Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back

مساحات آمنة للنساء والفتيات في ليبيا: قصة شجاعة وأمل

مساحات آمنة للنساء والفتيات في ليبيا: قصة شجاعة وأمل

أخبار

مساحات آمنة للنساء والفتيات في ليبيا: قصة شجاعة وأمل

calendar_today 31 ديسمبر 2020

إنتصار تدرس التمريض. © أحمد الشهابي : صندوق الأمم المتحدة للسكان ليبيا

شكل الصراع الذي دام عقدًا من الزمن في ليبيا مصدرًا للعنف والاضطراب وتسبب في عمليات النزوح وفقدان الأرواح البشرية الغالية وتراجع فرص كسب العيش. وقد أدت فترة الاضطراب إلى زيادة الضغط على هيكل الخدمات العامة، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية. كانت فئة النساء والفتيات المهمشات بالفعل أول من يتحمل العبء الأكبر من تزايد إنعدام الأمن في شكل حوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي.

هناك طرق مختلفة لمعالجة هذا الوضع، ويبدأ ذلك بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للناجيات من العنف، وبناء قدراتهن ليصبحن مستقلات اقتصاديًا، والمساعدة في حماية حقوق الإنسان الخاصة بهن لضمان مستقبل أفضل لهن ولأسرهن.

ولتحقيق ذلك،  خصص صندوق الأمم المتحدة للسكان في برامجه المعنية بالعنف القائم على النوع الاجتماعيثلاث مساحات آمنة للنساء والفتيات في شرق وغرب وجنوب ليبيا. وتوفر هذه المساحات الآمنة خدمات المشورة والدعم النفسي والاجتماعي إلى جانب التدريب على سبل كسب العيش للنساء والفتيات اللاتي يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي.

في عام 2020، استفادت أكثر من 13,000 امرأة وفتاة من الخدمات التى توفرها هذه المساحات سواء بداخلها أو عن بُعد.

بداية الرحلة…

وتقول السيدة انتصار الأبيض، وهى ممرضة ومدربة بدوام كامل في واحدة من المساحات الآمنة التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان في طرابلس: "في البداية، بحثت عن طرق لخدمة مجتمعي، وسألت نفسي "ما الذي أجيده؟". وحيث أنى أعمل ممرضة لأكثر من 30 عامًا، ولعلمى أن العديد من النساء الراغبات بالعمل كممرضات يحتجن إلى بناء القدرات، فقد قررت ما يجب القيام به". وأضافت: "بدأت العمل في القطاع الإنساني بعد اندلاع النزاع في ليبيا".

بدأت انتصار فى دعوة المتطوعات، وقامت بتدريب النساء الأقل حظًا على تقديم الرعاية الصحية عالية الجودة وسد الفجوات في هذا القطاع وهو ما وفر لهن مصدرا للرزق.

في عام 2018، أنضمت انتصار إلى المساحات الآمنة التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان، والتي تديرها جمعية البيان، وقدمت تدريبًا لمدة عام كامل للنساء والفتيات المهتمات بالتمريض في إطار برنامج يتم بالتعاون مع وزارة العمل الليبية.

الأهداف المتعددة للمساحات الآمنة للنساء والفتيات

أضافت انتصار قائلة: "إن المساحات الآمنة للنساء والفتيات تخدم غرضين، حيث أنها لا تقدم فقط الدعم النفسي الاجتماعي للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، ولكن تعتبر أيضًا مصدراً لتمكينهن، حيث يوفر لهن التدريب المهني والتدريب على المهارات الحياتية لكسب الرزق . من خلال القيام بذلك، فإننا ندعم أيضًا قطاعات مختلفة في ليبيا عبر تعزيز قدرات الموارد البشرية المطلوبة بشدة. وهذه هي أفضل طريقة لمساعدة مجتمعاتنا".

نظام دعم قوي

وعند حديثها عن روتينها اليومي بالمساحة الآمنة أضافت السيدة انتصار: "لا ينتهي دوري بإعطاء دروس في التمريض، آتي إلى هنا كل يوم لألتقي بنساء أخريات وأتواصل معهن، وقد أصبحنا أصدقاء، وأصبحنا مثل أسرة واحدة". وقالت : "بفضل العديد من الخدمات المقدمة في المساحة الآمنة، تدربت على الخياطة والآن أساعد مدربة الخياطة في عملها. وتقدم المساحة الآمنة دروسًا في الطهي وأنشطة خارجية مثل الرياضة والأنشطة الترفيهية كجزء من سبل العيش والدعم النفسي والاجتماعي للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي. كما توفر المزيد من الخدمات المصممة خصيصًا للمحتاجات".

 

"عديد من القصص غير المروية.

تقول انتصار الابيض:"إن علاقتنا مع النساء في المساحة الآمنة تتجاوز علاقة مقدمى الخدمات بالمتلقين لها، فنحن نعتبر أنفسنا أسرة، وأفتخر بأن أقول إن معظم طلابنا من العام الماضي وجدوا عملًا في المستشفيات والعيادات. إنه شعور رائع أن نراهم يدعمون أنفسهم وأسرهم. أتذكر واحدة من طالباتي من العام الماضي والتى كانت آخر طالبة أنضمت إلى الفصل، فلم أكن أعرف إلا القليل عن خلفيتها، تزوجت في سن مبكرة وتركت التعليم، وقد كان حلمها أن تستأنف دراستها لكنها كانت خجولة بسبب سنها. وقد شجعناها على القيام بذلك من خلال توفير خيار التعليم المنزلي. ساعدناها في الدراسة في المساحة الآمنة واجتياز الامتحانات؛ وهكذا حققت حلمها ونجاحها. هذا ما أحبه في وظيفتي، لأن الأمر لا يتعلق فقط بتزويد النساء بالمهارات، ولكنه يتعلق بالتضامن والاتحاد والنمو المتبادل والسعادة".
 

ماذا بعد؟

وعند حديثها عن المستقبل تقول انتصار: "إلى جانب استمرار الخدمات الحالية في المساحة الآمنة، لدينا خطط لتمكين المزيد من النساء والفتيات من خلال تقديم تعلم اللغة الإنجليزية ومهارات الكمبيوتر ودورات أخرى مطلوبة. حتى تتحقق هذه الخطط، نحتاج إلى مزيد من التمويل والدعم المستمر".

نحن في صندوق الأمم المتحدة للسكان قادرون على دعم النساء والفتيات في ليبيا من خلال الشركاء المنفذين، بما في ذلك جمعية البيان، والتمويل من الصندوق الاتئماني الأوروبي من أجل أفريقيا. هناك الكثير جداً مما يمكن عمله لتمكين الملايين مثل انتصار لتحقيق إمكاناتهم، وحماية النساء والفتيات من العنف. وفي الوقت الحالي، فإننا نواصل تمكينهن لمساعدة عائلاتهن ومجتمعاتهن المهمشة.