Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back

"كلما حان موعد دورتي الشهرية، تمنيت لو لم أكن فتاة": الحياة في غزة بلا ماء ولا غذاء أو دواء، وأيضا بلا فوط صحية، ولا خصوصية

"كلما حان موعد دورتي الشهرية، تمنيت لو لم أكن فتاة": الحياة في غزة بلا ماء ولا غذاء أو دواء، وأيضا بلا فوط صحية، ولا خصوصية

أخبار

"كلما حان موعد دورتي الشهرية، تمنيت لو لم أكن فتاة": الحياة في غزة بلا ماء ولا غذاء أو دواء، وأيضا بلا فوط صحية، ولا خصوصية

calendar_today 28 مايو 2025

أم وابنتها تجدان مأوىً داخل خيمة في مخيم للنازحين بغزة. في ظل ظروف مكتظة تفتقر إلى الخصوصية، تكافح النساء والفتيات للتعامل مع دورتهن الشهرية. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان/عيادة الإعلام.
أم وابنتها تجدان مأوىً داخل خيمة في مخيم للنازحين بغزة. في ظل ظروف مكتظة تفتقر إلى الخصوصية، تكافح النساء والفتيات للتعامل مع دورتهن الشهرية. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان/عيادة الإعلام.

كانت الأشهر التسعة عشر الماضية مميتة بالنسبة للنساء والفتيات في غزة. منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تُقتل امرأة وفتاة كل ساعة في المتوسط ​​جراء هجمات القوات الإسرائيلية. نزح الناس عدة مرات، وحُوصروا في مساحات تتقلص باستمرار، بلا أمان، وحيث تتفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد يوم.

تتشارك العديد من العائلات الخيام أو تنام في العراء، أو في بقايا هياكل المباني المهددة بالانهيار في أي لحظة. الطعام قليل، وانقطعت تماماً المياه النظيفة، ونظام الصرف الصحي مدمر. وفي الحالات النادرة التي تتوفر فيها مراحيض مؤقتة تكون عبارة عن  حفرة في الرمل محاطة بأغطية تتدلى من حبل، ويجب أن يتشاركها عشرات الغرباء.

بالنسبة للنساء والفتيات، جلبت الحرب رعبًا إضافيًا يجبرن على المعاناة معه كل شهر. فلقد أصبحت الدورة الشهرية كابوسًا لحوالي 700 ألف امرأة وفتاة في ظل غياب الفوط الصحية والمياه والمراحيض والملابس النظيفة، ناهيك عن الخصوصية.

يُقدر أن غزة بحاجة إلى 10.3 مليون فوطة صحية شهريًا، ولكن بعد ثلاثة أشهر من الحصار الإسرائيلي الشامل للمساعدات، أصبحت لوازم النظافة الشخصية والدورة الشهرية شبه معدومة. وإذا أمكن العثور عليها، فإن تكلفتها تبلغ حوالي خمسة أضعاف تكلفتها قبل الحرب، مما يجعلها بعيدة المنال بالنسبة لمعظم الأسر. ولم تُدرج أي مستلزمات النظافة الشخصية التي تتضمنها ضمن المساعدات القليلة التي سُمح بدخولها مؤخرًا إلى غزة.

قال أب لأربعة أطفال، نازح من جباليا شمال غزة: "مزقتُ أحد قمصاني القليلة حتى تتمكن بناتي من استخدامه كفوط صحية".

على مدار الأشهر التسعة عشر الماضية، تضررت أو دُمرت ما يقرب من 90% من مرافق المياه والصرف الصحي، مما ترك تسعة من كل عشرة أسر تواجه نقصًا حادًا في المياه. وتُجبر الأسر على اتخاذ خيارات مستحيلة بين الشرب والطهي والغسيل.

Women and girls walk around a destroyed displacement camp in Gaza. © UNFPA/Media Clinic.
نساء وفتيات يتجولن حول مخيم نازحين مدمر في غزة. © صندوق الأمم المتحدة للسكان/عيادة الإعلام.

 

في ظل غياب الفوط الصحية والمياه النظيفة، تُجبر النساء والفتيات على ارتجال أساليب  منها استخدام ملابس قديمة أو أقمشة ممزقة أو إسفنج. ولكن بدون ماء للغسل، لا يُمكن إعادة استخدام هذه المواد بأمان، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التناسلي والمسالك البولية، وغيرها من الأمراض الجلدية والأمراض المتعلقة بالنظافة. ومن المتوقع أن تُعاني ما يُقدر بـ 170 ألف امرأة وفتاة من هذه الحالات، معظمهن دون أمل في العلاج، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية طويلة الأمد.

لا يقتصر الكابوس على الجانب الجسدي؛ فالأثر النفسي بالغ الخطورة. وبالنسبة للفتيات المراهقات، تُصبح الدورة الشهرية الأولى، وهي فترة مُربكة حتى في أوقات السلم، أزمة لا تُطاق.

قالت فتاة صغيرة من غزة: "بدأت دورتي الشهرية وأنا في ملجأ مكتظ. لم يكن لدي سوى فوطة صحية واحدة، لذلك لففتها بورق التواليت لأطول فترة ممكنة. لم أستطع الاغتسال، وكان الألم مُريعًا. جلست في صمت أبكي حتى نهاية اليوم".

حتى أن بعض النساء والفتيات يُجبرن على تفويت وجباتهن أو تقليل كمية المشروبات فقط لتجنب استخدام مراحيض غير آمنة.

للأسف يمس  الكفاح المستمر من أجل البقاء كرامة النساء والفتيات. وأصبح الحيض، وهو جزء طبيعي من الحياة، مصدرًا للعجز والضيق.

لا يوجد مكان للتخلص من الفوط الصحية المستعملة، مما يزيد من مشاعر الخوف والنظرة السلبية.

قالت امرأة نازحة تبلغ من العمر 37 عامًا: "لقد نسيتُ حتى أنني امرأة. لا أتذكر آخر مرة اعتنيت فيها بنفسي أو استحممت فيها جيدًا. لم أعد أشعر بأن جسدي ملكي".

 

A woman walks through a destroyed displacement camp in Khan Younis. © UNFPA/Media Clinic.
امرأة تمشي في مخيم نازحين مدمر في خان يونس. © صندوق الأمم المتحدة للسكان/عيادة الإعلام.

 

كيف يستجيب صندوق الأمم المتحدة للسكان؟

 

منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تلقت أكثر من 300,000 امرأة وفتاة إمدادات تكفي شهرين من الفوط الصحية. وقد استفادت أكثر من 150,000 امرأة من حقائب النظافة الشخصية، ولوازم النظافة الشهرية، والمساعدات النقدية، مما مكّنهن من شراء مستلزمات أساسية مثل الفوط الصحية والصابون والملابس الداخلية والمناشف.

 

A girl receives an adolescent kit containing hygiene items. ©UNFPA/SDF.
فتاة تتلقى مجموعة أدوات للمراهقين تحتوي على مستلزمات النظافة. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان/صندوق التنمية المستدامة.

قالت امرأة نازحة تبلغ من العمر 42 عامًا في خان يونس: "الطعام يبقينا على قيد الحياة، لكن الفوط الصحية والصابون والخصوصية تجعلنا نعيش بكرامة". "إن استلام حقيبة النظافة الشخصية يشعرني بوجود من يهتم بي".

 

 

كما تم توزيع أكثر من 6200 حقيبة مستلزمات للمراهقين، تحتوي على مستلزمات النظافة، ومواد تعليمية، وأدوات حماية، في جميع أنحاء غزة. ونظرًا لاستمرار ضخامة الاحتياجات، فإن صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه على أهبة الاستعداد لتوسيع نطاق المساعدات وتقديمها لمن هم في أمس الحاجة إليها، استنادًا إلى المبادئ الإنسانية. وقد توقفت الشاحنات المحملة بالإمدادات الضرورية، بما في ذلك مستلزمات النظافة، على الحدود لأسابيع. ويدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان مجددًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، واستعادة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. لقد عانت النساء والفتيات بما فيه الكفاية؛ وهن في أمس الحاجة إلى إنهاء هذا الكابوس.