نرحب بكم بمناسبة إصدار تقرير حالة سكان العالم 2016، الذي ينشره صندوق الأمم المتحدة للسكان.
عنوان تقرير هذا العام هو "10 سنوات: كيف يعتمد مستقبلنا المشترك على فتاة في مثل هذه الفترة الحاسمة من العمر."
في بعض أنحاء العالم، يكون سن العاشرة هو مرحلة الاستكشاف والأفاق المتسعة والانفتاح على إمكانات جديدة.
إلا انه فى أنحاء أخرى من العالم، قد تكون هذه هى المرحلة العمرية التي تبدأ تظهر فيها المعوقات التى تعترض طريق الإنتقال إلى مرحلة البلوغ مما يحد من الخيارات والإمكانات والفرص. وهذا ينطبق بشكلً خاص على الفتيات.
ففي بعض البلدان والمجتمعات، عند بلوغ الفتاة سن العاشرة واقترابها من سن البلوغ، يُنظر إليها فجأةً ليس بصفتها فتاة قادرة على تحقيق كل ما ترنو إليه، إنما كسلعة للبيع والشراء والمقايضة والإتجار، لأغراض الزواج والإنجاب والعمل المجاني والاستغلال الجنسي.
وعلى الرغم من المخاطر العديدة التى تحيط بكل من الفتيات والفتية، فإن التمييز القائم على النوع يزيد من حدة تلك المخاطر بشكلٍ أكبرٍ على الفتيات فى كافة الجوانب تقريباً.
حقائق يجب وضعها فى الإعتبار.
تتعرض 47,700 فتاة – العديدات منهن في سن العاشرة – يومياً، لخطر الزواج المبكر والقسري.
ومع زواج الأطفال غالباً ما يحدث حمل، ومع حمل الأطفال تأتي المخاطر الصحية والحد من القدرة على تحصيل التعليم، ما يحد من فرص عمل الفتيات وقدرتهن على تحقيق الاكتفاء الذاتي.
فبالنسبة لملايين الفتيات، الوصول لسن البلوغ يصاحبه بداية حياة من الفقر وقلة الحيلة والفرص الضائعة.
كما تنغلق أبواب المستقبل في وجوههن، ولا تصبح حياتهن ملكاً لهنّ.
هذا ظُلم لا يمكن نسيانه أو غفرانه، وهو انتهاك لحقوق الفتيات الأساسية.
عندما تتمتع الفتاة بحقوقها، تصبح قادرة على البقاء في المدرسة، وعلى الاحتفاظ بصحتها، مع الحماية من الزواج المبكر والحمل المبكر، مما يعني تحسّن فرصها في تحقيق كامل إمكاناتها عند بلوغها سن الرشد.
كما تتحسن فرصها فى العثور على وظيفة وكسب دخل جيد واغتنام الفرص التي تأتيها تباعاً.
يُظهر تقرير حالة سكان العالم أن الفتيات اللاتي يصلن مرحلة البلوغ وهن متعلمات ويتمتعن بكامل الصحة والحقوق، يُتاح لهن مضاعفة الدخل المكتسب من العمل على مدار حياتهن ثلاثة أضعاف. والدخل الأعلى والإنتاجية الأكبر من شأنهما المساعدة في مسيرة تقدم الدول.
على مدار السنوات الـ 15 القادمة لا أكثر، يمكن للدول النامية مجتمعة كسب ما لا يقل عن 21 مليار دولار – إذا ما أحسنت الاستثمار في سلامة وصحة واستقلالية الفتيات اللاتى يبلغن الآن 10 سنوات.
قد يبدو هذا الرقم صغيراً لأنه يغطي دولاً كثيرة. إلا أن المكسب الذى يعود على الفتاة يكون مكسباً كبيراً للغاية.
يُظهر تقرير حالة سكان العالم 2016 أن مستقبلنا المشترك يعتمد على كيفية دعمنا لـ 60 مليون فتاة تبلغ من العمر الآن 10 سنوات، مع بدئهن رحلة الإنتقال من سن المراهقة إلى سن الرشد.
فالفتاة التى تبلغ من العمر 10 سنوات اليوم، ستكون في الـ 24 من عمرها وقت وضع الحساب الختامي لأجندة التنمية الجديدة للأمم المتحدة في عام 2030.
تهدف أجندة التنمية إلى تحقيق تنمية شاملة وعادلة ومستدامة لا تغفل أحداً.
فالاختبار الحقيقي لنجاح أجندة التنمية هو إذا ما كانت كل فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات اليوم ستصبح امرأة تتمتع بصحة جيدة ومتعلمة ومُنتجة فى عام 2030؟
يمكن للفتاة ذات الـ 10 أعوام أن تزدهر وأن تساعد فى تحقيق المستقبل الذى نحلم به جميعاً إذا حصلت على الدعم من الأسرة والمجتمع والدولة وتمتعت بكافة حقوقها الكاملة.