بيان من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتور باباتوندي أوشيتيمن، بمناسبة اليوم العالمي للسكان 2016.
تعد سنوات المراهقة بالنسبة إلى بعض المراهقات سنوات للاستكشاف والتعلم وزيادة الشعور بالاستقلال الذاتي. بيد إنه بالنسبة لأخريات كثيرات منهن، تمثل هذه السنوات وقتاً لزيادة أوجه الضعف والاستبعاد من التمتع بالحقوق والفرص، أو لمجرد التمييز الخالص.
وحينما تتوفر لأي مراهقة القدرة، والوسائل، والمعلومات التي تمكنها من اتخاذ القرارات الخاصة بحياتها، فإنها على الأرجح تكون قادرة على التغلب على العقبات التي تحول دول تأمينها لمستقبل تنعم فيه بالصحة والقدرة على الإنتاج. ومن شأن هذا الوضع أن يعود بالنفع عليها، وعلى أسرتها، وعلى مجتمعها.
أما حينما لا يكون لها رأي فيما يتعلق بأمور تعليمها أو صحتها أو عملها أو حتى وضعها الاجتماعي، فإنه قد لا يتسنى لها على الإطلاق أن تحقق كامل إمكاناتها أو أن تصبح قوة تحوّل إيجابية في بيتها أو مجتمعها أو وطنها.
وفي بعض أنحاء العالم، فإن الفتاة التي تصل إلى سن البلوغ تعتبرها أسرتها ومجتمعها مهيأة للزواج والحمل والولادة. وقد يتم إرغامها على الزواج وحملها على التخلي عن الدراسة. وقد تعاني من حالات ضعف موهنه من قبيل ناسور الولادة نتيجة للحمل والوضع قبل أن يصبح جسدها قادراً على تحمل هذه الأعباء. وقد تحرم من التمتع بحقوق الإنسان الخاصة بها.
إن على حكومات العالم في كل مكان أن تستثمر من أجل المراهقات بالسبل التي تكفل تمكينهن من اتخاذ القرارات الهامة التي تتعلق بحياتهن، والتي تمكنهن من أن تصبحن ذات يوم قادرات على كسب عيشهن والمشاركة في شؤون مجتمعاتهن، وأن تصبحن على قدم المساواة مع نظرائهن من الذكور.
وهذه الاستثمارات مطلوبة من أجل حماية صحتهن، بما في ذلك صحتهن الجنسية والإنجابية، ولتمكينهن من الحصول على التعليم الجيد، وتوسيع نطاق الفرص الاقتصادية أمامهن، بما في ذلك فرص الحصول على العمل اللائق.
إن المراهقة التي تحظى باحترام حقوقها، والتي تكون قادرة على تحقيق كامل إمكاناتها، هي الفتاة الأكثر احتمالاً أن تكون قادرة على المساهمة في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي لمجتمعها ووطنها.