إن الشباب الذين ولدوا في عالم رقمي يغتنمون الفرص التي توفرها التكنولوجيا، بما في ذلك الوصول إلى التعليم والوظائف والمعلومات الجيدة حول الصحة الجنسية والإنجابية. وفي الوقت نفسه، يمكن للتكنولوجيا أن تغذي الانقسامات الرقمية الضارة، وتديم العنصرية وكراهية النساء وتعريض الشباب - وخاصة الفتيات المراهقات - لمخاطر متزايدة من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وبينما نحتفل باليوم العالمي للشباب هذا العام، فإن هذا المستقبل في متناول أيدي الشباب. فهم لديهم القدرة على جعل عالمنا الرقمي والمادي أكثر مساواة وعدالة وسلامًا وأمانًا.
الشباب شريحة سكانية نشطة في عالمنا، وهم، أي الشباب، يلعبون دوراً حيوياً على المنصات الرقمية وصناعة المحتوى على هذه المنصات ، ويستخدم الشباب التكنولوجيا لكشف الظلم وتفنيد المعلومات المضللة والوقوف في وجه القمع. كما أنهم يقودون الجهود في مجال الحقوق الرقمية والاستقلالية الجسدية: فنهم يطالبون بحقوقهم في التحكم في أجسادهم ويدينون الافتقار إلى التنظيم مما يسمح بزيادة العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تيسره التكنولوجيا.
التكنولوجيا هي أداة تمتلك قدرة كبيرة للحد من عدم المساواة. ويمكن للإنترنت أن يعزز المساواة بين الجنسين والسلام من خلال الابتكار وتبادل الأفكار، كما أنه يزيد الوعي بالقضايا التي لها تداعيات على الأجيال القادمة، مثل تغير المناخ. كما يحفز الشباب على العمل ويمكن الحركات الشعبية من أن تصبح عالمية.
ولكن لضمان حق الشباب في الوجود بأمان على الإنترنت، يجب على المجتمعات أن تزودهم بالمهارات والخدمات والمعلومات اللازمة للاستفادة من أفضل ما تقدمه التكنولوجيا، مع التخفيف من خطر الضرر.
هناك الكثير الذي يتعين القيام به. حوالي ثلثي الشباب والأطفال دون سن 25 عامًا ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت في المنزل. كما أن الفتيات المراهقات، خاصة أولئك من أفقر الأسر، هن من بين الأقل قدرة على التواصل عبر الإنترنت. تعني هذه الفجوات أن الملايين من الشباب من غير المرجح أن يحصلوا على التعليم ومحو الأمية الرقمية التي يحتاجون إليها للنجاح وتحقيق إمكاناتهم. علاوة على ذلك، فإن المساحات الرقمية مليئة بخطاب الكراهية والإساءة المناهضة للمرأة، والتي يمكن أن يكون لها عواقب مدمرة على الرفاهة البدنية والعقلية للشباب.
يدافع صندوق الأمم المتحدة للسكان عن حقوق الشباب في جميع أنحاء العالم ويعمل على تمكينهم من تحقيق إمكاناتهم. وفي ضوء ذلك، فإن موضوع اليوم العالمي للشباب لهذا العام هو: "قيادة الشباب من أجل مساحات رقمية آمنة وشاملة". وقالت الدكتورة ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، في حوار الشباب العالمي الأخير: "يقف صندوق الأمم المتحدة للسكان دائمًا مع الشباب. نحن نضع الشباب في المقام الأول.