مخيم الحول، سوريا- "لم أكن أتوقع أبدًا أن أجد نفسي في هذا الموقف ولا أن أعاني بهذا القدر،" هكذا قالت خديجة ذات الثمانية عشر ربيعًا لأحد العاملين الطبيين بمخيم الحول في شمال سوريا والذي لجأ له 75 ألفًا من النازحين نتيجة للتوترات المتزايدة في بلداتهم. تمثل النساء والأطفال أكثر من 90 بالمائة من سكان المخيم.
وعلى خلفية تصاعد حدة النزاع في الهجين، بلدة خديجة، فرّت خديجة وزوجها محمود، فسارا لأيام وليال دون أن يمتلكا سوى القليل من الطعام والمياه. وكانت خديجة في مراحل الحمل الأخيرة في هذا الوقت.
قالت خديجة: "ليس لدي منزل بعد أن فقدت كل شئ. والآن عليّ أن ألد طفلتي في المخيم."
"خفت من الأسوأ"
وحكت خديجة عن هروبها قائلة: "لقد فررنا من منازلنا وتركنا وراءنا كل ذكرياتنا وكل ما نملك، لم نستطع إلا حمل الملابس التي تغطينا."
أصاب خديجة الضعف الجسدي الشديد أثناء رحلتها للأمان. في النهاية، وصلت خديجة وزوجها لمخيم الحول، واستطاعت الحصول على الرعاية في مرفق صحي جديد يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان، في مستشفى مصغر سريع الإنشاء يحوي 20 سريرًا طبيًا كان قد تم افتتاحه في شهر يونيو/حزيران لسد احتياجات الصحة الإنجابية في المخيم.
في الثالث عشر من يونيو/حزيران، أنجبت خديجة طفلة وافرة الصحة وأطلقت عليها اسم "فادية". وبالرغم من قلق العاملين الطبيين على الوضع الصحي لخديجة، إلا إن الولادة تمت بسلاسة.
تقول خديجة: "لقد أنقذوا حياتي وحياة ابنتي الجميلة." فقد كانت خديجة خائفة ألّا تنجو ابنتها من الولادة. وأضافت خديجة: "خفت من وقوع الأسوأ، من أن أفقد وليدتي وأموت أثناء الولادة. ولكن الآن، أنا وفادية سعداء وممتنين لأننا أحياء، فأنا وهي في أمان وبصحة جيدة."
وكانت فادية هي الطفلة الأولى التي تتم ولادتها في المرفق الصحي الجديد.
سبب للاحتفال
ويعمل الطاقم الطبي تحت ظروف صعبة حيث أن هناك الكثير من الطلب على خدماتهم. فبين الخامس والسادس والعشرين من شهر يونيو/حزيران، تردد ما يقرب من 13 ألف مريض على المرفق الصحي. وجاءت ولادة فادية كسبب ليحتفل الطاقم الطبي.
وتقول الأم آغنس-مريم: "نحن سعداء لولادة الطفل الأول في المرفق الجديد بمخيم الحول، هي طفلة صغيرة جميلة ووالديها سعداء وممتنين"، وتنتمي الأم آغنس-مريم لدير مار يعقوب المقطع، وهو شريك لصندوق الأمم المتحدة للسكان في إنشاء وإدارة المشفى المصغر سريع الإنشاء.
الاحتياجات مرتفعة
في مخيم الحول، أصبحت الرعاية متوفرة للنساء بعد إنشاء المشفى المصغر سريع الإنشاء، وبدونها كن سيصبحن خارج نطاق تغطية الصحة الإنجابية. ويأتي إنشاء المستشفى كجزء من مجهودات على مستوى سوريا لتوسيع نطاق توفير الصحة الإنجابية للنساء المتأثرات بالنزاع الطاحن في سوريا.
فيقول ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا، كارن دادوريان: "نحاول تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة والمتزايدة. تعمل فرق صندوق الأمم المتحدة للسكان لزيادة خدمات الصحة الجنسية والإنجابية بدعم من المانحين مثل المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية، والحكومة الأسترالية، وإدارة التنمية الدولية التابعة للمملكة المتحدة، بالإضافة لدعم صندوق المساعدة الإنسانية لسوريا وهو صندوق مجمع لدعم المانحين.
عن طريق هذا الدعم، يدير صندوق الأمم المتحدة عدد من العيادات وفرق الطوارئ الطبية والمساحات الآمنة للنساء والفتيات وغيرها من الخدمات. وبالرغم من كل ذلك، يعلق السيد دادوريان: "لازالت الاحتياجات عالية."
يمكنك الاطلاع على المزيد حول الوضع في سوريا وتطورات إستجابة صندوق الأمم المتحدة للسكان للوضع الإنساني القائم من خلال أحدث تقرير موقف أصدره الصندوق.