أنت هنا

إن إشراك النساء والفتيات في إنشاء وسائل التكنولوجيا وتصميمها يفتح آفاقًا جديدة للابتكار الذي يعزز المساواة بين الجنسين ويفيد المجتمع ككل.

وعلى النقيض من ذلك، فإن استبعاد النساء في مجال التكنولوجيا يأتي بتكاليف باهظة.

يُساء استخدام التكنولوجيا وتستعمل كسلاح بصورة متزايدة ضد النساء والفتيات المستهدفات على أساس نوعهن الاجتماعي. ويعرف ذلك باسم العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تيسره التكنولوجيا. ويتخذ هذا النوع من العنف أشكالًا عديدة، بما في ذلك الابتزاز الجنسي (التهديد بنشر معلومات أو صور جنسية)، والإساءة القائمة على الصور (مشاركة الصور الحميمة دون موافقة أصحابها)، وما يعرف بالـ doxxing "دوكسينج" (أي نشر المعلومات الشخصية الخاصة عبر الانترنت)، والتنمر السيبراني، والتحرش. وينطوي هذا كله على عواقب صحية وأمنية وسياسية واقتصادية كبيرة على النساء والفتيات وأسرهن وعلى المجتمع ككل.

يعد إشراك النساء والفتيات في إنشاء وسائل التكنولوجيا وتطويرها أمرًا أساسيًا لضمان سلامة الأدوات والمنتجات الرقمية وسهولة استخدامها وشموليتها.

في ضوء ما تقدم، نحتفل في اليوم الدولي للمرأة هذا العام بالنساء والفتيات اللواتي يناصرن تقدم التكنولوجيا التحويلية. ويأتي موضوع اليوم الدولي للمرأة لهذا العام تحت عنوان: "DigitALL: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين". ونستكشف في إطار هذه المناسبة أثر الفجوة الرقمية القائمة بين الجنسين من حيث تعميق أوجه عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية، مع تسليط الضوء على أهمية حماية حقوق النساء والفتيات في المساحات الرقمية، وتناول مشكلة العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تيسره التكنولوجيا والتي تزداد خطورته على نحو مستمر.

لا تعد التكنولوجيا في حد ذاتها عدوةً لنا، بل إنها على العكس من ذلك، تمتلك قوة هائلة يمكن استغلالها لتحقيق الخير – فهي تساعد على توسيع الشبكات وتطوير التعليم وإتاحة الفرص وتوسيع المدارك. وكذلك تمنح التكنولوجيا صوتًا لأولئك الذين هُمشت أصواتهم لفترات طويلة من الزمن. ويجب علينا أن نمنع إساءة استخدامها ضد النساء والفتيات كأداة للإخضاع والعنف.

يكافح صندوق الأمم المتحدة للسكان العنف الرقمي من خلال تزويد الناجيات بخدمات الاستجابة متى وأينما احتجن إليها. ويساهم كذلك في التوعية بهذه القضية لتمكين الناجيات، بما يشمل منصة الفضاء الرقمي واقع (The Virtual Is Real) التفاعلية التي أقامها وحملة bodyright. والأهم من ذلك، وقبل كل شيء، يبذل صندوق الأمم المتحدة للسكان جهودًا ترمي إلى منع حدوث العنف الرقمي من خلال إحداث تحول في المعايير الاجتماعية والجنسانية الضارة - ومن خلال دعم تطوير التكنولوجيا المراعية لإدماج النساء والفتيات والمتضمنة في تصميمها لوسائل الحفاظ على السلامة والخصوصية. 

وتقول المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانيم: "إن التكنولوجيا ضرورية للنهوض بالمساواة بين الجنسين"، وأضافت: "عندما تُمنح النساء والفتيات فرصة الوصول إلى التكنولوجيا واستخدامها بأمان، فإنهن يتمكنّ من إيصال أصواتهن واتخاذ قراراتهن بأنفسهن والحصول على استقلاليتهن، وهكذا تصير التكنولوجيا أداة تمكنهن من تغيير مستقبلهن – ومستقبلنا جميعًا."