بيان المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتور باباتوندي أوشوتيمهن، في اليوم الدولي للقضاء على الفقر، 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
للقضاء على الفقر – شأنه شأن أي هدف آخر لتحسين الوضع الإنساني – نحن بحاجة إلى فهم التركيبة السكانية فى العالم فهماً كاملاً.
تجد الدول الفقيرة ذات الكتل السكانية الشبابية المزدهرة صعوبة في الوفاء بالكثير من أهدافنا للتنمية الدولية، حيث أنها تواجه دخول المزيد من الأشخاص فى مرحلتى التعليم الأساسية والثانوية، والمزيد ممن يبحثون عن الرعاية الصحية، والمزيد غيرهم ممن يدخلون إلى سوق العمل متطلعين إلى وظائف منتجة في السنوات القادمة.
ومع ذلك، من الممكن للاتجاهات الديمغرافية أن تخلق فرصاً هائلةً لتنميةٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ متسارعة، إذا ما أقدمت البلدان على الاستثمارات السليمة من أجل سكانهم من الشباب، خاصة الفتيات المراهقات، حتى يتمكنوا من التمتع بحقوقهم الإنسانية وتحقيق إمكاناتهم.
إن الحصول على رعاية عالية الجودة فيما يتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك تنظيم الأسرة الطوعي، من شأنه خفض نسبة الوفيات بين الأمهات بواقع الثلث، وبين الأطفال بما يقرب إلى الخمس. قد تختار الكثير من الأسر إنجاب عدد أقل من الأطفال وهو ما يقلل من مستويات الخصوبة. وعندما تتغير التركيبات العمرية للبلدان لصالحها، بمعنى أن يكون لديها عدد من الناس في سن العمل يفوق عدد الأشخاص المعالين، فمن الممكن أن تشهد هذه البلدان طفرة في التنمية وهو ما يعرف بالعائد الديمغرافي، وذلك شريطة أن تقوم البلدان بتمكين وتثقيف وتوظيف شبابها.
فمع وجود عدد أقل من المعالين، يمكن للآباء الاستثمار بشكلٍ أكبرٍ فى كل طفل، وأن يكون لديهم أطفال أكثر تمتعاً بالصحة، والعمل لوقتٍ أطولٍ من أجل الحصول على دخل. ومن خلال هذا سيتمكنون من تسريع النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية ومن تهيئة الظروف لرفع مستويات المعيشة والحد من الفقر.
تدعو خطة التنمية المستدامة لعام 2030 إلى القضاء التام على الفقر المدقع وذلك إستكمالاً للنجاح الذى حققته الأهداف الإنمائية للألفية في تحقيق ذلك. يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على مساعدة البلدان على الإهتمام بالعائد الديمغرافي من خلال تمكين الشباب الذين يتم إغفالهم في كثير من الأحيان، خاصة الفتيات، وحماية حقوقهم. لذا فإن موضوع اليوم الدولي للقضاء على الفقر لهذا العام "من الإذلال والإقصاء إلى المشاركة: إنهاء الفقر بكافة أشكاله" هو في صميم عملنا.
يعد الاستثمار فى تلبية احتياجات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات، حجر الزاوية لتحقيق العائد الديمغرافي. تعلن المزيد والمزيد من البلدان عن طموحهم للتحرك في هذا الاتجاه، الأمر الذى سيؤدي إلى تنمية اجتماعية واقتصادية متسارعة ومستويات معيشة أعلى. ويلتزم صندوق الأمم المتحدة للسكان التزاماً كاملاً بدعم هذه الجهود.
إن العمل من أجل عالم يكون فيه كل حمل مرغوباً فيه، وكل ولادة آمنة، ويحقق فيه كل شاب وشابة ما لديهم من إمكانات، لن يؤدي فقط إلى السماح للنساء والفتيات بممارسة حقوقهن الأساسية، وإنما سيساعد كذلك البلدان على التعجيل من انتقالهم الديمغرافي وعلى تهيئة الظروف لجني ثمار العائد الديمغرافي والقضاء على الفقر لكل إمرأة ورجل وطفل.
***