"خلال 25 عامًا من عملي كقابلة، كانت إحدى الحالات الأكثر تحديًا بالنسبة لي، حالة حمل عالية الخطورة لامرأة حامل بجنينين" ، تقول يسرى، 47 عاما " ،قابلة قانونية في مدينة دير الزور- سوريا.
"خلال الليل، في أحد المراكز الصحية في ريف دير الزور، كانت هناك امرأة حامل معرضة لخطر فقدان توأمها، لكن تدخلنا السريع أنا والفريق أنقذ حياتهم".
"لم يكن لدينا الكثير في ذلك الوقت، لكننا تمكننا من إنقاذ حياة الطفلين وأمهما". تضيف يسرى
إن الخدمات الصحية نادرة في المنطقة الشرقية النائية من دير الزور والتي مزقتها الحرب، لكن الفرق الجوالة المدعومة من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان تبذل قصارى جهدها -على الرغم من تلك الظروف - للوصول إلى النساء والفتيات.
"لقد ساعدت أكثر من 200 حامل على الولادة بما فيهن شقيقتاي" تقول يسرى، والتي تقدم الآن إرشادات صحية بالغة الأهمية للفتيات في المنطقة، بما في ذلك مواضيع تنظيم الأسرة، مع فريق صحي جوال.
"تقدم القابلات من خلال الفرق الجوالة إرشادات صحية شاملة للفتيات، مع التركيز على زيادة الوعي باضطرابات الدورة الشهرية، وتبديد المفاهيم الخاطئة، وتثقيفهن حول وسائل تنظيم الأسرة الآمنة"، تقول السيدة مورييل مافيكو، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا.
المزيد من القابلات
"أنا ممتنة جدا للقابلة فاتن" ، تقول روان، 29 عاما" وهي أم جديدة في دير الزور.
"خرجت فاتن إلى قريتنا لمساعدتي في الولادة بأمان في الصباح الباكر عندما لم يكن هناك طريقة لنقلي إلى مدينة دير الزور". تضيف روان
"من خلال عملهن الشاق، تصنع القابلات مثل فاتن فرقًا كبيرا" للنساء وأسرهن. إنهن يتأكدن من أن كل ولادة آمنة، وأنها تجربة إيجابية" ، تقول روان.
لقد ساهمت شبكة القبالة الجديدة التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان في دير الزور بحوالي 340 ولادة آمنة حتى الآن في عام 2024، وسهلت أكثر من 1200 ولادة آمنة طوال عام 2023.
"أصبحت شبكة القابلات منارة أمل للنساء الحوامل في ريف دير الزور. إن التزامهن بتوفير ولادات نظيفة وآمنة أدى إلى تحسين صحة الأمهات والمواليد الجدد بشكل كبير في المنطقة"، تقول مورييل مافيكو، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا.
احتياجات طارئة
وبحلول عام 2030 يتوقع أن تواجه المنطقة العربية نقصا يبلغ حوالي 60.000 قابلة. ومن خلال سد هذه الفجوة والاستثمار في تدريب القابلات وتطوير مهاراتهن ودعمهن يمكن إنقاذ 300.000 حياة أخرى في جميع أنحاء المنطقة كل عام.
يجب على البلدان الاستثمار بشكل عاجل في خلق بيئة تمكن القابلات من القيام بعملهن الهام، من خلال ضمان التعليم الجيد، وتوفير الموارد، وتمكينهن من العمل كشركاء بشكل كامل عبر الأنظمة الصحية.
وتقول الدكتورة ناتاليا كانيم المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "عندما تقع الأزمات، تكون القابلات في كثير من الأحيان أول من يصل إلى مكان الحادث. إنهن يعرفن أن الأطفال يولدون بغض النظر عن ظروف المرأة الحامل - سواء كانت تستريح في المنزل أو تفر منه بسبب الصراع أو الكارثة".
"[هن] البطلات المجهولات في خدمات الصحة المجتمعية"