بيان المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
كثيرا ما يعرف الأشخاص ذوو الإعاقة بما لا يستطيعون فعله، أو بما يفترض المجتمع أنهم لا يستطيعون القيام به. اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة هو لحظة الاعتراف بالمساهمات والإنجازات والقيادة المهمة التي يظهرونها في جعل مجتمعاتنا أكثر عدلا وانصافا وشمولا.
اليوم، تحمي المزيد من القوانين والسياسات الوطنية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر من أي وقت مضى. وتستجيب الخدمات بشكل متزايد لاحتياجاتهم الخاصة، وهناك اهتمام متزايد بدعم الأشخاص ذوي الإعاقة للحصول على معلومات وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية فضلا عن العلاقات الحميمة الآمنة والصحية والمُرضية. والنظم الإحصائية أفضل في التقاط البيانات ذات الصلة بتجاربهم. ومن خلال سرد قصة أكثر شمولا عن أوجه التفاوت والتمييز التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة، تساعد هذه البيانات على كشف الثغرات الحرجة وسدها.
وتعاني واحدة من بين كل خمس نساء على مستوى العالم شكلاً من أشكال الإعاقة. ولكن من المنزل إلى البرلمانات، فإن عددا قليلا جدا منهن مخول لاتخاذ قرارات لها عواقب بعيدة المدى على أجسادهن وحياتهن. ويشمل ذلك الخيارات الأساسية المتعلقة بصحتهن وحقوقهن الجنسية والإنجابية، وأساس استقلاليتهن الجسدية ورفاههن وقدرتهن على تقرير مستقبلهن.
قد يزيد احتمال تعرض النساء والفتيات ذوات الإعاقة للتعقيم القسري بثلاث مرات عن عامة السكان. كما يمنع العنف النساء والفتيات ذوات الإعاقة من تحقيق إمكاناتهن الكاملة على الإنترنت وخارجه، في المنازل وغرف الدردشة، يواجهن مخاطر كبيرة من المضايقات والأذى، بما في ذلك فإن معدلات عنف الشريك الحميم ضدهن أعلى مرتين إلى أربع مرات .
هناك تغيير يحدث، ولكن ليس بالسرعة الكافية. وقد ساعد تعاون صندوق الأمم المتحدة للسكان الوثيق مع حركات النساء ذوات الإعاقة على حشد الزخم. معا، ونعمل على تطوير أدوات لحماية الحقوق والخيارات واجتثاث التمييز. وقد أنتجت شراكتنا مع المنظمة الدولية لتمكين المرأة مبادئ توجيهية تعمل على تحسين نوعية الرعاية وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية في أكثر من 70 بلدا، مما يضمن تلبيتها للاحتياجات المتنوعة للأشخاص ذوي الإعاقة. وفي أوروبا الشرقية وآسيا، يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتدريب مقدمي الرعاية الصحية على مهارات محددة لتقييم العنف المستند إلى النوع الاجتماعي ضد ذوات الإعاقة والتصدي له.
من خلال برنامج "نحن من نقرر"، يعزز صندوق الأمم المتحدة للسكان حقوق الإنسان والإدماج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة، ولا سيما النساء والشباب. هدفنا هو توسيع نطاق الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وكذلك المعلومات والتعليم الذي يحتاجه الناس لاتخاذ أفضل الخيارات لأنفسهم.
اليوم وكل يوم، يقف صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الأشخاص ذوي الإعاقة على مستوى العالم في دعوتهم للعمل على حماية وتعزيز حقوقهم الأساسية، ودعم قيادتهم في تشكيل مجتمعات أكثر شمولا وسلاما للجميع.