Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back

منابر مجتمعية تتيح نقاشا صريحا حول قضايا الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في مصر

منابر مجتمعية تتيح نقاشا صريحا حول قضايا الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في مصر

أخبار

منابر مجتمعية تتيح نقاشا صريحا حول قضايا الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في مصر

calendar_today 22 أغسطس 2022

منابر مجتمعية تتيح نقاشا صريحا حول قضايا الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في مصر
منابر مجتمعية تتيح نقاشا صريحا حول قضايا الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في مصر

المنوفية، مصر- رفض أهالي إحدى القرى الصغيرة بمحافظة المنوفية، وهي واحدة من محافظات مصر، العديد من المفاهيم والأفكار المتعلقة بالصحة الإنجابية، واعتبروا بعضها، مثل مناهضة ورفض تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية المعروف بختان الإناث، "أفكارًا غربية" وأنها بمثابة "كُفر"، وذلك وفقًا لما ذكرته سلمى عبد المنعم، مدربة الصحة الإنجابية بالمنوفية، التي قالت: "كانت هذه القرية من القرى المحافظة للغاية، لذا كان كسب ثقتهم أمرًا ليس باليسير، لكنه كان يمثل تحديًا بالنسبة لي."

تقوم سلمى بتقديم المشورة للشباب والشابات في قريتها بشأن القضايا والمسائل الهامة التي لا تزال تتسم بالحساسية، ومنها تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية المعروف بختان الإناث وزواج الأطفال واختيار وسائل تنظيم الأسرة والمساواة بين الجنسين - وذلك من خلال مشاركتها بأحد أندية السكان التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان التي توفر خدمات توعوية. حيث يتم تشجيع الأعضاء الشباب في النادي على التحدث بصراحة حول المسائل التي عادة ما يساء فهمها، وذلك من خلال الأنشطة المتنوعة القائمة على التثقيف والتوعية والموسيقى والمسرح التفاعلي والرياضة والفنون.

ومن أجل فتح المجال لنقاشات أوسع نطاقًا، وأملًا في حشد المزيد من شباب قريتها، طلبت سلمى مساعدة بعض من كبار رجال قريتها وقادة المجتمع المحلي هناك. وعن ذلك قالت:" إنهم يحظون بالاحترام والثقة من الجميع، وقد أوضحنا لهم المواضيع التي أردنا مناقشتها وكيفية التصدي للمشاكل التي تواجهها النساء والفتيات في مجتمعنا."

 وقد وافق قادة المجتمع المحلي على الانضمام إلى جلسات التوعية، وبدأوا في الحضور يصحبهم عدد من الفتيات، ثم بدأت الفتيات في جلب أمهاتهن لحضور الجلسات معهن.

قالت بسمة وليد، البالغة من العمر 21 عامًا، والتي سمعت عن النادي من أقاربها وبدأت في حضور الجلسات مع شقيقتها وبنات عمومتها وجيرانها. : "بدأت أتعلم عن مواضيع لم يكن لدي سوى القليل من المعلومات عنها، مثل صحة المراهقات وأضرار زواج الأطفال. كما تعلم عدد كبير من الأمهات الكثير عن كيفية التعامل مع أطفالهن المراهقين." وأضافت بسمة: "بدأ الناس يخبرون بعضهم البعض وبدأ عدد الحاضرين في الازدياد."

أُنشئت أندية السكان كجزء من مبادرة مشتركة بين صندوق الأمم المتحدة للسكان ووزارة الشباب والرياضة المصرية في إطار مشروع مشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان والسفارة الكندية في مصر بعنوان "معالجة الثغرات في مجال الصحة الإنجابية". ويعمل المشروع على توعية النساء والرجال بالقضايا المتعلقة بتنظيم الأسرة ومعالجة التحديات التي تواجهها النساء والفتيات في الوصول إلى خدمات صحية عالية الجودة. وقد تم حتى الآن إنشاء ما يقرب من 400 نادي من أندية السكان في جميع أنحاء الجمهورية. 

تعمل الأندية على تمكين الشباب وتثقيفهم بشأن صحتهم وحقوقهم الجنسية والإنجابية وتعالج الأعراف والمواقف الاجتماعية الضارة، مثل التحرش الجنسي ضد النساء والفتيات. فقد ذكرت سلمى: "كنا نناقش ما إذا كان ما ترتديه المرأة أو الفتاة هو ما يبرر تعرضها للتحرش. وقد ناقش الحاضرون الأمر فيما بينهم حتى توصلوا إلى استنتاج مفاده أن ملابس المرأة لا صلة لها بذلك." 

لقد أقامت الأندية تدريجيًا جسرًا من الثقة مع المجتمعات المحلية التي تعمل فيها. وعن ذلك تحدثت سلمى قائلًة: "نحن نتكلم لغتهم ونتشارك مشاكلهم"، وأضافت: "لم أكن أقول لهم ما يجب القيام به، كنت أمنحهم فقط المعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ قراراتهم بأنفسهم."

وتشرك أندية السكان الرجال والفتيان أيضًا في مناقشات تتناول قضايا المساواة بين الجنسين والصحة الإنجابية، والتي قد لا يعتبرونها ذات صلة بهم. وعن ذلك قالت سلمى: "في البداية كانوا مترددين في الاستماع أو التعرف على هذه المعلومات من امرأة، لكن في النهاية اكتسبت ثقتهم من خلال التحدث معهم عن أخي، كمثاٍل، ومن هنا أدركوا أنني قادرة على مناقشة تلك القضايا معهم."

وفي عام 2021، تم الوصول إلى ما يقرب من 1.3 مليون امرأة وفتاة في مصر من خلال البرامج التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان والمعنية بالحماية من التعرض لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) ومناهضة تلك الممارسة والتعافي من تداعياتها. كما تم حماية أكثر من 11,000 فتاة من الزواج القسري أو المبكر، وأطلق 67 مجتمعًا محليًا منصات توعوية بهدف تشجيع الآخرين واطلاعهم على مخاطر الممارسات والأعراف الاجتماعية التمييزية بين الجنسين.