تشرح نورا، وهي لاجئة سورية تعيش في العراق، قائلة: “على مدى هذه الحرب، أنا ومثلي العديد من النساء فقدنا الثقة تماماً في وسائل الإعلام، بما فيهن النساء اللواتي وثقن بالصحفيين لرواية قصص العنف الذي تعرضن له. كنا نظن أن الصحافة ستساعد في تحقيق العدالة، ولكن سرعان ما أصبح من الواضح أن وسائل الإعلام لا تفهم ما نمر به وكيف يتم التعامل معنا بطريقة غير عادلة”.
بالنسبة للنساء والفتيات مثل نورا، اللاتي يعاني الكثير منهم يومياً من أشكال مختلفة من عدم المساواة بين الجنسين والعنف القائم على النوع الاجتماعي، تشكل الصحافة إحدى السبل القليلة المتاحة لإسماع قصصهن. وواحدة من أكثر الوسائل فعالية لإيصال أصوات الضعفاء وقول الحقيقة للجهات المعنية - وهي وظيفة تصبح أكثر أهمية خلال الأزمات الإنسانية.
وبالنسبة للصحفي، فإن تغطية قضايا النساء والفتيات، مثل الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، والاستقلالية الجسدية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، يمكن أن تكون مهمة صعبة. وبالإضافة إلى عدم الإبلاغ عن هذه المواضيع وسوء فهمها على نطاق واسع، وغالباً ما تكون المناقشات حول هذه المواضيع مشحونة بالوصمة والمعلومات المضللة والتسييس وغيرها من الحواجز التي تعيق التغطية الدقيقة والمؤثرة. والأهم من ذلك، يجب أن يدرك الصحفيون أن تغطيتهم - إذا لم تتم وفقاً لمعايير مهنية وأخلاقية صارمة - يمكن أن تكون ضارة للنساء والفتيات بعدة طرق، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي. من خلال أساليب إجراء المقابلات التي لا تراعي حساسية الناجين خاصة بسبب الموقف أو التجربة التي مروا بها ، والتقارير غير الدقيقة، والتحيزات الشخصية والتصورات حول النوع الاجتماعي والجنس، وعدم فهم الجوانب القانونية للقضايا الجنائية، وعليه يمكن أن يصبح الصحفي عن غير قصد جزءاً من المشكلة، مما يتسبب في مزيد من الصدمة النفسية للناجين والسماح للجناة بالإفلات من الملاحقة القضائية.
تم تطوير هذا الدليل بعد مشاورات مباشرة مع الصحفيين في جميع أنحاء المنطقة العربية، لهدف رئيسي يتمثل في توفير دليل تمهيدي عام للصحفيين الذين يغطون قضايا النساء والفتيات، مع التركيز على الصحة الجنسية والإنجابية، والنوع الاجتماعي، وقضايا المرأة، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وغيرها من المجالات ذات الصلة. إضافة إلى تقديم نظرة عامة شاملة على الموضوع، يوضح الدليل بعض التحديات والاحتياجات وأفضل الممارسات لتشجيع تغطية أكثر تواتراً وتأثيراً وأخلاقية.
