"في البداية كنت خجولة للغاية، ولم أكن قادرة على التحدث مع الرجال أو الفتيان، لكني تغلبت تدريجيًا على هذا الخوف." هكذا بدأت رابعة عبد الحميد، المتطوعة ضمن فريق مسرح نواة في محافظة المنيا بمصر حديثها معنا.

يعد مسرح نواة جزءًا من نادي السكان الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهو واحد من عدة نوادِ تعمل في مراكز الشباب في جميع أنحاء مصر لرفع مستوى الوعي بالصحة والحقوق الإنجابية.

وتتابع رابعة حديثها قائلًة: "عندما انضممت لأول مرة إلى مسرح نواة، كنت أتساءل: ما الجدوى من التمثيل؟ نحن من الريف، والفتيات قد يجدن صعوبات حتى عند مغادرة المنزل، فكيف بالتمثيل؟"

تلقت رابعة تدريبًا في مجال الصحة الإنجابية، والتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي، إلى جانب دروس في المهارات الحياتية. وتوضح لنا كيف أثر هذا التدريب على حياتها، قائلة: " تعلمت أمورًا كانت جديدة تمامًا بالنسبة لي، مثل أضرار ختان الإناث وضرورة العمل على إنهائه وفوائد تنظيم الأسرة، وعملت بجد حتى أصبحت مدربة في مجال الصحة الإنجابية، واكتسبت مهارات قيادية جديدة."

واليوم، يعمل فريق رابعة على كتابة وتقديم عروض مسرحية تفاعلية في مصر تهدف إلى تشجيع  المشاركين والجمهور على مناقشة هذه القضايا بطريقة ممتعة وجاذبة، ومقبولة أيضًا من المجتمع دون إثارة أي اعتراضات.

"إن جلسات التوعية تؤثر بشكل كبير على الناس، وخاصة العروض المسرحية، فهي تتيح للجمهور التفاعل والاندماج، وأنا أؤمن بأن هذه الوسيلة تُعد من أفضل الطرق لنشر وإيصال المعلومات بشكل إيجابي."

وتضيف رابعة: "لقد تحولت من فتاة خجولة تفتقر إلى المعرفة بالعديد من هذه المواضيع،  إلى شخص يمكنه الآن التحدث بثقة عن هذه القضايا أمام مئات الأشخاص."

فرص هائلة

يشهد عام 2024 مرور ثلاثة عقود على اعتماد الحكومات حول العالم برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عُقد في القاهرة. وقد دعت هذه الاتفاقية الطموحة ذات الرؤية الثاقبة إلى تمكين الشباب من الوصول إلى المعلومات والتعليم اللازمين لاتخاذ قرارات مسؤولة بشأن صحتهم الجنسية والإنجابية.

ورغم أن المنطقة العربية قد أحرزت تقدماً ملحوظاً نحو تحقيق رؤية المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، إلا أن هذا التقدم كان متفاوتاً وتعرض لعوائق كثيرة بسبب عدم الاستقرار والنزاعات وتغير المناخ.

في مصر وسائر البلدان العربية، يشكل الشباب نسبة كبيرة من السكان، حيث أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص يبلغ من العمر 14 عاماً أو أقل، وأكثر من ربع السكان تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عاماً.

إن القرارات التي سيتخذها ملايين الشباب العربي في السنوات المقبلة سيكون لها تأثير كبير على تقدم المنطقة نحو تحقيق السلام والاستقرار والازدهار على المدى الطويل. ويلتزم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتزويدهم بالمهارات والمعرفة والدعم اللازمين لتمكينهم من اتخاذ خيارات مستنيرة بشأن أجسادهم وحياتهم ومستقبلهم.