أنت هنا

الأمم المتحدة، نيويورك/تعز، اليمن – قالت أحلام (الأم لطفلين في اليمن) في وقت سابق هذا العام: "اتفقت مع زوجي على تنظيم الأسرة وعلى ألا ننجب المزيد من الأطفال لكنه تعرض لضغوط من أسرته فحملت مرة أخرى." وعندما دخلت في مرحلة الولادة اضطرت أحلام إلى السفر لأكثر من ثماني ساعات حتى تلد حيث لم يكن الدعم الطبي متوفرة في مدينتها تعز، حيث دُمرت أغلب المرافق الصحية جراء النزاع الدائر.

لقد تركت الأزمة اليمنية نحو 20.7 مليون نسمة في حاجة للمساعدات الإنسانية، وشردت 10.4 في المائة من سكان البلاد، بينهم 2.2 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب.

لحسن الحظ، تمكنت أحلام من الوصول إلى أقرب مستشفى يعمل في جبلة، محافظة إب، وهو مجهز بإمدادات طوارئ الولادة التي وفرها صندوق الأمم المتحدة للسكان وهناك، أنجبت بأمان طفلها الثالث عن طريق عملية قيصرية.

إمدادات الطوارئ

"في حالات الأزمات "إن المخاطر التي تواجهها [النساء والفتيات] كبيرة بصورة غير متناسبة بينما الخدمات والدعم المتوفران لهن قليلان بشكل غير متناسب،" قالت الدكتورة ناتاليا كانيم،  القائمة بأعمال المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، في فعالية عقدت الأسبوع الماضي بالجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث أكد ممثلو الحكومات والشركاء في المجال الإنساني من جديد على أهمية توفير إمدادات الصحة الإنجابية في الأزمات الإنسانية.

قالت الدكتورة كانيم: "في مثل تلك الظروف، تتعرض الحياة للخطر وتتحطم الأحلام وتصبح الكرامة والسلامة في خطر."

تحدث نحو 60 في المائة من وفيات الولادة التي يمكن تلافيها في العالم في حالات الأزمات والهشاشة. يمكن منع العديد من هذه الوفيات عن طريق إتاحة إمدادات تنظيم الأسرة، التي تحول دون حالات الحمل غير المقصود  في البيئات الخطرة، مع توفير الإمدادات الخاصة بالصحة الإنجابية.

كما أن الإمدادات الخاصة برعاية الناجيات من العنف الجنسي – مثل وسائل منع الحمل الطارئة والأدوية اللازمة لمنع انتقال فيروس نقص المناعة البشرية – هي أيضا أمور بالغة الأهمية.

وقال مارك لوكوك، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية موضحاً: "تتعرض النساء والفتيات للهجوم أثناء فرارهن وأثناء سعيهن للحصول على الحماية، وأثناء جلبهن للماء أو إحضار الطعام، بل وحتى أثناء استخدامهن لدورات المياه في المخيمات التي يلتمسن فيها الحماية."

لا تقدم بدون مستلزمات الصحة الإنجابية

شدد القادة خلال تلك الفعالية أنه لن يكون هناكل أي تقدم دون توافر مستلزمات الصحة الإنجابية.

كما شدد الكثيرون على أهمية البرامج على سبيل المثال برنامج "إمدادات صندوق الأمم المتحدة للسكان"، المكرس لتوسيع فرص الحصول على خدمات تنظيم الأسرة وغيرها من المستلزمات الأساسية للصحة الإنجابية في حالات الطوارىء وغيرها من الأوضاع الضعيفة. ففي عام 2016 فقط، وصلت إمدادات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى 1.3 مليون امرأة وفتاة في شتى أنحاء العالم، مقدمة لهن مستلزمات الصحة الإنجابية الطارئة. وتشمل هذه المجموعات وسائل منع الحمل، فضلا عن المعدات اللازمة لضمان ولادة نظيفة وآمنة أو لإدارة عواقب الاغتصاب.

إلا أنه لا تزال هناك تحديات هائلة أمام الحصول على هذه المواد لمن هم في أشد الحاجة إليها.

يواجه برنامج "إمدادات صندوق الأمم المتحدة للسكان" حالياً عجزاً في التمويل بواقع نحو 700 مليون دولار للفترة من 2017 إلى 2020، مما يعرض نشاط البرنامج للخطر.

وفي اليمن، تم تعطيل وصول شحنات منتجات الصحة الإنجابية – لا سيما الخاصة بتنظيم الأسرة – بسبب الأزمة، مما يعرض حياة الآلاف للخطر.

فضلاً عن هذا فإن نحو 45 في المائة فقط من المرافق الصحية تعمل. ولا تقدم سوى 37 في المائة منها خدمات صحة الأم والصحة الإنجابية.

قالت أروى، قابلة فب محافظة تعز، لـ صندوق الأمم المتحدة للسكان: "أغلب المنشآت الصحية أغلقت أبوابها بسبب النزاع. وقد زاد هذا من عبء العمل علينا وعرض حياة الكثيرات من الحوامل وأطفالهن للخطر."

- فهمية الفتيح وريبيكا موديو