جاءت سنة 2021 مصحوبة بانتهاء النزاع القائم في سوريا منذ عشر سنوات، وهو واحد من أكبر وأطول الأزمات الإنسانية في العالم. الاضطرابات وانعدام الأمان القائمين، وتعمق الأزمة الاقتصادية، والآثار المطولة لجائحة كوفيد-19، هي عوامل اجتمعت في 2021 لتفاقم أكثر من مخاطر التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي، الذي يتهدد النساء والفتيات. أفادت النساء والفتيات بالتعرض لمستويات أعلى من عنف الشريك الحميم في 2021، وهو مصحوب في الغالب بقضاء الرجال فترات أطول في البيت، سواء بسبب قيود كوفيد-19 أو البطالة. أشكال العنف هذه تؤدي إلى تآكل قدرة النساء والفتيات على الصمود في وجه الأزمة، ويمكن أن تؤدي إلى عواقب حادة فيما يتعلق بالصحة البدنية والنفسية، بما يشمل الحمل غير المرغوب، والإعاقات الدائمة، وزيادة معدلات الكرب والضيق النفسي، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الانتحار في بعض الحالات. يستمر الوصم الاجتماعي في التأثير على الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما يشمل النساء والفتيات اللاتي نجين من الاحتجاز، والنساء والفتيات المهمشات بشكل أعم.
هذا العام، ترسل النساء والفتيات السوريات رسالة واضحة، وهي أن هذا المزيج من الأزمة الإنسانية المطولة والظروف الاقتصادية سريعة التدهور، فضلاً عن العنف القائم على النوع الاجتماعي، يؤدي إلى تآكل قدرتهن على الصمود، ما يعني أن توفير الدعم الإنساني السريع والآمن والكافل للكرامة أكثر ضرورة وإلحاحاً من أي وقت مضى.