أثناء النزاعات والكوارث الطبيعية وغيرها من حالات الطوارئ، يتم إغفال احتياجات الصحة الإنجابية والجنسية بسهولة – ومع هذا، تزداد هذه الاحتياجات بشكلٍ كبيرٍ في كثير من الأحيان.
في أوقات الأزمات، من المرجح أن تكون واحدة من بين كل 5 نساء اللاتى في سن الإنجاب حاملا. ودون الحصول على خدمات الصحة الإنجابية، تواجه أولئك النساء خطر التعرض للمضاعفات التى تهدد الحياة بشكلٍ متزايدٍ. كما لا تستطيع الكثير من النساء الحصول على خدمات تنظيم الأسرة، مما يعرضهن إلى الحمل غير المرغوب فيه في ظروف خطيرة. كذلك يصبح النساء والشباب أكثر عرضة للعنف الجنسي والاستغلال والإصابة بعدوى نقص المناعة البشرية. وغالبا ما يتم تجاهل احتياجات النظافة الشخصية الخاصة بالنساء والفتيات.
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان بشكل وثيق مع الحكومات، ومنظمات الأمم المتحدة، والمنظمات المجتمعية وغيرهم من الشركاء لضمان إدماج خدمات الصحة الإنجابية في الاستجابات لحالات الطوارئ. يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوفير مستلزمات النظافة الشخصية والولادة وتنظيم الأسرة والأفراد المدربين وبتقديم غير ذلك من الدعم للفئات المستضعفة من السكان، كما يعمل من أجل ضمان الوفاء باحتياجات النساء والشباب أثناء حالات الطوارئ ومرحلة إعادة الإعمار.
أوجه الضعف المتزازيد
حتى في الظروف العادية، تكون قضايا الصحة الإنجابية من الأسباب المؤدية إلى الوفاة والمرض بين النساء اللاتى في سن الإنجاب. لذا فعندما تقع أزمة، تصبح خدمات القبالة الماهرة ورعاية الولادة الطارئة غير متاحتين في كثير من الأحيان، مما يؤدى إلى تفاقم الوضع الضعيف للنساء الحوامل.
كما تواجه النساء تهديدات أخرى حيث أن غياب الخدمات الصحية وغيرها من العوامل من شأنه زيادة مخاطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وغيره من الأمراض التى تنتقل عن طريق الجنس. كما يؤدي انهيار نظم الحماية إلى زيادة في العنف القائم على النوع في كثير من الأحيان. وفضلا عن هذا، فإن أعباء رعاية النساء بأطفالهن وبغيرهم يجعل من الصعب عليهن العناية بأنفسهن. فقد تهمل النساء احتياجاتهن الخاصة بينما توفرن الرعاية لأسرهن وجيرانهن.
صندوق الأمم المتحدة للسكان في حالات الطوارئ
رعاية ما قبل الولادة والولادة الآمنة ورعاية ما بعد الولادة: تتضمن إستجابة صندوق الأمم المتحدة للسكان في حالات الطوارئ توفير مستلزمات رعاية ما قبل الولادة ومستلزمات الولادة النظيفة للمساعدة فى الوقاية من حالات العدوى بين النساء اللاتي لا يتمكن من الوصول إلى منشأة طبية أثناء الولادة وتقديم الأجهزة والأدوية لحالات الولادة بالعيادات وأيضاً مستلزمات رعاية الولادة الطارئة والدعم للتعامل مع مضاعفات ما بعد الولادة التي يمكن أن تحدث للأمهات وحديثى الولادة على حد سواء. كما يوفر صندوق الأمم المتحدة للسكان التدريب أثناء العمل للعاملين فى مجال الصحة وللقابلات.
تتلائم الاستجابات وفقاً لظروف كل أزمة. حيث يتم إقامة غرف الولادة المؤقتة داخل المباني المدمرة ونشر العيادات الصحية المتنقلة وفي بعض الأحيان يتم تزويد القابلات بدراجات بخارية. كما يتم تنظيم المزيد من الخدمات الشاملة عندما تزداد الأزمة سوءاً.
تنظيم الأسرة: يريد الكثير من الأزواج تفادي الحمل والولادة في أوضاع الأزمات، لكنهم يفتقرون للوسائل اللازمة للقيام بذلك. إن غياب تنظيم الأسرة الطوعي في حالات الطوارئ يعني التعرض للمزيد من المخاطر بسبب حدوث حالات الحمل غير المرغوب ومخاطر صحية أكبر بالنسبة إلى النساء الحوامل، وإمكانية حدوث تبعات صحية لأولئك اللاتي يلجأن لعمليات إجهاض غير آمنة. إن استعادة الحصول على وسائل منع الحمل الآمنة والفعالة يحمي أرواح ورفاهية النساء ويمكن الأزواج المتضررون من الأزمات من إدارة موارد الأسرة المحدودة بصورة أكثر فعالية.
يرسل صندوق الأمم المتحدة للسكان الواقيات الذكرية والأنثوية وغيرها من وسائل تنظيم الأسرة إلى المناطق المتضررة خلال الساعات الأولى من حالات الطوارئ. وعندما يستقر الوضع، يجري صندوق الأمم المتحدة للسكان تقييمات سريعة لتحديد الاحتياجات والتفضيلات المحلية ويدعم الجهود الرامية لتوفير طيف واسع من وسائل منع الحمل الحديثة.
النظافة الشخصية: في كثير من الأحيان يتم إهمال احتياجات النساء والفتيات الخاصة بالنظافة الشخصية في حالات الطوارئ. ولمساعدة النساء والفتيات على الحفاظ على صحتهن وكرامتهن، يوزع صندوق الأمم المتحدة للسكان "مجموعات الكرامة" في المجتمعات المتضررة من الأزمات والنزاعات. تحتوي هذه المجموعات على الفوط الصحية والصابون والملابس الداخلية وغيرها من الإمدادات التي تفرضها الظروف أو السياقات الثقافية. فعلى سبيل المثال، يتم توزيع أغطية الرأس في بعض المجتمعات بينما يتم توفير التيشرتات في غيرها من الأماكن. وفي الأماكن التي تخشى فيها النساء والفتيات من الاعتداء، على سبيل المثال أثناء التوجه ليلا إلى المراحيض، تحتوى المجموعات على مصابيح كهربائية مع بطاريات.
التصدي للعنف القائم على النوع
يتصدى صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى العنف القائم على النوع في أوضاع الأزمات الإنسانية بمجموعة واسعة من الخدمات، بما في ذلك خدمات المشورة وعلاج ما بعد الاغتصاب والدعم القانوني والمساعدة بسبل المعيشة والدعم من خلال برامجه للصحة الجنسية والإنجابية. كذلك يدرج صندوق الأمم المتحدة للسكان الوقاية من العنف في استجابته الإنسانية، فيمتد ليشمل المراهقين والشباب، ولارسال رسائل إلى الرجال والفتيان حول المساواة بين الجنسين، ويعمل بشكل وثيق مع الشبكات القائمة على الإيمان والقادة الثقافيين لتعزيز أنظمة الدعم.
منذ 2005، شارك صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالتعاون مع اليونيسيف، في تولى مسؤولية العنف القائم على النوع لجماعة الحماية العالمية التي تشرف على رد المجتمع الإنساني على العنف القائم على النوع. كما يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على تعزيز الخدمات والمعلومات وأنظمة الإحالة للناجين ويساعد على تطوير قدرات الشركاء من أجل تصميم وإدارة وتقييم البرامج بشكل فعال للتصدي للعنف القائم على النوع في حالات الطوارئ. وعلى سبيل المثال، يؤسس صندوق الأمم المتحدة للسكان أنظمة لتحسين إدارة البيانات ذات الصلة بالعنف القائم على النوع من خلال نظام إدارة معلومات العنف القائم على النوع ويدعم مبادرة بناء القدرات حول النوع الاجتماعي، العاملة بين الوكالات، والتي تنشر مستشارين معنيين بالنوع الاجتماعي في حالات الطوارئ في وقت قصير.
الشباب
يمثل الشباب في كثير من الأحيان شريحة كبيرة من أولئك المتضررين من الأزمات. في بعض البلدان، ثلثا السكان دون الـ25 من العمر، ونصف أطفال العالم غير الملتحقين بالمدرسة يعيشون في بلدان تشهد نزاعات أو تمر بفترات ما بعد النزاع. يتعرض الأطفال النازحون تحديدا لخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ويحتاجون بشكل عاجل للمعلومات والخدمات لوقاية أنفسهم من الأمراض وحالات الحمل غير المرغوب فيه.
يولي صندوق الأمم المتحدة للسكان أولوية كبيرة لحماية رفاهية الشباب ودعم انتقالهم الناجح إلى مرحلة البلوغ. ويرفع صندوق الأمم المتحدة للسكان الوعي ويستجيب للاحتياجات والمخاوف الخاصة بالشباب المتضررين من الحرب أو الأزمات، وذلك في كثير من الأحيان باستخدام أساليب مبتكرة وتشاركية.
جمع البيانات
يلعب صندوق الأمم المتحدة للسكان دورا مهما في جمع البيانات خلال حالات الطوارئ. تساعد هذه التقييمات في توجيه الاستجابات للأزمات، وتمكين المنظمات المعنية بالعمل الإنساني والسكان المتضررين من فهم أفضل لكيفية تطور الاحتياجات في ظل الظروف سريعة التغير. وصندوق الأمم المتحدة للسكان مؤهل بصورة فريدة للقيام بهذا العمل حيث يتعاون مع المنظمات الوطنية المعنية بالإحصاء والتعداد في الدول النامية والمتوسطة الدخل لتيسير جمع وتحليل وتوزيع واستخدام البيانات والمعلومات الموثوقة. كما يتمتع صندوق الأمم المتحدة للسكان بخبرات ثرية فيما يتعلق بقضايا السكان والتنمية، من المستويات الوطنية والإقليمية إلى المستوى العالمي.
يتعاون صندوق الأمم المتحدة للسكان في صياغة البرامج من خلال اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، وهي آلية تنسيق المساعدات الإنسانية. كذلك يصدر صندوق الأمم المتحدة للسكان توجيهات حول القضايا المتعلقة بجمع البيانات خلال الأزمات الإنسانية.