمساعدة أم ورضيع كانا يحتضران بعد ولادة طبيعية في البيت. كان هناك انفجار ضخم وحظر تجوال من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا. لم يكن بمقدور أحد أن يخرج، وقد أُغلقت الصيدليات، كما كان هناك انقطاع في الكهرباء، وكانت الأجواء مظلمة. لكنني قررت أن أخاطر ومشيت طول الطريق إلى بيتها."
لقد وصلت صفية في الوقت المناسب لتنقذ حياتهما.
أوجه ضعف متزايدة
لطالما عانت النساء والفتيات في اليمن وضعا متدنيا ومعدلات عالية من سوء المعاملة، إلا أن النزوح وتدهور آليات الحماية زادا من ضعفهن.
قالت حياة* 29 عاما، في مأوى للنساء يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان: "بعد وفاة والدي واندلاع النزاع، صارت أسرتي فقيرة جدا وأصبحت عبئا عليهم. أخذتني أسرتي إلى هذا الماوى لأنه لم يعد بمقدورهم الاعتناء بي."
اليوم، يواجه ما يقرب من 2.6 مليون امرأة وفتاة خطر العنف القائم على النوع. حيث ارتفع العنف ضد النساء والفتيات بنسبة تزيد عن 63 في المائة منذ احتدام النزاع حيث تم تسجيل أكثر من 10,000 حالة في عام 2016 وحده وفقا للتقارير.
كما تركت الأزمة الكثير من النساء والفتيات أمام مسؤولية رعاية أسرهن وحدهن.
قالت أميرة*، 28 عاما لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "أعيش الآن في مخيم للنازحين في محافظة إب. كان والدي يعمل في محافظة أخرى. ولم يكن لي من يعولني ومن ثم فلم يكن أمامي إلا أن أحمل طفلي الرضيع وأرحل. لم أتمكن من أخذ كل متعلقاتي."
كذلك تتحمل ريهام*، 17 عاما، عبء الاعتناء بأسرتها. قالت: "اعتاد والدي أن يضرب أمي وأخوتي الأربعة، ما دفع أمي لتركنا. كما كان والدي يتركنا بحثا عن العمل. وباعتباري أكبر أشقائي، فقد كان على أن أتحمل مسؤولية رعايتهم والاعتناء بالمنزل. كان عمري 13 عاما، لكني كنت أشعر بأني أم لـ5 أطفال. حاولت الهرب والانتحار مرات عديدة، لكني كنت أخاف أن أترك أشقائي وحدهم."
استجابة صندوق الأمم المتحدة للسكان
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على تلبية احتياجات الصحة الإنجابية والحماية للنساء والفتيات.
وقد تمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالتعاون مع السلطات المحلية، والشركاء غير الحكوميين، وهيئات الأمم المتحدة الأخرى، في الوصول إلى ما يقرب من مليون شخص، حيث وفر الرعاية الخاصة بالصحة الجنسية والإنجابية، والخدمات التي تتصدى للعنف القائم على النوع.
في العام الماضي وحده، وفر صندوق الأمم المتحدة للسكان 80,000 من حقائب الكرامة لمساعدة النساء على الحفاظ على نظافتهن الشخصية خاصة أثناء فترة الحيض، وقام بتوزيع حقائب الصحة الإنجابية التي استفاد منها أكثر من 130,000 امرأة وفتاة في سن الإنجاب، كما قام بتجهيز ما يقرب من 200 مرفق صحي لتوفير الرعاية الطارئة لحالات الولادة ولحديثي الولادة، ووفر خدمات تنظيم الأسرة لـ740,000 شخص، وقدم الدعم النفسي والاجتماعي و المساعدة القانونية و الملجأ الآمن أو غير ذلك من الخدمات لأكثر من 6,800 من الناجيات من العنف القائم على النوع.
قالت حياة من داخل أحد ملاجئ النساء: "تغيرت حياتي بعد أن جئت إلى هنا. ساعدتني جلسات الدعم النفسي على استعادة ثقتي بنفسي."
كما قالت رحاب التى استفادت من مركز المرأة الذى يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان: "سمعت عن مركز المرأة هذا عن طريق صديقة. ساعدوني في المركز على مواصلة تعليمي وأن أحصل على عمل. وأنا أقوم برعاية أشقائي بجانب هذا."
*تم تغيير الأسماء حماية للخصوصية والسلامة