قبل خمسة وعشرين عامًا، عُقِد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية بالقاهرة واعتمدت 179 حكومة برنامج عمل ذو رؤية يهدف إلى حماية صحة وحقوق النساء والفتيات وتعزيز تمكينهن.
ورغم تحقيق مكاسب هامة منذ ذلك الوقت، فإن العديد من الأهداف الواردة في تلك الوثيقة لم تتحقق. (إقرأ ثلاثة أسباب تجعل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية مهمًا لك من خلال الرابط).
فيما يلي خمس طرق وضعها برنامج العمل من لتغيير العالم بالنسبة للنساء والفتيات.
- الحد من وفيات الأمهات
في عام 1994 ، دعا برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية بالقاهرة البلدان إلى تخفيض معدل وفيات الأمهات بحلول عام 2015 بمقدار 75 في المائة عن مستويات عام 1990.
إلا أنه بدلاً من تحقق ذلك، انخفض معدل وفيات الأمهات في العالم بين عامي 1990 و2015 بنسبة 40 في المائة تقريبًا.وفي المنطقة العربية، انخفضت معدل وفيات الأمهات بنسبة 43 في المائة بين عامي 1994 و 2015، وهو انخفاض كبير، ولكنه أقل بكثير عن المستهدف.
يمكن الوقاية من الغالبية العظمى من حالات وفيات الأمهات من خلال تقديم الرعاية المناسبة قبل الولادة، وتوفير مهارات التوليد أثناء الولادة، وتقديم رعاية ما بعد الولادة، والحصول على رعاية التوليد الطارئة في حال ظهور مضاعفات. ومع ذلك، لا تزال هذه التدخلات في غير متناول الكثيرين.
وفي الواقع، قامت تسعة بلدان بتخفيض وفيات الأمهات بنسبة 75 في المائة على الأقل، مما يدل على أن تحقيق هذا الهدف ليس مستحيلاً إذا توفرت الجهود والموارد والإرادة السياسية المناسبة.
واليوم، يحث صندوق الأمم المتحدة للسكان جميع البلدان على مواصلة السعي لتحقيق المزيد، داعيًا إلى وضع حد لجميع وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها، في كل مكان في العالم.
2. القضاء على العنف ضد النساء والفتيات
دعا برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية البلدان إلى "اتخاذ تدابير كاملة للقضاء على جميع أشكال الاستغلال والإيذاء والتحرش والعنف ضد النساء والمراهقين والأطفال".
من الصعب الحصول على بيانات عن العنف ضد النساء والفتيات. وكثيرًا ما يتم تثبيط الناجيات من العنف عن الإبلاغ عما تعرضن له خوفًا من وصمة العار أو الإيذاء. ومع ذلك، ووفقًا لأفضل البيانات المتاحة حاليًا، لا يزال العنف ضد النساء والفتيات وباءً عالميًا.
تتعرض واحدة من بين كل ثلاث نساء للعنف البدني أو الجنسي في حياتها. وقد تعرض ما يقدر بـ 18 في المائة من النساء للعنف البدني أو الجنسي أو النفسي على أيدي الشريك في السنة الماضية وحدها.
وتقدم هذه الأرقام تقييمًا صارخًا لمدى التزام العالم بسلامة نصف سكانه.
3. إنهاء الممارسات الضارة ضد النساء والفتيات
في عام 1994، دعا القادة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
ومنذ ذلك الحين، بُذِلَت جهود عالمية لزيادة الوعي بالعواقب المترتبة على هذه الممارسات على أجساد الفتيات وحياتهن ومستقبلهن. ونتيجة لذلك، انخفضت معدلات زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث في السنوات الـ 25 الماضية.
وفي منطقة الدول العربية، 55% من النساء والفتيات في الفئة العمرية بين 15 و19 سنة تعرضن لختان الإناث.
وفي البلدان التي ترتفع فيها نسبة انتشار تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، انخفضت نسبة الفتيات اللاتي تعرضن للختان من 49 في المائة إلى 31 في المائة. كما انخفضت نسبة زواج الأطفال في المنطقة العربية 9 في المائة في الـ25 عام الأخيرة.
إلا أنه بسبب النمو السكاني، فإن الأعداد المطلقة للفتيات المتضررات من هذه الممارسات يمكن أن تتزايد بالفعل.
4. إنهاء الاحتياجات غير الملباة لتنظيم الأسرة
من شأن تنظيم الأسرة تمكين النساء والفتيات من الحصول على تعليم وعلى فرص عمل كما أنه ضروري للحد من الفقر والنهوض بالمساواة بين الجنسين وخفض معدل الوفيات المرتبطة بالحمل.
وقد أدرك القادة في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية هذا الأمر. ودعوا البلدان إلى "السعي لتوفير الوصول الشامل إلى مجموعة كاملة من وسائل تنظيم الأسرة الآمنة والموثوق بها".
وبالفعل ارتفعت نسبة الحصول على تنظيم الأسرة الطوعي منذ عام 1994. وفي أقل البلدان نموًا، زاد معدل انتشار وسائل منع الحمل الحديثة بأكثر من الضعف بين النساء اللاتي يرغبن في تجنب الحمل - من 15 في المائة إلى 37 في المائة.
ولكن وصول الجميع إلى تنظيم الأسرة الحديث والموثوق به لا يزال بعيد المنال.
واليوم في المناطق النامية، هناك أكثر من 200 مليون امرأة يرغبن في تجنب الحمل ولكنهن لا يستخدمن أساليب آمنة وفعالة لتنظيم الأسرة. وفي منطقة الدول العربية، هناك فجوة نسبتها 15 في المائة للاحتياجات غير الملباة لتنظيم الأسرة. وتتراوح الأسباب بين عدم إمكانية الحصول على المعلومات أو الخدمات والافتقار إلى الدعم من شركائهن أو مجتمعاتهن المحلية.
إن استمرار هذه الاحتياجات غير الملباة من شأنه تقويض قدرة المرأة على بناء مستقبل أفضل لنفسها ولأسرتها ومجتمعها المحلي.
5. النهوض بالمساواة بين الجنسين
قبل خمسة وعشرين عاما، حث برنامج العمل الحكومات على "التعجيل بمشاركة المرأة على قدم المساواة وبتمثيلها العادل على جميع مستويات العملية السياسية والحياة العامة".
وهنا، شهدت النساء والفتيات تحقق بعض الخطوات - لكن ليس بما فيه الكفاية.
فقد احتضن العالم عددًا متزايدًا من رؤساء الدول من السيدات، ومع ذلك، لا يزال الرجال يضطلعون بالأدوار القيادية بأغلبية ساحقة. فاليوم، أقل من ربع البرلمانيين في جميع أنحاء العالم هم من النساء. ولم تحظى المنطقة العربية بزعيمات دول من النساء بعد.
وقد قالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانيم، خلال مراجعة للتقدم المحرز منذ انعقاد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، "لقد انتظرت النساء والفتيات طويلاً بما يكفي ... وقد حان الوقت لنا جميعًا للتعجيل بوتيرة العمل".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام ، ستعقد حكومتا كينيا والدانمارك ، بالاشتراك مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ، قمة نيروبي في الذكرى الخامسة والعشرين للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية، من أجل تعبئة الإرادة السياسية والالتزامات المالية للتنفيذ الكامل لبرنامج العمل.
وستجمع القمة رفيعة المستوى ائتلافًا واسعًا – يتراوح من رؤساء الدول والوزراء إلى الخبراء التقنيين والمنظمات الشعبية والناشطين وغيرهم – لتعجيل الجهود من أجل الوفاء أخيرًا بوعد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، والعودة لمبادئه الأساسية.
يمكن التعرف على مبادئ برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان من خلال متابعة هاشتاج #ICPD25 و #WPD2019 على حساباتنا للتواصل الاجتماعي Facebook وTwitter