أنت هنا

إن الإنجاز  - الفريد من نوعه - الخاص بالابتكار الذي أطلقه صندوق الأمم المتحدة للسكان بشأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في الصومال قد منح الفتيات المعرفة والأدوات والأموال اللازمة لمكافحة تلك الممارسة البغيضة من خلال الأفكار والمبادرات والحملات التي تنطوي على الإبداع والابتكار.

وتجدر الإشارة فى هذا الصدد إلى أن ما يقرب من 99 في المائة من النساء والفتيات في الصومال اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15-49 سنة يعانين من تلك الممارسة الوحشية البغيضة "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية"، ويخضع معظمهن لها على يد ممارسين تقليديين في المرحلة العمرية 5- 9 سنوات.

وقد تقدمت 16 مجموعة من الفتيات للمشاركة في تحدي الابتكار في عام 2021، والذي استهدف تمكين النساء والفتيات لتعزيز العمل للقضاء على ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، والذى قام على إدارته مركز “iRise Hub” للابتكار في مقديشيو.

وتم اختيار خمس مجموعات للانضمام إلى معسكر تدريبي، حيث ساعدهم الخبراء من خلاله على إعداد حلول إيجابية مجدية وتوسيع نطاقها بغية تحقيق تأثير طويل المدى.

وكان من بين الفائزين مبادرة "أميرتي"، وهي مبادرة تهدف إلى توعية المجتمعات حول المخاطر والأخطار التي تنجم عن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وتركز تلك المبادرة تركيزًا كبيرًا على الجدات، اللاتي يؤثرن تأثيرًا كبيرًا وواضحًا في الأسر والمجتمعات، وهي حملة مجتمعية تضطلع بها مجموعة من الأمهات وأصحاب الأعمال.

وتجدر الإشارة إلى أن فريق مبادرة "أميرتي" يضم أطباء وناشطين اجتماعيين شهدوا الضرر البالغ والخطر الجسيم الذي تخلفه ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية عن كثب، ويستعين القائمون على المبادرة بأدوات ووسائل مبتكرة للتواصل حتى يتسنى لهم الوصول إلى الجمهور المستهدف أينما كان، ومن بين تلك الأدوات والوسائل الإذاعة والتليفزيون والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.

وقد تلقى الفائزون منحاً صغيرةً وتدريبات عملية لمدة 3 أشهر.


تم اختيار خمس مجموعات للانضمام إلى معسكر تدريبي، حيث ساعدهم الخبراء على تطوير وتوسيع نطاق حلولهم لتحقيق تأثير طويل المدى. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في الصومال

يقول مشتاق محي الدين عدن أحد أعضاء فريق مبادرة "اميرتي": "إن المعسكر التدريبي قد أفسح لي المجال للحصول على معلومات ومعارف بالغة الأهمية بشأن ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وأسبابها الجذرية، ومن خلال اكتساب رؤى أعمق لمجتمعي ومن خلال المشاركة الفعالة في ندوات التوعية التي انعقدت في هذا الصدد، برز مشروعي كأداة فاعلة ونشطة لتوعية العامة، وآمل أن يحدث تحولًا إيجابيًا في مجتمعي".

وقد احتلت المرتبة الثانية مبادرة "الأمل" التي تهدف إلى جمع الزعماء الدينيين والأطباء والأكاديميين معًا للمشاركة في حملات مناهضة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، ومبادرة "SAFDI" التي تستهدف كل من النساء والفتيات اللاتي يعانين من إعاقات والنازحين داخليًا، مما يتيح لهن فرصة قيمة لمعرفة المخاطر التي تنطوي عليها ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ومعرفة المزيد عن حقوقهن، بما في ذلك القوانين واللوائح المتعلقة بتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وخدمات الدعم للناجين.

يقول نيي أوجولابي، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الصومال: "يتمتع الصومال بفئة عريضة من السكان من الشباب نابضة بالحياة وقابلة للزيادة، ومن ثم فهو بلد مليء بالمواهب يفيض بالقيادات ويزخر بالطاقة. ومن خلال تمكين النساء والفتيات وتسخير التزامهن وإبداعهن لتعزيز الصحة الإنجابية والحقوق والخيارات، يمكننا المساعدة في القضاء على آفة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وبناء مستقبل أفضل للجميع".

أثر يبقى ويدوم

تجدر الإشارة  إلى أن تحدي الابتكار في تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية قد ترك تأثيرًا دائمًا باقيًا على المشاركين ومجتمعاتهم، حيث غرس في نفوسهم عزمًا قويًا وتصميمًا مشتركًا للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مدعومًا بالثقة والمعرفة والمهارات.

وتقود المشاركة "ليلى كالي محمد" حاليًا جهودًا حثيثة لتثقيف مجتمعها وتوعيته بشأن مخاطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، ولتحدي المعتقدات والأعراف التي تعزز تلك الممارسة البغيضة وتدعمها من خلال "اتحاد المشروعات الصغيرة الإبداعية للفتيات".

"بصفتي زوجة "إمام"، أعمل على نحو وثيق مع زوجي في مجتمعنا من أجل خلق الوعي بشأن الأضرار البالغة والجسيمة لممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية. وأستعين بما تعلمته في التدريب الذي تلقيته من المعسكر التدريبي للابتكار لممارسة التعاطف والإنصات بآذان مصغية للمسائل والقضايا التي تؤثر على مجتمعنا وتلحق به الضرر."