أنت هنا

تنقذ القابلات الأرواح كما تساهم المدربات منهن بشكل كبير في تجنب ما يقرب من ثلثي وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، وفقًا لأحدث تقرير عن حالة القبالة في العالم. كما يمكنهن تقديم 87 في المائة من جميع الخدمات الأساسية المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية وصحة الأمومة وحديثي الولادة. وأظهر تحليل إقليمي أجري في عام 2015 في 13 دولة عربية أن القابلات عند تعليمهن وتنظيمهن وفقًا للمعايير الدولية، يتمتعن بالكفاءات اللازمة لتلبية 95٪ من الحاجة إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وصحة الأم وحديثي الولادة.

ومع ذلك، فإن 42 في المائة فقط من الأشخاص الذين لديهم مهارات القبالة يعملون في 73 دولة حيث تحدث أكثر من 90 في المائة من جميع وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة والمواليد الموتى.

منذ عام 2008، عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الشركاء، بما في ذلك الحكومات والهيئات الحكومية الدولية مثل جامعة الدول العربية وصناع السياسة والمنظمات غير الحكومية وجمعيات القبالة والكيانات التعليمية؛ للمساعدة في بناء قوة عاملة مؤهلة ومدعومة ومدربة جيدًا في مجال القبالة في البيئات محدودة الموارد. 

يركز صندوق الأمم المتحدة للسكان على أربعة مجالات رئيسية: تعزيز تدريب القبالة على أساس الكفاءة وتطوير آليات تنظيمية قوية لضمان جودة الخدمات ورفع أصوات القابلات من خلال إنشاء وتعزيز جمعيات القبالة والدعوة لزيادة الاستثمارات في خدمات القبالة. يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضًا على إيجاد بيئة داعمة للقابلات من خلال الدعوة إلى سياسات القوى العاملة المناسبة للقابلات.

لماذا نحتاج إلى القابلات؟

شهد العالم انخفاضًا مستمرًا في وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة منذ عام 1990. ومع ذلك، لا يزال مئات الآلاف من النساء والأطفال حديثي الولادة يموتون كل عام أثناء الحمل والولادة، حيث توفي ما يقدر بنحو 295.000 امرأة لأسباب تتعلق بالأمومة في عام 2017، وتوفي حوالي 2.5 مليون طفل حديثي الولادة في عام 2018. وفقد الغالبية العظمى منهم حياتهم بسبب المضاعفات والأمراض التي كان من الممكن الوقاية منها من خلال الرعاية المناسبة للحوامل أثناء الولادة وبعدها – حيث تُقدم هذه الخدمات من خلال القابلات.

يجب أن يكون التركيز على الخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية وصحة الأمومة وحديثي الولادة والأطفال والمراهقين في صميم الاستجابة الإنسانية وبرامج رفع الجاهزية و المناعة مع إعطاء الأولوية منذ البداية، حيث سيؤدي ذلك إلى المساواة في النظام، وبالتالي تسهيل التعافي من الاستضعاف أو الأزمات. تُظهر التجارب خلال الأزمات الحالية وحالات الطوارئ في المنطقة العربية أنه أثناء الأزمات الإنسانية، من المرجح أن تواصل القابلات العمل أكثر من الأطباء والممرضات، لكن يجب تمكينهن من القيام بذلك عبر أنظمة لضمان الإمدادات الموثوقة من الأدوية والسلع والمعدات الأساسية وتوفير النقل والدعم الأمني ​​لمساعدتهم على تقديم خدمات التوعية في المناطق التي لا توجد بها مرافق صحية عاملة.

تدعو منظمة الصحة العالمية إلى "الرعاية الماهرة عند كل ولادة" من قبل أخصائي صحي معتمد، مثل القابلة أو الطبيب أو الممرضة التي تم تدريبها على إدارة حالات الحمل غير المعقدة والولادات وفترة ما بعد الولادة مباشرة. تحتاج القابلات الماهرات أيضًا إلى القدرة على تشخيص المضاعفات والحصول على المساعدة الطارئة في الوقت المناسب. تقدم القابلات كل هذه الخدمات وأكثر من ذلك.

ومع ذلك، فهم لا يقمن فقط بتوليد النساء. بل يقدمن خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الشاملة ويلعبن دورًا حاسمًا في تعزيز الصحة داخل مجتمعاتهن. وكأعضاء في مجتمعاتهن، يكن قادرات أيضًا على توفير رعاية تراعي الثقافة والعادات المجتمعة والتي من المرجح أن يكون لها تأثير دائم.

 

 

ما هي مهام القابلات؟

القابلات – والأشخاص الذين لديهم مهارات القبالة - هن مقدمات الرعاية الرئيسيون للنساء وحديثي الولادة أثناء الحمل والمخاض والولادة وفي فترة ما بعد الولادة. يمكن للقابلة المدربة تدريباً جيداً أن تقدم معلومات وخدمات شاملة عن الصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك رعاية المرأة الحامل ورعاية الولادة الآمنة ورعاية ما بعد الوضع/بعد الولادة.

تقدم القابلات أيضًا استشارات وخدمات تنظيم الأسرة، ويمكنهن إجراء فحوصات الكشف عن سرطان الثدي وعنق الرحم إذا سمحت بلدانهم بذلك، ويمكنهن تقديم الرعاية الأساسية خلال عمليات التوليد في الحالات الطارئة. وفي الأزمات الإنسانية، يمكن للقابلات المساعدة في تنفيذ الحد الأدنى من حزمة الخدمات الأولية لخدمات رعاية الصحة الإنجابية.

تقوم القابلات أيضًا بالكثير من أجل النهوض بحقوق النساء والفتيات من خلال توفير المعلومات والمشورة. يمكنهن المساعدة في منع تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث)، وتقديم الدعم والمساعدة للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي وخدمات الصحة الإنجابية للمراهقين الذين غالبًا ما يُحرمون من الحصول على هذه الخدمات بتكلفة كبيرة على صحتهم وحقوقهم.

نقص عدد القابلات

تقدم القابلات، عند تدريبهن ودعمهن بشكل مناسب، أحد أكثر المسارات فعالية من حيث التكلفة والأكثر حساسية ثقافيًا لتحقيق الرعاية الصحية الشاملة. ومع ذلك، هناك نقص في القابلات في العديد من البلدان النامية، وغالبًا ما تفتقرن إلى المهارات والبيئة الداعمة لأداء وظائفهن بشكل جيد. ويزداد العجز في المناطق التي تشتد فيها الاحتياجات.

يوجد العديد من التحديات لزيادة توافر خدمات القبالة، فعلى الرغم من المسؤوليات الهائلة التي تتحملها القابلات -ومعظمهن من النساء -إلا أنهن كثيرًا ما يتلقين رواتب رديئة ويتحملن مكانة متدنية ونقص في الدعم.

 أظهر الإصدار الإقليمي لعام 2015 لتقرير حالة القبالة في العالم أن ثلاث دول عربية فقط من أصل 13 دولة عربية مدرجة في التوليف الإقليمي لديها قوة عاملة كبيرة بما يكفي في مجال القبالة؛ لتلبية الحاجة إلى 46 تدخلاً أساسياً للصحة الجنسية والإنجابية والأمهات والأطفال حديثي الولادة.

 

 

ما هي مهام صندوق الأمم المتحدة للسكان؟

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان، مع أكثر من 40 شريكًا عالميًا، وأكثر من 300 شريك وطني، على زيادة جودة تعليم القبالة والسياسات والخدمات المتعلقة بها في جميع أنحاء العالم. ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه أيضًا على تعزيز مناهج تدريب القبالة والمؤسسات والجمعيات والضوابط. يمتد دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان للقبالة الآن إلى أكثر من 120 دولة، بما في ذلك 39 دولة ذات أعلى معدلات وفيات للأمهات، والتي تتلقى دعمًا موجهًا من خلال الصندوق المخصص لصحة الأمومة.

بين عامي 2009 و2018، ساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان في تدريب أكثر من 105.000 قابلة وتوفير الكتب والمعدات والمواد التدريبية لأكثر من 650 مدرسة للقابلات وتدريب أكثر من 8.500 مدربة للقابلات ودعم أكثر من 250 جمعية وطنية ومحلية للقبالة وفروعها. كما يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان بشكل وثيق مع الحكومات الوطنية لضمان أن تكون القبالة مهنة منظمة بشكل جيد وقائمة بذاتها مع القابلات اللواتي يتمتعن بمسميات واضحة ونطاق ممارسة محدد بشكل صحيح. حاليا، تتبع أكثر من 80 دولة منهج القبالة القائم على الكفاءة الذي يعتمد على المعايير العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان برامج التعليم العالي للقابلات. حيث أطلقت برامج درجة البكالوريوس في أفغانستان وكمبوديا وغانا هايتي وجمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية وباكستان والصومال والسودان وزامبيا. وقُدمت برامج درجة الماجستير في القبالة في بنغلاديش وبنين وبوركينا فاسو وإثيوبيا ونيجيريا وأوغندا وزامبيا.

 

كما يركز صندوق الأمم المتحدة للسكان على انتشار القابلات، بعد إتمام تعليمهن وتدريبهن. على سبيل المثال، في إثيوبيا، دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان مؤخرًا انتشار أكثر من 4.400 قابلة.

اليوم، يتزايد دعم خدمات القبالة ويجرى التأكيد بقوة على القبالة في "الاستراتيجية العالمية للأمين العام للأمم المتحدة لصحة النساء والأطفال والمراهقين" و "استراتيجية الصحة في أفريقيا"، والتزم عدد متزايد من الحكومات بالاستثمار في رعاية القبالة. في كل عام، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع وزارات الصحة وجمعيات القبالة الوطنية للاحتفال باليوم الدولي للقابلات في 5 أيَّار/مايو، مما يسلط الضوء على أهمية القابلات في كل مكان.