أنت هنا

نيويورك، 20 يونيو 2023 - حذرت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وهو وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية، اليوم من أن الهجمات المستمرة على مرافق الرعاية الصحية، وما تشتمل عليه من أجهزة ومعدات، فضلًا عن العاملين الصحيين، تحرم النساء والفتيات في السودان من الحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة، وتعد النساء الحوامل هن الأشد تضررًا، فهن يعانين من تبعات ذلك أشد المعاناة ويتكبدن أفدح الأثمان.

لقد تم إغلاق ما يقرب من 67% من المستشفيات في المناطق المتضررة بالقتال، وأُخرجت العديد من مستشفيات الولادة من الخدمة وصارت عاطلة عن العمل، ومنها مستشفى أم درمان، أكبر مستشفيات  الإحالة في السودان. ومن بين 11 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات صحية عاجلة في البلاد هناك 2.64 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب، ما يقرب من 262880 منهن حوامل، ومن المنتظر أن تلد أكثر من 90000 امرأة منهن خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وجميعهن بحاجة ماسة لخدمات الصحة الإنجابية الأساسية والضرورية. 

وقد تحققت منظمة الصحة العالمية من حدوث 46 هجومًا على العاملين الصحيين والمرافق الصحية في السودان منذ اندلاع القتال في شهر أبريل/ نيسان الماضي، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 18 آخرين، وجرى نهب البنى الأساسية والمرافق الصحية وتعرض العاملون الصحيون للعنف، وباتت القوات المسلحة تستخدم عددًا من تلك المرافق.

وهناك تقارير عن احتلال عسكري لمستودعات الصناديق الوطنية للإمدادات الطبية في العاصمة الخرطوم، حيث يتم الاحتفاظ بالأدوية الخاصة بالبلاد بأسرها، بما في ذلك أدوية الملاريا، وحيث توجد الصيدلية الوطنية للأمراض المزمنة. أما مخزون منظمة الصحة العالمية للمستلزمات الطبية الطارئة والمنتجات الإنمائية فهو محتجز في مستودعها الكائن داخل مقرها. كما لا يمكن الوصول إلى مخزونات صندوق الأمم المتحدة للسكان من الأدوية والمعدات اللازمة لتقديم الرعاية اللازمة لحالات الولادة، وعلاج الضحايا في فترة ما بعد الاغتصاب، فضلًا عن مجموعة كبيرة من وسائل تنظيم الأسرة، التي يتم تخزينها في المستودعات في الخرطوم وجنوب دارفور وغرب دارفور وأماكن أخرى. وقد حذرت المرافق الصحية في عدة ولايات، منها دارفور، من أنها تواجه نقصاً حاداً في الإمدادات الطبية.

وفي تطور مثير للقلق، أوشك الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء التي توفر الكهرباء للمستشفيات على النفاذ. وتوفي ستة أطفال حديثي الولادة في إحدى المستشفيات بمدينة الضعين شرق دارفور في غضون أسبوع واحد بسبب مشاكل من بينها نقص الأكسجين وسط انقطاع التيار الكهربائي، وقدر الأطباء المحليون أن أكثر من 30 طفلًا من حديثي الولادة توفوا في المستشفى منذ بدء القتال. وفي مايو/أيار، وفر صندوق الأمم المتحدة للسكان والشريك المحلي، وهو منظمة كافا للتنمية CAFA، الوقود لسبعة مستشفيات للولادة في الخرطوم لضمان إتاحة الخدمات الصحية للنساء وحديثي الولادة. وفي أسبوع واحد فقط، تم إجراء أكثر من 1000 عملية ولادة طبيعية وقيصرية بأمان. غير أن هناك حاجة ماسة إلى توفير المزيد من الدعم لتأمين الوقود والإمدادات للمستشفيات الرئيسية للحفاظ على مواصلة تقديم الخدمات الأساسية. إذ تعاني حوالي 15 في المائة من النساء الحوامل من مضاعفات متصلة بالحمل والولادة ويحتجن إلى الحصول على الرعاية التوليدية الطارئة ورعاية الأطفال حديثي الولادة.

ويقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية من خلال المرافق الصحية والمستشفيات في جميع أنحاء السودان. وتواصل القابلات، اللائي تولى صندوق الأمم المتحدة للسكان تدريبهن، دعم النساء للولادة بأمان في المنزل وفي المرافق الصحية العاملة. وهناك قرابة 27000 قابلة يعملن في جميع أنحاء السودان؛ حوالي 2330 منهن في العاصمة. ويشرف معظمهن على ما بين ثلاث إلى أربع حالات ولادة يوميًا، وذلك وفقًا لرئيسة شبكة القابلات التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان. ويقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضا بإنشاء مساحات آمنة للنساء لتلقي خدمات الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والتصدي له، بما في ذلك العلاج بعد الاغتصاب، وتقديم المشورة وإدارة الحالات ؛ فضلا عن توفير الخدمات عن بعد. كما يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتدريب مقدمي الخدمات وشبكات الحماية المجتمعية على منع العنف القائم على النوع الاجتماعي والتصدي له.

وتعمل منظمة الصحة العالمية عن كثب مع وزارة الصحة والشركاء الآخرين لضمان توفير الرعاية الخاصة بالصحة الجنسية والإنجابية ورعاية الأمهات والأطفال، بجانب تقديم الرعاية الطارئة في حالات الولادة ورعاية الأطفال حديثي الولادة في الخرطوم والجزيرة، وفي الولايات التي تأوي النازحين داخليا. وتوفر منظمة الصحة العالمية الأدوية واللوازم المنقذة للحياة، وتغطي تكاليف إدارة وتشغيل المرافق الصحية التي تقدم هذه الخدمات، كما تقوم بتدريب العاملين الصحيين الذين يتصدرون الصفوف الأمامية الداعمة، وتوفير العلاج بعد الاغتصاب، وتقديم الرعاية الصحية النفسية والعقلية للناجيات من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتدعم المنظمات الوطنية غير الحكومية التي تقدم الخدمات المتعلقة بهذا النوع من العنف.

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "إن العاملين الصحيين يعرضون حياتهم للخطر من أجل تقديم الخدمات في حالات الطوارئ، وخدمات الولادة الطارئة ورعاية الأمهات وحديثي الولادة، وعلاج الأطفال والأمراض المزمنة، ونحن نقف إلى جانبهم ونساندهم  وندعمهم". "وندعو الأطراف المتحاربة إلى احترام الالتزامات التي تعهدوا بها في جدة في مايو/ أيار الماضي، بما في ذلك استئناف تقديم الخدمات الأساسية وانسحاب القوات المسلحة من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية".

وقالت الدكتورة/ ناتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "لا بد وأن يتوقف الصراع، ويجب حماية المرافق الصحية والعاملين الصحيين والمرضى، وينبغي السماح بتقديم المساعدات الإنسانية والطبية. وأضافت: "على الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية صحية عاجلة الخروج من منازلهم دون خوف على سلامتهم، ويتعين علينا أن نقر بحق المرأة في الحصول على الرعاية الصحية الإنجابية وأن ندعم هذا الحق سواء أكان ذلك في أوقات النزاعات أو في أوقات السلم والرخاء".

 

للمزيد من المعلومات الرجاء الاتصال بـ:

الفريق الإعلامي لمنظمة الصحة العالمية: mediainquiry@who.int

الفريق الإعلامي لصندوق الأمم المتحدة للسكان: media@unfpa.org