أنت هنا

كان حلم "وفاء أمين" هو مساعدة النساء على المضي قدمًا من خلال التدريب على المهارات، ومواجهة انتهاكات حقوق الإنسان مثل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) التي تواجهها العديد من النساء والفتيات في حياتهن.

تقول وفاء: "إن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مشكلة جسيمة في القرية التي أعيش فيها، وهدفي هو خلق عوامل للتغيير".

لقد تعرضت ما يقرب من تسعة من كل عشر نساء وفتيات تتراوح أعمارهن بين 15 - 49 عامًا لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في مصر، وتدعم "حاضنة الابتكار الاجتماعي" التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان رائدات الأعمال مثل "وفاء أمين" لجلب أفكارهن التجارية إلى الحياة، مع معالجة الممارسات الضارة في مجتمعاتهن والتصدي لها.

تجدر الإشارة إلى أن "وفاء" كانت واحدة من سبعة رواد أعمال اجتماعيين وقع عليهم الاختيار لتلقي الدعم في مصر في عام 2022، وقد تلقت بالفعل التمويل الأولي والتوجيه والدعم لمؤسستها الناشئة في محافظة سوهاج، التي تدرب النساء والفتيات على الحرف اليدوية والتطريز لبيعها، وتجمعهن معًا لتبادل المعلومات والمعارف.

تقول وفاء: "بعد مشاهدة فيلم (عن مخاطر وأضرار تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية)، أسأل النساء عما إذا كن قد خضعن لتلك الممارسة شخصيًا، وكيف كان أثرها عليهن، وكثيرًا ما أسألهن إذا كانت هذه هي الطريقة التي نريد أن نعامل بها بناتنا، وإذا كنا نريد لهن أن يخضعن لكل هذه المعاناة والمخاطر".


قامت وفاء بتدريب أكثر من 115 امرأة وفتاة منذ إطلاق البرنامج في عام 2022، وقام المشاركون بصياغة رسائل تدين تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في المنتجات التي يبيعونها في المعارض الخاصة. الصورة © صندوق الأمم المتحدة للسكان مصر

تولت "وفاء" تدريب أكثر من 115 إمرأة وفتاة منذ إطلاق البرنامج في عام 2022، وقامت المشاركات بخياطة رسائل تدين تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على المنتجات التي يبعنها في المعارض الخاصة.

توضح وفاء قائلة: "أحرص على دعوة القادة المجتمعيين والزعماء الدينيين إلى معارضنا، حتى يتسنى لهم دعم ما نقوله بشأن مخاطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية".

تمكين التغيير

من خلال العمل مع مؤسسة "صناع الحياة" وشبكات الشباب والمجتمع المدني وشركاء التنمية، توفر "حاضنة الابتكار الاجتماعي" برنامجًا إرشاديًا لرواد الأعمال في جميع أنحاء مصر، وتربطهم بفرص لتنمية أعمالهم وضمان استدامتها بمرور الوقت، بدعم من سفارة مملكة  النرويج.

وتقول فريدريكا ميجر، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر: "في صندوق الأمم المتحدة للسكان، نحن على يقين بأن الابتكار هو المفتاح لعالم عربي مليء بالفرص، ومن المجدي أن تتمكن النساء والفتيات من قيادة الابتكار الذي يخدمهن ويمكّنهن، ومما لا شك فيه أن وجود النساء في مقعد القيادة يوفر حلولاً أفضل لتلبية احتياجاتهن، وبالتبعية سيخلق عالمًا أفضل للجميع".

وجدير بالذكر أن مصر والمنطقة العربية بأسرها تحظى بوفرة في الابتكار والإبداع، كما تتمتع المنطقة بساحة نابضة بالحياة للشركات الناشئة، وتجدر الإشارة إلى أنه من بين كل ثلاث شركات ناشئة هناك شركة أسستها أو تقوم على إدراتها المرأة، ويساعد النظام الإيكولوجي (البيئي) المتنامي للابتكار في إحداث تأثير اجتماعي وتغيير في الحياة نحو الأفضل، ومن ناحية أخرى فإن وجود فئة عريضة من السكان من الشباب نابضة بالحياة وقابلة للزيادة، يتيح فرصًا هائلة للتقدم الإبداعي.

وتقول ليلى بكر - المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية: "من خلال تمكين النساء والفتيات، وإطلاق العنان لإمكانات الشباب، وتسخير الإبداع والابتكار لتعزيز الصحة الإنجابية والحقوق والخيارات، والاستفادة من المعارف والبيانات، يتسنى لنا بالاستعانة بمحفظة الابتكار التي أعددناها دفع التقدم في بناء مجتمعات مستقرة تنعم بالسلام والازدهار في جميع أنحاء المنطقة".

وفي مصر، تزداد قوة "حاضنة الابتكار الاجتماعي" التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان وتنتقل من نجاح إلى نجاح، وتعمل على توسيع نطاق شبكتها لتعزيز المهارات والحقوق والمستقبل للنساء والفتيات، وتتطلع وفاء إلى آفاق رحبة جديدة، وتهدف إلى الوصول إلى 2000 امرأة وفتاة في السنوات المقبلة.

توضح وفاء قائلة: "أريد التوسع في مشروعي وفتح فروع في محافظات أخرى، ولكني أهدف في المقام الأول لحماية الفتيات من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية."