شهدت ليبيا ولازالت زخما شبابيا غير مسبوق من حيث الحجم والنسبة بما يمثل فرصة فريدة للاسثمار في جهود السلم والتنمية، خاصة وأن مواصفات الجيل الجديد من حيث التعليم والصحة والحيوية وغيرها من المواصفات، تعتبر مميزة وتفوق بكثير مثيلتها بين الأجيال الأولى وينطبق ذلك على الذكور والإناث بنفس المستوى. كما أن اهتمامات الجيل الجديد بقضايا المجتمع والوطن وبالشأن العام والسياسين واستعدادته للمشاركة في تعزيز الحوار والسلم وتدعيم مؤسسات الدولة والديمقراطية والمسار الانتقالي عامة تبدو بدورها عالية كما تعكسه العديد من نتائج استشارات ميدانية أجريت حديثا مع الشباب.
غير أن الشباب اليوم يواجه تحديات مركبة تبدو وقد انعكست بشدة على أوضاعه المادية والاجتماعية والنفسية ووضعته أمام اختيارات صعبة ومشاعر متأرجحة بين اليأس والأمل، فهو الأكثر تعليما ومهارات ولكنه الأكثر عرضة للبطالة والإقصاء الاقتصادي. وهو الذي ساهم بفعالية في التغيير نحو بناء مجتمع الحرية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والاقتصادية ولكنه وجد نفسه أقل الفئات تمثيلا على مستوى اتخاذ القرار، وهو الأكثر حيوية وقدرة على العطاء والابتكار لكن مشاركته في المؤسسات المدنية والسياسة لازالت في أدنى مستوياتها.
كما لا ننسى أن فتيات ليبيا الحديثة يتميزن بمستويات تعليمية ومعرفية عالية مقارنة بالعديد من دول الجوار ولكنهن يواجهن تحديات كبيرة في مشاركتهن السياسية والمدنية.