القاهرة، مصر- في اليوم العالمي للسكان، يسلط صندوق الأمم المتحدة للسكان الضوء على وضع الفتيات المراهقات حول العالم وأهمية أن تتهيأ لهن الفرص المناسبة للنمو بشكل صحي متوازن للقيام بدور ايجابي بناء في مجتمعاتهن.
وقد أعلن الدكتور لؤي شبانة مدير الصندوق في المنطقة العربية أن "عدد سكان المنطقة اليوم يقدر بنحو الأربع مائة مليون نسمة، أي ثمانية ملايين أكثر مما كان عليه في نهاية عام 2015، وهو بذلك يشكل ستة بالمائة من إجمالي سكان العالم، ويشكل الشباب فى عمر 10-24 حوالى 29 بالمائة من سكان المنطقة العربية نصفهم فتيات، من بينهن 45.6 بالمائة فقط في المدرسة، كما بلغ معدل المشاركتهن في النشاط الاقتصادس حوالى 17.9 بالمائة ومعدل البطالة بينهن حوالي46.5 بالمائة."
وقد بلغ النمو السكاني في المنطقة العربية معدل 2.2 في المائة مقارنة مع متوسط العالم البالغ 1.2 في المائة، كما بلغ معدل الخصوبة في المنطقة 3.5 في المائة وهو معدل مرتفع. كما يقدر اليوم عدد اللاجئين في المنطقة العربية بحوالي 11 مليون نسمة يشكلون حوالي 6.3 بالمائة من سكان المنطقة العربية وحوالي 58 بالمائة من مجمل اللاجئين في العالم. ويقدر عدد النازحين داخل بلادهم ب 15 مليون ويشكلون حوالى 46 بالمائة من النازحين في العالم. وخلال الحروب واللجوء يزداد العنف ضد النساء بما في ذلك الزواج المبكر وزواج الاطفال والإتجار بالبشر لا سيما الفتيات.
تعاني الدول العربية من تحديات سكانية مختلفة تترواح بين الحراك السكاني وإزدياد الخصوبة والنمو السكاني المتسارع في بعض البلدان وتراجع جودة رأس المال البشري لا سيما بين الشباب والفتيات. كما تشهد المنطقة العربية إزدياد معدلات الهجرة الطوعية والقسرية والنزوح والعمالة الوافدة لا سيما في منطقة الخليج العربي. لذلك فإن العامل السكاني في المنطقة العربية عامل حاسم يمكن أن يعيق اجندة التنمية المستدامة 2030 إذا لم يؤخذ بجدية خلال مراحل التصميم والتخطيط والتنفيذ والمراقبة والتقييم.
لا تزال فعالية برامج تنظيم الأسرة في المنطقة العربية أدنى مما هو المطلوب لتحقيق التحول السكاني نحو وجود فئة شبابية تعمل وتنتج وتكون أكبر عدديا من باقي الفئات التي تعتمد عليها (كالأطفال وكبار السن)، إذ لم تستثمر معظم الدول بعد وبشكل كاف في الشباب وفي تعليمهم وصحتهم وحصولهم على المعلومات والمهارات والفرص، حيث تشير الدراسات إلى أن معظم الدول العربية لا تزال في مراحل ما قبل التحول السكاني مثل العراق وموريتانيا وجزر القمر والسودان أو في المراحل الأولى للتحول السكاني حيث بدأت نسبة الشباب تزداد في المجتمع كما هو الحال في مصر والاردن وفلسطين والجزائر وسوريا وليبيا واليمن وجيبوتي والبحرين والأردن والمملكة العربية السعودية، في حين دخلت بعض الدول المراحل المـتأخرة للتحول السكاني مثل قطر والكويت والامارات العربية المتحدة وتونس والمغرب ولبنان وسلطنة عمان والتي تزيد فيها نسبة الشباب على نسبة الاطفال وكبار السن نتيجة تراجع معدلات الخصوبة مما يهيء الى ازدياد الإدخار وانتقال المجتمع الى مستويات رفاهية أفضل بشرط تنفيذ سياسات اجتماعية مناسبة.
لذلك فإن الدول العربية مطالبة بوضع وتنفيذ سياسات سكانية رصينة تتناسب واحتاياجاتها ، وبإدماج الأولويات السكانية في خططها وسياساتها الإجتماعية والإقتصادية . ويتوجب على الحكومات أن تضمن تمتع سكانها بمختلف فئاتهم لا سيما الفتيات بحقوقهم الأساسية كالحق في الحياة والوصول للمعلومات والمهارات والخدمات الصحية وخدمات الصحة الإنجابية والجنسية والعمل باتجاه القضاء على الممارسات الضارة بما في ذلك الزواج المبكر وختان الإناث.
ويقول الدتور شبانة: "من الملاحظ أن الفتيات قوة مغيبة في النشاط الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة العربية ولو تمت الاستفادة منهن بشكل فاعل يمكن أن يشكلن طوق نجاة للمنطقة بأسرها نحو مستقبل أفضل اقتصاديا واجتماعيا. فالفتيات قوة اجتماعية واقتصادية نحو التنمية المستدامة يتعين على الدول أن تحسن الإستثمار فيها. لكن اذا استمرت ظواهر الزواج المبكر والختان والعنف المبني على النوع الاجتماعي والتسرب من المدارس والاقصاء خارج قوة العمل فسوف يستمر ازدياد الفقر واللا مساوراة والبطالة وضعف القدرات البشرية وانسداد الآفاق مما سيدفع بالكثيرين للهجرة في مراكب الموت."
تعرف على كيف نستثمر فى الفتيات فى سن المراهقة فى مصر ولبنان والأردن.